"داعش محاصر في آخر 600 متر مربع في الباغوز، ونهايته قريبة"، بتلك العبارات أعلنت قوات سوريا الديمقراطية السبت، اقترابها من القضاء على التنظيم الإرهابي الذي روع الآلاف لسنوات.

فقد كشف قائد حملة عاصفة الجزيرة جيا فرات، التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية، خلال مؤتمر صحفي عقده السبت، في حقل العمر بريف #دير_الزور ، حضره الناطق باسم المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي، وعدد من قادة قوات سوريا الديمقراطية، بأن عناصر داعش أو من تبقى محاصرون في مسافة لا تتعدى الـ 700 متر مربع، موضحاً أن سبب بطء الحملة يعود لوجود مدنيين يحتجزهم داعش ويستخدمهم دروعا بشرية.

وأضاف أنهم حرروا 10 من أسراهم، مؤكداً بأنهم في القريب العاجل سيعلنون بشرى سارة للعالم بأسره.

كما شدد على أن هزيمة داعش لن تستغرق سوى أيام قليلة.

وكانت مسؤولة في قوات سوريا الديمقراطية من خطوط الجبهة، قالت في وقت سابق في اتصال هاتفي مع "العربية.نت" إن " داعش الآن، في مراحله الأخيرة، وهو محاصر في بقعة صغيرة جداً، ويحتجز المدنيين كدروعٍ بشرية".

وأضافت ليلوى العبدالله، الناطق الرسمي باسم مجلس دير الزور العسكري أن "الاشتباكات مستمرة في أعلى مستوياتها على محوري الباغوز والمراشدة"، لافتةً إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية، تقوم بفتح ممراتٍ لخروج المدنيين ونقلهم للمناطق الخاضعة لسيطرتها".

وشددت على أنه "في القريب العاجل، سيتم إعلان تحرير كامل الشمال السوري من داعش، وصولاً للحدود العراقية".

داعش بحلة جديدة؟!

إلا أنه وعلى الرغم من التفاؤل بإنهاء داعش عسكرياً، يحذر عدد من الخبراء من التفاؤل المفرط، لافتين إلى إمكانية ظهور داعش مستقبلاً بحلة جديدة.

وفي هذا السياق، قال الدكتور ناصر حاج منصور، مدير المركز السوري للحوار، في اتصال مع "العربية.نت" إن "المُتابع الدقيق للتحولات الجارية في صفوف التنظيم، خاصة بعد إدراكه لانهياره إثر سقوط عاصمته الرقة، يُلاحظ أن التنظيم بدأ بالظهور بشكل جديد من خلال خلايا نائمة ومتوزعة".

وشدد على أن "القضاء على داعش في جيبه الأخير، لا يعني أبداً القضاء عليه في سوريا بالكامل".

وربط حاج منصور هذا الأمر بـ "التنظيم الجديد لداعش على شكل خلايا نائمة، بعضها فاعلة، وكذلك بالتحول العسكري والتنظيمي الّذي يقوم به، ليتناسب مع حالة اللا سيطرة على الأرض".

كما أكد أن "المعركة الأهم مع داعش هي معركة عدم السماح بظهوره مرة جديدة، وهي متعلقة بإعادة الاستقرار والتنمية ومسألة التعليم وتغيير الذهنيات وهي مسألة طويلة ومعقّدة"، على حدّ تعبّيره.

ورأى أنه "إن لم تنتبه دول العالم والقوى المحلية والتحالف الدولي ضد داعش، لهذه الأمور، فإن هذه الأرضية قادرة على إنتاج كوادر للتنظيم حتى سنوات طويلة مقبلة".

قنابل موقوتة

وتوقع أن "انهيار الجيب الأخير للتنظيم والضغط على إدلب شمال غربي البلاد، سيؤدي لانتشار ما يشبه داعش مرة أخرى، من تنظيمي النصرة وحرّاس الدين، وكلاهما يمثلان التطرّف والإرهاب" كما يصف.

إلى ذلك، وصف حاج منصور، قضية المعتقلين الأجانب الّذين تعتقلهم سلطات الإدارة الذاتية بعد إلقاء القبض عليهم في غضون المعارك الجارية ضد التنظيم بـ "الطارئة التي تحتاج لحلول".

وقال في هذا السياق "لا تستطيع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، تحمل أعباء أو مسؤولية إعادة تأهيلهم، ويجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاههم".

وأوضح أن "بقاءهم بهذا الشكل، قد يجعل منهم قنابل موقوتة، لذا إما أن تستلمهم دولهم أو أن يتم إنشاء محكمة دولية في مناطق الإدارة الذاتية لمحاكمتهم".