من عجيب الأمور التي نُعاينها في حياتنا اليوميّة، ولكنّنا للأسف الشّديد، لم نَهتمّ أبَداً بدرجة حَساسيّتها، ونحن نتكلّم عن سوء فهمٍ رائج، ونناقش قُشوره بزخمٍ فوق المُعتاد بعيدا عن الجَوهر، تِلكُمُ المشاهد التّراجيديّة التي اعتدنا على تقبّلها والتّعايُش معها في أحيائنا الشّعبية، حيثُ نجد متاجر بقالة مُسيّجَة بالحديد، يَقبع خلف قُضبانها مواطنون، إختاروا أو أرغَمتهم ظُروف طارِئَة أن يَمتهنوا تجارة "موادّ الغذايذ" فعلا "موادّ الغذايذ"!! فتَحَوّلوا مع توالي التّهميش مِن أحرارٍ، كما وَلدتهُم أمّهَاتهُم، إلى سُجناء "مِهنة"!! مَحرومين من أبسط الحقوق على مستوى معايير الكرامة، ومع ذلك تجدُهم مِن خلف القُضبان، يَمُدّون زبناءَهم بما يكفيهم مِن مُؤَنٍ تُحَرّرُهم -أيّ الزّبناء- من قبضة العَوَز والحَاجَة!!

 

مول الحانوت نموذج السّجين الذي يَصنع من حرمانه حُرّيَةً يستمتع بها الزّبون!!



 الطيب آيت أباه