قررت لندن إسقاط الجنسية عن شابة بريطانية انضمت إلى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وتطالب بالعودة إلى البلاد مع طفلها المولود في مخيم لللاجئين قبل أيام، على ما أعلنت متحدثة باسم الوزارة الثلاثاء.

وتم إبلاغ عائلة شميمة بيغوم بقرار وزير الداخلية المحافظ ساجد جاويد في رسالة تلقتها العائلة الثلاثاء.

وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية في بيان إن "وزير الداخلية أكد بوضوح أن أولويته هي أمن المملكة المتحدة وسكانها"، مشيرا إلى أن القرار لم يتخذ "باستخفاف" وأن بإمكان الفتاة طلب جنسية أخرى.

وبموجب معاهدة نيويورك الموقعة في 30 أغسطس 1961 والتي صادقت عليها بريطانيا، من حق لندن إسقاط الجنسية عن شخص إذا اعتبرت أن ذلك يخدم "المصلحة العامة" وبشرط ألا يجعله ذلك عديم الجنسية.

وأعلنت عائلة الفتاة أنها تدرس "كل السبل القانونية للطعن في هذا القرار" القابل للاستئناف.

وأثارت قضية شميمة بيغوم جدلا واسعا منذ أن فرت مع صديقتين لها من بريطانيا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية قبل أربع سنوات وهي في الخامسة عشرة من عمرها.

وتبدو الحكومة البريطانية منقسمة بشأن كيفية الرد على دعوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدول الأوروبية إلى استعادة مئات المقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية الذين اعتقلوا في سوريا.

وأكد ترامب السبت أن الولايات المتحدة تطلب من بريطانيا وغيرها من الحلفاء الأوروبيين "استعادة أكثر من 800 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية، ألقينا القبض عليهم في سوريا، ومحاكمتهم".

وجاءت الدعوة بينما يستعد ترامب لإعلان انتهاء ما تبقى من "خلافة" تنظيم الدولة الإسلامية بالتزامن مع اقتراب قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من السيطرة على آخر جيب يسيطر عليه عناصر المجموعة المتطرفة في شرق سوريا، قبيل الانسحاب المرتقب للقوات الأميركية.

وزاد ذلك المخاوف من فرار المسلحين والمقاتلين الأجانب المتمرسين في القتال وتشكيلهم خلايا جديدة في سوريا أو خارجها في وقت يبحث حلفاء الولايات المتحدة منذ أسابيع عن الطريقة الأمثل للتعاطي مع الملف.

وتصور قضية شميمة بيغوم المعضلة التي تواجهها عدة دول أوروبية ما بين السماح بعودة الجهاديين وأنصار داعش إلى بلادهم لمحاكمتهم فيها، أو منعهم من العودة بسبب مخاوف أمنية.

ووضعت بيغوم مولودها، الأحد، في مخيم الهول للاجئين في شمال شرق سوريا، وقد فرت إليه بعد خروجها في عداد المئات من البقعة الأخيرة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، على وقع تقدم قوات سوريا الديموقراطية في الأسابيع الأخيرة.

وهي ترغب الآن في العودة إلى بريطانيا، مناشدة السلطات إظهار "تعاطف" معها والسماح لها بذلك، من غير أن تبدي أي ندم على انضمامها إلى صفوف الجهاديين.
لكن خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أذيعت أمس الثلاثاء قالت شميمة "اتخذت قراري بنفسي وأتيت بملء إرداتي رغم علمي بالمخاطر".
وأقرت أنها كانت "غلطة"، وطلبت الصفح من السلطات البريطانية.

لا تهاون في ملف الأمن في بريطانيالا تهاون في أمن بريطانيا