في 6/2/2019 بعث المرجع الديني علي السيستاني رسالة الى العالم بعد لقائه ممثل العام للأمم المتحدة مفادها احترام سيادة العراق، وتوازن العراق بعلاقاتها الإقليمية، ووضع السلاح بيد الحكومة - إشارة الى الحشد الشعبي - ومحاسبة الفاسدين، والعمل على اعادة النازحين الى مناطقهم. وبين امتعاضه لعدم اتمام الحقائب الوزارية لحكومة عادل عبدالمهدي.
عن سيادة العراق فالأمر مرتبط بالنظام الحاكم والاخير هو نتاج لاوامر واجندة إيرانية بحتة وبذلك لا سيادة للعراق الا اذا اصبح هناك انقلاب شيعي عراقي على شيعي إيراني حاكم. اما التدخل الغربي او الاميركي في العراق فهو ضمن اتفاقيات ثنائية.
وعن طلب التوازن في العلاقات الإقليمية - ويقصد به تركيا وايران - ارى فيه مغالطة للواقع العراقي والمرجع علي السيستاني اكثر العارفين.
اما وضع السلاح بيد الحكومة والأهم فقرة تم ذكرها في رسالة السيستاني وسوف تكون لها تاثير على الأحداث المستقبلية ايجابا وسلبا، فبعد ان تم استغلال فتوى المرجع علي السيستاني عندما دعا الى التطوع الشعبي للجيش العراقي، استغلت الأطراف والأحزاب الشيعية الموالية لايران ذلك وعملت على انشاء قوى ملشياوية تحت مسمى الحشد الشعبي كامتداد للحرس الثوري في ايران. وقد لاحظ العالم تواجد مسؤولين عسكريين ايرانيين مع الحشد وأن الحشد يأتمر بأوامرهم. ولو رجعنا الى فتوى علي السيستاني ستلاحظون يقينا انه لم يدعوا الى انشاء الحشد وان كلمة الحشد لم تذكر في فتواه.
ولنأتي على فقرة معاقبة الفاسدين وهنا سؤال يطرح نفسه: كيف لحكومة امتدادها لاحزاب الحكومات السابقة الفاسدة ان تقوم بمحاسبة نفسها. وان تسمح بفتح ملف الفساد المهم والخطير عليهم؟ وحتى كنا نأمل الخير من رئيس الوزراء الجديد عادل عبدالمهدي وأن له إمكانيات في الأقدام على هذا، الا انه محكوم من قبل البيت الشيعي الكاتم على انفاسه، وقد ينجح في حال وجود قوى دولية مساندة. 
اما فقرة المهجرين وطلب التصدي لكل من يعترض لحقوقهم هي إشارة الى الأطراف السنية والشيعية التي عززت وتعزز من وضع المهاجرين المأساوي لأسباب عدة أهمها الفساد سياسي والمالي، وارى ان ذلك سينتج مجاميع راديكالية اخطر من الدواعش اذا لم يتم القضاء على الحيف الواقع على المهاجرين بالإسراع على تحسين اوضاعهم وبناء مناطقهم.
وامتعاض المرجع من عدم اكتمال الحقائب الوزارية، الامر يرجع لكل الفقرات السابقة المسببة لتعطيل الحكومة وعدم اكتماله.
ومن الجدير بالذكر ان القيادات الشيعية الحشدية في الواقع لا تعترف أصلا بمرجعية السيستاني اذ لكل منهم مرجع مختلف عن الاخر الا انهم يعملون على الأخذ بفتواه بشكل او اخر لسبب معروف وهو علمهم عن مدى أهمية هذا المرجع لدى الأوساط الدولية كأميركا والأمم المتحدة والدول الإقليمية.
وأخيرا ارى ان بنود الرسالة مهمة وفيما لو قامت قوى دولية بتبني ذلك سوف تكون لها صدى وتأثير على المعطيات العراقية.

د. سوزان ئاميدي