توقيع الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني اتفاقا شاملا بينهما يوم الاثنين 4 مارس/آذار 2019 يمهد الطريق ويجعله سالكا لتشكيل حكومة إقليم كردستان والتي طال انتظارها بعد ان تم اجراء الانتخابات في 30 أيلول/سبتمبر 2018.

وبعيدا عن تفاصيل الاتفاق الا ان المهم قد تحقق وهو ان تشكيل الحكومة القادمة في الإقليم صار قريبا وانه لم تعد توجد اية عراقيل يمكن ان يتحجج بها احد، لان مصالح وتطلعات المواطنين وحياتهم اليومية قد تأثرت كثيرا بهذا التأخير والتجاذب السياسي الذي شهد عشرات الاجتماعات والمباحثات والتي كانت تدور في حلقة دائرية تنتهي في النقطة التي تبدأ منها، الا ان إرادة العقل والحكمة ومجاراة الواقع الذي يقول ان كل ما يجري في العراق والاقليم لا يسير وفق قواعد المنطق والسياسة ونتائج الانتخابات التي تبين من هو المتقدم او الأول ومن التالي والذي بعده، ومن الذي سيكون جالسا في موقع المعارضة مراقبا ومنتقدا ومقوما أداء الحكومة.

لان الطبقة السياسية كلها تريد ان تحكم ويكون لها دور مهم وبارز في الحكومة، وهي في ذات الوقت تنطق بلسان المعارضة وتتبنى وجهات نظرها رغم انها جزء ومكون أساسي من الإدارة والحكم، لذلك اختلط الامر على الناس واصبحوا اكثر ما يهتمون بأمورهم المعيشية وحياتهم اليومية التي تتأثر كثيرا بحالات الاختلاف والتنافر الموجودة والتي لا بد ان تطوى صفحتها في اقرب حين.

هدف الاتفاقية هو توحيد البيت الكردي والاستجابة لمتطلبات جماهير كردستان، وسوف تسهم بفعالية في المضي قدما بتشكيل حكومة اقليم كردستان، واستكمال تشكيل اللجان البرلمانية من اجل الوصول الى واقع مستقر في الإقليم من خلال برلمان وحكومة ومؤسسات من المفروض بها أن تخدم الانسان قبل الأحزاب التي جائت منها.

ان الواقع في إقليم كردستان والعراق يفرض على الجميع قبول الآخر واحترام الخصوصيات من اجل إمكانية الحياة المشتركة القائمة على ادامة الحوار والتواصل بالرغم من كل العراقيل والتدخلات الخارجية والاملاءات التي تفرض من هناك او هناك، وان يتنازل الأخ لأخيه وشريكه في الوطن اشرف وافضل من ان يكون هناك تنازل للآخر من خارج الحدود.

تشكيل حكومة قوية في الإقليم تستطيع تلبية حاجات الناس وتوفر لهم أسباب وامكانيات العيش بعيدا عن الخلافات والتخندق في المواقف والمواقع المتقابلة، وحل المشاكل مع الحكومة الاتحادية بقلب وعقل وافق مفتوح على أساس المصالح العليا للشعب التي تتطلب الوحدة والاستقرار والامن والأمان وحماية الوطن والمواطن وبما يؤكد المقولات التي تقول انه كلما تحسنت الاوضاع في الاقليم كلما كان تأثيرها على تحسن الأوضاع في العراق وان اقليم كردستان مفتاح استقرار العراق، والعراق مفتاح الاستقرار في المنطقة.

عبدالستار رمضان