تجدد النقاش في تونس حول مصير حكومة يوسف الشاهد، بعد أن ألمح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إلى إمكانية تغييرها بحكومة تكنوقراط.

وتباينت آراء المتتبعين والمحللين السياسيين بشأن تصريح الغنوشي، إذ يرى بعضهم أن أيام حكومة الشاهد باتت معدودة، في الوقت الذي أدرج فيه آخرون كلام زعيم النهضة في خانة "المناورات السياسية".

سياق التصريح

قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إن حكومة يوسف الشاهد "قائمة ومتواصلة إلى أن يأتي ما يخالف ذلك"، مرجحا أن "تستمر الحكومة إلى غاية الانتخابات".

وأضاف الغنوشي في تصريح لإذاعة "موزاييك إف إم" بثته الأحد: "إذا حصل توافق بين الأحزاب الرئيسية فإنه يمكن أن تفرز حكومة انتخابية أو حكومة تكنوقراط لتقود الانتخابات".

وشدد الغنوشي على عدم الخلط بين الحزب والحكومة ، مجددا رفضه أي "صورة من صور التوظيف السياسي للحكومة لصالح أي حزب سواء لفائدة النهضة أو غيرها من الأحزاب الجديدة أو القديمة".

واعتبر زعيم النهضة أن "هذا الأمر مجرد احتمال وارد إذا وقع توافق حوله".

وتتصدر النهضة المشهد البرلماني في تونس في ظل وجود 68 نائبا في كتلها البرلمانية، وقد تمسكت ببقاء الشاهد على رأس الحكومة ومنحت الثقة لوزرائه الجدد في الأزمة السياسية الأخيرة.

القاسمي: سحب البساط من الشاهد

وتعليقا على هذه التطورات، يعتبر المحلل السياسي الجمعي القاسمي تصريحات الغنوشي "مناورات سياسية دأبت عليها حركة النهضة وفقا لحسابات مرتبطة بتطورات الأوضاع السياسية في البلاد".

وقال القاسمي في حديث مع "أصوات مغاربية إن تصريحات الغنوشي الأخيرة تؤكد أنه "يتجه نحو سحب البساط من تحت أقدام الشاهد وحكومته، وفق معادلة يرضي بها الأطراف السياسية التي تطالب بضرورة تكوين حكومة انتخابات مصغرة لتوفير أكبر قدر من شروط الشفافية والنزاهة".

كما يسعى الغنوشي من خلال هذه الخطوة، وفق المحلل ذاته، إلى "إرضاء الرئيس الباجي قايد السبسي الذي لا يخفي رغبته في رؤية الشاهد خارج قصر الحكومة بالقصبة".

"حكومة انتخابات أو تكنوقراط أصبح موضوعا يطرح نفسه بقوة على المشهد السياسي في ظل الهواجس والقلق المتزايد لدى القوى السياسية من توظيف الشاهد أجهزة الدولة لصالح حزب المحسوب عليه (تحيا تونس)"، ويردف القاسمي.

ويرى المتحدث أنه "ما لم يتراجع الغنوشي عن تصريحه فإن كل التطورات تدفع إلى أن مصير حكومة الشاهد سيتحدد خلال أسابيع قليلة".

الخرايفي: رسائل إلى هذه الأطراف

في المقابل، يستبعد النائب السابق في المجلس التأسيسي رابح الخرايفي فرضية اللجوء إلى تكوين حكومة أخرى.

ويقول الخرايفي في هذا السياق إن "تصريحات الغنوشي رسائل موجهة إلى طرفين أولهما شق داخل حركة النهضة لم يعد راضيا عن التحالف مع الشاهد والابتعاد عن رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، وبالتالي فإن رئيس الحركة يسعى إلى احتواء هذا الجزء الغاضب داخل حزبه".

أما الطرف الثاني الذي يريد الغنوشي توجيه رسائل إليه، وفق الخرايفي، فهو" الشاهد نفسه وعدد من القياديين في حزب تحيا تونس الذي أصدروا تصريحات معادية للحركة، وتفيد الرسالة بأن مصير الحكومة لا يزال بيد النهضة".

ويرى الخرايفي أن "تشكيل حكومة جديدة غير ممكن، إذ لن تكون النهضة على استعداد لنشوب أزمة سياسية جديدة ستدفعها للبحث عن تحالفات مع نداء تونس والجبهة الشعبية لبحث كيفية تشكيل الفريق الحكومي الجديد".