كشف شير محمد عباس ستاناكزاي رئيس وفد طالبان لمفاوضات السلام، بأن الحركة اتفقت مع الولايات المتحدة على قضايا من بينها انسحاب القوات الدولية من أفغانستان، وذلك رغم نفي الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن أي أمر.

وقال ستاناكزاي، في مقابلة نشرتها إحدى وسائل الإعلام الموالية لطالبان اليوم الأربعاء، إن الجانبين اتفقا أيضا على ضمانة من الحركة المسلحة بأنه لن يتم استخدام الأراضي الأفغانية ضد مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها.

ويعني البيان أنه تم التوصل إلى نتيجة ملموسة بصورة أكبر مما تحدث عنه مسؤولون أميركيون في وقت سابق من الأسبوع الجاري، عندما كشفوا فقط عن إحراز تقدم كبير في المحادثات التي تهدف لإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر 17 عاما في البلاد.

من جهته قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن المفاوضات في أفغانستان تسير بشكل جيد دون التحدث عن اتفاق فعلي، حيث غرد على تويتر "المحادثات "تسير بشكل جيد بعد 18 عاما من القتال". ولم يتحدث عن أي اتفاق محتمل مع طالبان أو عن وجود القوات الأميركية في أفغانستان.

sوكتب ترامب "مازال القتال مستمرا ولكن شعب أفغانستان يريد السلام في هذه الحرب التي لا تنتهي أبدا. وسوف نرى قريبا ما إذا كانت المحادثات ستكون ناجحة أم لا".

وفي فيديو اليوم الأربعاء، قال ستاناكزاي إن الاجتماع القادم بين الجانبين سيُعقد في 25 من فبراير القادم، وأنه سيتم تشكيل فريقين فنيين للعمل على تفاصيل القضايا التي جرى بحثها.

وكانت حركة طالبان الأفغانية المتمرّدة قد أعلنت، الاثنين، عن عقدها اجتماعا في قطر مع المبعوث الأميركي الخاص زلماي خليل زاد، وذلك بعد أيام من تهديدها بالانسحاب من محادثات السلام التي ترعاها أطراف دولية وإقليمية، أملا في إخراج أفغانستان من حالة عدم الاستقرار التي طال أمدها.

وأرجعت مصادر سياسية عقد الاجتماع رغم تهديدات الحركة إلى ما سمّته "جهودا حثيثة بذلتها قطر على خلفية رغبتها في انتزاع المبادرة من المملكة العربية السعودية، التي بدا خلال الأشهر الأخيرة أنّها الطرف المرشّح والمؤهّل لاحتضان مسار سلام أفغاني يحظى بفرص نجاح، نظرا لكون الرياض محلّ ثقة أغلب الأطراف ذات الصلة بالملف الأفغاني لا سيما الحكومة الأفغانية والولايات المتحدة، فضلا عن الجارة الكبيرة لأفغانستان، باكستان".

ومثّل اجتماع خليل زاد بممثلين عن حركة طالبان في العاصمة الإماراتية أبوظبي مؤخرا، بمشاركة السعودية وباكستان، منعرجا حاسما في مفاوضات السلام المتعثرة، بعد أن أكد مسؤولو الحركة وجود مقترح بإشراكهم في تشكيل حكومة انتقالية في كابول، ما دفع الحركة إلى التقاط الرسالة عبر توجيه خطاب لين للداخل الأفغاني المتوجس أشبه بحملة انتخابية.

ومن الجانب الأميركي قال متحدث باسم وزارة الخارجية هذا الأسبوع إن المحادثات كانت "إيجابية" لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق.

طالبان

واتجهت إدارة ترامب إلى سحب القوات الأميركية بعد سنوات من نشرها في الخارج. وقال مسؤول أميركي الشهر الماضي إن ترامب يعتزم سحب أكثر من خمسة آلاف جندي من بين 14 ألفا ينشرهم في أفغانستان.

لكن ميتش مكونيل زعيم كتلة الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي وهو جمهوري مثل ترامب عرض، أمس الثلاثاء، مشروع قانون يحث الولايات المتحدة على الإبقاء على القوات في أفغانستان وفي سوريا لكن لم يتأكد ما إذا كان سيتحول إلى قانون.

وصرح خليل زاد لاحقا لصحيفة "نيويورك تايمز" بأن مسؤولي الولايات المتحدة وطالبان اتفقوا من حيث المبدأ على مشروع إطاري لاتفاق سلام.

وبالتوازي مع التواصل السياسي مع المعنيين بالملف الأفغاني والتصريحات المقتضبة من طرف الجانبين، تواصل حركة طالبان نشاطها العسكري على الأرض من خلال تنفيذ عمليات دامية، تهدف إلى تشديد الضغوط على خصومها.

وفي هذا السياق ذكرت وكالة التفتيش العامة الأميركية المختصة بإعادة إعمار أفغانستان (سيجار) في أحدث تقاريرها أن مسلحي الحركة وسعوا أراضيهم ونفوذهم في أفغانستان في .2018

وقالت الوكالة إنه بين يوليو وأكتوبر، خسرت الحكومة الأفغانية سبع مقاطعات على الأقل من أصل 407 مقاطعة أمام مسلحي طالبان.

وقالت الوكالة الأميركية إن الحكومة تفرض سيطرتها الآن أو لديها نفوذ في نحو 53.8 بالمئة من المقاطعات، وهو تراجع من 64 بالمئة في الفترة السابقة.

وأنشأ الكونغرس الأميركي وكالة التفتيش العامة الأميركية المعنية بأفغانستان في عام 2008 لتقدم للمشرعين تقييمات مستقلة عن الاستثمارات الأميركية في أفغانستان، حيث شنت الولايات المتحدة الأميركية أطول حرب في تاريخها.

وأضاف التقرير أن طالبان باتت تسيطر الآن على 12 بالمئة على الأقل من المقاطعات في الدولة التي تعاني من الصراع، في حين كان يتم التنازع على ما يقرب من 34 بالمئة من المقاطعات حتى أكتوبر .2018

وقالت الهيئة الرقابية الأميركية إن عدد القوات الأفغانية انخفض لأقل مستوى له منذ يناير .2015 وحتى أكتوبر كان يبلغ308700 فرد تقريبا.