في أكبر مجزرة للنظام منذ توقيع اتفاق سوتشي في شأن إدلب بين روسيا وتركيا، قتل ما لا يقل عن 11 شخصاً معظمهم من المدنيين، نتيجة قصف صاروخي ومدفعي كثيف من قبل قوات النظام على مدينة معرة النعمان جنوب إدلب.

وفي ما يخص الأوضاع في منبج وشرق الفرات، أكدت تركيا أن قواتها المسلحة أكملت استعداداتها لتنفيذ المهمات المنوطة بها في مدينة منبج ومنطقة شرق الفرات في سورية عندما يحين الوقت. في حين توقع القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان أمس، أن يخسر تنظيم «داعش» آخر أراضٍ يسيطر عليها في سورية لصالح «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة أميركياً، مع انحسار سيطرة التنظيم على نحو أربعة كيلومترات مربعة.

وفي دمشق وعقب توقيع اتفاقات اقتصادية بين النظام وإيران تزيد هيمنة طهران ونفوذها في سورية، قال الرئيس بشار الأسد إن «الاتفاقات ومشاريع التعاون التي تم التوصل إليها تحمل بعداً استراتيجياً، وتشكل أساساً اقتصادياً متيناً من شأنه أن يساهم في تعزيز صمود سورية وإيران في وجه الحرب الاقتصادية التي تشنها عليهما بعض الدول الغربية».


وذكر الدفاع المدني في إدلب أن النظام استهدف معرة النعمان بنحو 15 صاروخاً، ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً بينهم تسعة مدنيين منهم نساء وأطفال.

وأكدت مواقع معارضة أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع بسبب الحال الحرجة لنحو 10 جرحى.

وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات النظام استهدفت مناطق في محاور ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، ومناطق أخرى في أطراف مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، ومدينة خان شيخون وبلدة التمانعة وقرية سكيك بريف إدلب الجنوبي، أعقبه استهداف «هيئة تحرير الشام» بالقذائف الصاروخية تمركزات لقوات النظام في قرية عطشان ومحيط قرية أم حارتين بريف حماة الشمالي الشرقي، بالتزامن مع قصف قوات النظام مناطق في بلدة مورك في الريف الشمالي من حماة.

وجاءت المجزرة في معرة النعمان على رغم انسحاب «هيئة تحرير الشام» من أبنية استولت عليها في مدينة معرة النعمان، بعد اتفاق مع وجهاء المدينة تضمن أيضاً إفراغ جميع المقار العسكرية للفصائل من المدينة.

وفي مدينة إدلب، فجّرت امرأة نفسها أمس، داخل مبنى رئاسة «حكومة الإنقاذ» العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرة «هيئة تحرير الشام» بمدينة إدلب شمال سورية.

واشتبكت المرأة مع حرس المبنى قبل أن تفجّر نفسها بواسطة حزام ناسف كانت ترتديه، ما أدى إلى مقتلها وجرح حارسيَن. ورجحت وسائل إعلام تابعة لـ «تحرير الشام»، أن المرأة تابعة لتنظيم «داعش»، من دون ذكر تفاصيل إضافية.

ومع إشارته إلى استمرار المحادثات بشأن منبج ومنطقة شرق الفرات مع الدول المعنية، شدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار على ضرورة إخراج مسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية من منبج في أسرع وقت ممكن، وأكد أن القوات المسلحة التركية «أكملت استعداداتها للقيام بالمهمات الملقاة على عاتقها ضد الإرهابيين في الشمال السوري».

وأكد أكار أن اتفاق أضنة المبرم بين أنقرة ودمشق عام 1998 يخول تركيا تنفيذ عمليات «ضد الإرهابيين داخل الأراضي السورية»، مشدداً على احترام بلاده وحدة أراضي سورية.

وذكرت وكالة «سانا» التابعة للنظام أن الأسد والنائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري أعربا عن ارتياحهما لما تم التوصل إليه من اتفاقات. وأكدا ضرورة المتابعة المستمرة لتنفيذها وتفعيلها في أسرع وقت ممكن. وقالت الوكالة إن الأسد استقبل المسؤول الإيراني، وبحث معه نتائج اجتماعات اللجنة العليا السورية - الإيرانية المشتركة، التي تمخضت عن توقيع 11 اتفاقاً من ضمنها اتفاق التعاون الاقتصادي الاستراتيجي طويل الأمد، إضافة إلى اتفاقات في مجال النفط والطاقة والمصارف والبنى التحتية والخدمات والاستثمار والإسكان.