ألهب الرئيس ترمب حماس مناصريه خلال خطابه في مدينة الباسو في ولاية تكساس، حيث تعهد ببناء الجدار بين الولايات المتحدة والمكسيك. وفي أولى مسيراته لموسم الحملة الانتخابية لعام 2020، وتحت رايات عملاقة مكتوب عليها «لننهِ بناء الجدار» و«الجدران تنقذ الأرواح» وقف الرئيس ترمب يلقي كلمته وخلفه عدد كبير من المناصرين الذي يرتدون القبعات الحمراء المكتوب عليها «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى». وشدد ترمب على أن أجزاء كثيرة من مشروع بناء الجدار هي قيد الإنشاء بالفعل، وتعهد بالوفاء بوعد حملته الانتخابية عام 2016 بغض النظر عما يحدث في الكونغرس. وقال ترمب: إن الجدار سيؤدي إلى خفض معدلات الجريمة، وتقليل حالات القتل والاختطاف وتهريب المخدرات والاتجار في البشر. غير أن رئيس بلدية الباسو، دي مارغو، قال: إن تلك التصريحات «غير صحيحة من حيث الوقائع». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «كنا بأمان في السابق ولاحقاً». وأضاف: «لقد ساعد السياج في بعض النشاطات الإجرامية، لكن السبب الرئيسي لكوننا في أمان يتعلق بقوة الشرطة لدينا ومواطنينا الحريصين على الأمن العام».
وكرر ترمب تأكيده، أنه لا يوجد تواطؤ بين حملته وروسيا، وشدد على خطته لإعادة الجنود من سوريا وأفغانستان، وعلى إنهاء العهد الديكتاتوري لنظام مادورو في فنزويلا. وهاجم ترمب الاشتراكية وميل الكثير من الشباب إلى بعض المبادئ الاشتراكية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لن تكون أبداً دولة اشتراكية.
وكعادته، كرر ترمب هجومه على الإعلام، مشيراً إلى أنه لا يزال ينكر الإنجازات التي حققتها إدارته، وأنه ينشر الأخبار الزائفة، وقد تعرض مراسل يعمل لدى هيئة البث البريطاني (بي بي سي) للهجوم خلال المؤتمر الانتخابي من قِبل أحد المناصرين، وتدخل رجال الأمن وأخرجوا المراسل من المكان.
واعترضت «بي بي سي» لما تعرض إليه مراسلها بينما كان يقوم بعمله، وطالبت البيت الأبيض بالرد. وفي خارج التجمع الانتخابي كان هناك الكثير من المظاهرات المؤيدة لترمب، وأخرى لمن يعارضون بناء الجدار وسياسات ترمب.
وخرجت مسيرات غاضبة بعد دقائق من إعلان المفاوضين في الكابيتول، أن المشرعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري قد توصلوا إلى اتفاق من حيث المبدأ حول تمويل الحكومة الفيدرالية قبل حلول ليل الجمعة لتفادي إغلاق حكومي آخر. ووافق الجمهوريون مبدئياً على مبلغ 1.375 مليار دولار لبناء الجدار الحدودي بدلاً من مبلغ 5.7 مليار دولار التي طالب بها الرئيس ترمب سابقاً. ووفقاً للمساعدين في الكونغرس، فإن هذا التمويل لبناء الجدار سيتم توفيره خلال السنة المالية 2018- 2019 التي تنتهي في 30 سبتمبر (أيلول) المقبل.
وقال السيناتور ريتشارد شالبي، أحد المفاوضين الجمهوريين الرئيسيين للصحافيين، إنه تم التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ بين النواب الجمهوريين والديمقراطيين.
وأشار مساعد بالكونغرس إلى أن الاتفاق سيوفر الأموال لبناء حواجز حديدية جديدة على طول 89 كيلومتراً من الجدار في منطقة ريو غاراندي فالي في جنوب تكساس.
وهذا جزء من مسافة 200 ميل (320 كليومتراً)، وهي طول الحدود المكسيكية - الأميركية. وهذه الحواجز مصنوعة من الفولاذ وليست حائطاً صلباً. وفي المقابل طالب الديمقراطيون بالحد من حالات الاحتجاز للمهاجرين العابرين للحدود.
وينتظر الاتفاق المبدئي موافقة الرئيس ترمب وتوقيعه، وهو ما قد يتم خلال الساعات المقبلة، حيث أشارت مصادر بالبيت الأبيض إلى أن الرئيس كان على علم بتفاصيل المفاوضات. وأشار ترمب أمام الحشود خلال خطابه قريباً من الحدود بعد إعلان الاتفاق، إلى أنه ليس لديه تفاصيل كافية للتعليق. وقال: «ربما لدينا أنباء جيدة، لكن من يعلم!».
ويهدئ هذا الاتفاق المبدئي من المخاوف من مسألة إغلاق الحكومة الفيدرالية مرة أخرى، حيث أغلقت الحكومة لمدة 35 يوماً خلال أواخر ديسمبر (كانون الأول) وبداية يناير (كانون الثاني)؛ مما تسبب في خسائر للاقتصاد الأميركي وبقاء 800 ألف موظف فيدرالي يعملون دون تلقي رواتبهم.
وعلى نصف ميل فقط من المؤتمر الانتخابي لترمب، كان النائب الديمقراطي السابق في الكونغرس بيتو أوبروك، المنافس المحتمل لترمب في انتخابات 2020، يحشد مناصريه ضد الجدار، مشيراً إلى أنه يتسبب في مشكلات أكثر من المشكلات التي يحلها. عضو الكونغرس السابق الذي فاجأ قواعد الديمقراطيين في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما كاد يطيح بالسيناتور تيد كروز، هو من مدينة الباسو. وقال: «سنواجه الأكاذيب والأحقاد بالحقيقة وبرؤية إيجابية وشاملة وطموحة للمستقبل من الحدود الأميركية - المكسيكية».
وخرج متظاهرون معارضون للجدار ومنظمات حقوق إنسان وجماعات من أصول إسبانية في مسيرات احتجاج في ملعب لكرة البيسبول على مسافة قريبة من مؤتمر ترمب الانتخابي. ويقول المحللون: إن الجدار الحدودي سيكون موضوعاً أساسياً في السباق الرئاسي للانتخابات، حيث سيستخدمه الجانبان لمحاولة حشد المريدين وإلقاء الضوء على النهج المختلف لكل طرف. وقد سخر ترمب من أوبروك، مشيراً إلى أن مؤتمره الانتخابي يشارك فيه 35 ألف شخص، بينما يحضر 200 شخص فقط مؤتمر أوبروك.