أكد المغرب وكرواتيا، اليوم الجمعة بالرباط، على رغتبهما الأكيدة في الدفع بعلاقات التعاون الثنائي وتوسيعها لتشمل المجالات ذات الاهتمام المشترك.

جاء ذلك خلال مباحثات أجراها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيد ناصر بوريطة مع نائبة الوزير الأول الكرواتي وزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية الكرواتية، السيدة ماريا بيتشينوفيتش بوريك.

وفي هذا الصدد، استعرض المسؤولان الحكوميان حالة التعاون الثنائي، مجددين التزامهما القوي للدفع به وتوسيعه. كما استعرضا المؤهلات الاقتصادية والقطاعات التي تمثل فرصة للتعاون المتبادل المثمر بالنسبة للجانبين.

والتزم السيد بوريطة ونظيرته الكرواتية بتشجيع ومواكبة الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والكرواتيين في مبادراتهم الهادفة إلى الرفع من تدفقات المبادلا التجارية والاستثمار بين البلدين.

وإلى جانب القضايا الثنائية، تطرق الجانبان إلى عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما التعاون في إفريقيا وفي الفضاء الأورومتوسطي وعلاقات المغرب مع الاتحاد الأوروبي والأزمات الإقليمية.

وفي هذا الإطار، اتفق المسؤولان على تقوية عملية التشاور والتنسيق بشكل يحسن من الحلول الجماعية الكفيلة برفع عدد من التحديات الكبرى والأفقية حاليا، من قبيل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتغيرات المناخية.

وبخصوص إفريقيا، أكد الوزيران على أهمية مؤهلات القارة، معبرين عن رغيتهما في تعزيز التعاون الثلاثي المغرب -إفريقيا -كرواتيا.

وأكدت السيدة بوريك، في مؤتمر صحفي، عقب المباحثات، أن بلادها تلتزم بشكل “واضح” من أجل تجديد أدوات التعاون الكفيلة بالارتقاء بإعادة إطلاق هذه العلاقة الاستراتيجية على أسس صلبة، مضيفة أن زيارتها للممكلة تأتي لفتح صفحة جديدة من علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين والتي لم ترقى بعد إلى مستوى التطلعات.

من جهته، نوه السيد بوريطة، بـ”الدعم القوي والدائم” الذي عبرت عنه كراوتيا للمغرب، على أكثر من صعيد، إزاء القضايا التي تربطه بالاتحاد الأوروبي، خاصة من خلال المصادقة الأخيرة للبرلمان الأوروبي على الاتفاق الفلاحي والتصويت المرتقب على اتفاق الصيد البحري.

وسجل الوزير أن المباحثات التي جمعته بالسيدة بوريك كشفت عن وجود تطابق للرؤى والمواقف بخصوص القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي تمس في مجملها منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وأكد، في هذا السياق، أن النقاشات بين الطرفين ستتواصل بشأن القضايا الإقليمية الملحة كالهجرة غير الشرعية واللجوء ومكافحة الإرهاب، من أجل إرساء السلم والاستقرار بمنطقة المتوسط وشمال إفريقيا.

وقد شكلت هذه المباحثات فرصة لاستعراض المؤهلات الاقتصادية والقطاعات التي تمثل فرصة للتعاون المثمر والمتبادل، حيث توجت بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون بين الطرفين في عدد من المجالات.

وتقوم السيدة بوريك بزيارة عمل للمملكة بين 7 و9 فبراير الجاري، وذلك على رأس وفد هام من رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين في مجال الطاقات المتجددة والصناعة العسكرية، بهدف تعزيز المبادلات التجارية والنهوض بالاستثمار بين المغرب وكرواتيا.