إن الفطرة التي جُبل عليها الإنسان وضعته في حالٍ لا يُحسد عليه بسبب كثرة القوى المتعددة التي تتحكم به تارة، و بمجرى حياته الاجتماعية تارة أخرى، فهذا الكائن الحي يخضع لقوى جسدية و قوى نفسية وعقلية لكل منها مفهوم خاص، فالجسدية منها وكما أثبته العلم أنها عملها يقتصر على الجسد و كيفية تسخيره للوصول إلى نتائج قد تكون سلبية أم إيجابية وهذا يتوقف على مدى قدرته على السيطرة عليها و التحكم بها بما يتماشى مع مقررات السماء وما يصدر عنها من تشريعات لها القدرة الكاملة على ترويض القوى الجسدية بما يضمن نجاح الفرد في حياته الدنيوية و نيله مفاتيح سعادة الآخرة فلو ضاعت هذه القوى حينها سيكون وجوده كعدمه ولا فائدة ترتجى من وجوده ؛ لأنه أضاع حلقةً مهمةً من حلقات مسيرة حياته، و أما القوى النفسية و العقلية فهي لا تقل أهميةً عن القوى الجسدية، فالعقل هو المحرك الأساس للمنظومة الإنسانية و الموجه لها نحو تحقيق حياتها الكريمة و سبل عيشها السعيد و مستقبلها الزاهر و إلى جانب هذه الجوهرة الفريدة من نوعها نجد أن النفس كلما كانت قانعة بما في يديها، أبية عصية على المعاصي، و الآثام الموبقة فإنها حتماً ستكون في مأمن من الانحرافات و السقوط في الهاوية و مخاطرها الجمة فلابد من التحكم بالنفس و العمل الجاد على ضمان عدم ضعفها أو ضياعها فلو – لا سامح الله تعالى – فقد الإنسان عقله و نفسه الأبية فهو – ومن دون أدنى شك – سيكون ألعوبة بيد الفتن و شياطين الأنس و الجان و هذا أشبه ما يكون بالإنسان التافه الذي لا فائدة منه، ومن هذا المنطلق نجد أننا أمام حقيقة مهمة و هي ضرورة الحفاظ على القوى الجسدية و النفسية و العقلية من مستنقعات الانحراف الأخلاقي و الاجتماعي و الفكري و جعلها دائماً في خدمة السماء و ما تريده منا وكما قال المعلم الأستاذ الحسني في بحثه الأخلاقي  ( معراج المؤمن  ) و الذي كشف فيه عن أهمية عمل تلك القوى في تحقيق سعادة الدارين فقال المعلم الأستاذ :  ( ( الإنسان يمتلك مجموعة من الاستعدادات و القوى منها القوى الجسدية، و منها القوى النفسية ومع تلك القوى يمتلك الإنسان الطموح الذي يوازي تلك القوى أو يفوقها، وفي مقابل ذلك يوجد في الإنسان نقاط ضعف يمكن أنْ تحطم تلك القوى، و عليه إذا تحطمت القوى الجسدية أصبح الإنسان جسداً خائراً، و إذا تحطمت القوى النفسية، و العقلية أصبح الإنسان موجوداً تافهاً، و النظرة الموضوعية الواقعية البديهية تفيد بأنَّ وجود تلك القوى و الحفاظ عليها و عدم إضعافها و تحطيمها و بالتالي استطاعة الإنسان ممارسة أعماله الحياتية المعاشية و العبادية و غيرها، كل ذلك بفضل الله – تعالى– و نعمه فعلينا أن نعي هذه البديهية و نجعلها في أذهاننا و نصب أعيننا كي تكون المؤدب و الموجه لنا و لتصرفاتنا و سلوكنا في دار الاختبار لجني ثمار أعمالنا فيها، و في دار البقاء و القرار  ) ) . 
 بقلم محمد الخيكاني 

إن الفطرة التي جُبل عليها الإنسان وضعته في حالٍ لا يُحسد عليه بسبب كثرة القوى المتعددة التي تتحكم به تارة، و بمجرى حياته الاجتماعية تارة أخرى، فهذا الكائن الحي يخضع لقوى جسدية و قوى نفسية وعقلية لكل منها مفهوم خاص، فالجسدية منها وكما أثبته العلم أنها عملها يقتصر على الجسد

و كيفية تسخيره للوصول إلى نتائج قد تكون سلبية أم إيجابية وهذا يتوقف على مدى قدرته على السيطرة عليها و التحكم بها بما يتماشى مع مقررات السماء وما يصدر عنها من تشريعات لها القدرة الكاملة على ترويض القوى الجسدية بما يضمن نجاح الفرد في حياته الدنيوية و نيله مفاتيح سعادة الآخرة فلو ضاعت هذه القوى حينها سيكون

وجوده كعدمه ولا فائدة ترتجى من وجوده ؛ لأنه أضاع حلقةً مهمةً من حلقات مسيرة حياته، و أما القوى النفسية و العقلية فهي لا تقل أهميةً عن القوى الجسدية، فالعقل هو المحرك الأساس للمنظومة الإنسانية و الموجه لها نحو تحقيق حياتها الكريمة و سبل عيشها السعيد و مستقبلها الزاهر و إلى جانب هذه الجوهرة الفريدة من نوعها نجد أن النفس كلما كانت قانعة بما في يديها، أبية عصية على المعاصي،

و الآثام الموبقة فإنها حتماً ستكون في مأمن من الانحرافات و السقوط في الهاوية و مخاطرها الجمة فلابد من التحكم بالنفس و العمل الجاد على ضمان عدم ضعفها أو ضياعها فلو – لا سامح الله تعالى – فقد الإنسان عقله و نفسه الأبية فهو – ومن دون أدنى شك – سيكون ألعوبة بيد الفتن و شياطين الأنس و الجان و هذا أشبه ما يكون بالإنسان التافه الذي لا فائدة منه، ومن هذا المنطلق نجد أننا أمام حقيقة مهمة

و هي ضرورة الحفاظ على القوى الجسدية و النفسية و العقلية من مستنقعات الانحراف الأخلاقي و الاجتماعي و الفكري و جعلها دائماً في خدمة السماء و ما تريده منا وكما قال المعلم الأستاذ الحسني في بحثه الأخلاقي  ( معراج المؤمن  ) و الذي كشف فيه عن أهمية عمل تلك القوى في تحقيق سعادة الدارين فقال المعلم الأستاذ :  ( ( الإنسان يمتلك مجموعة من الاستعدادات و القوى منها القوى الجسدية،

و منها القوى النفسية ومع تلك القوى يمتلك الإنسان الطموح الذي يوازي تلك القوى أو يفوقها، وفي مقابل ذلك يوجد في الإنسان نقاط ضعف يمكن أنْ تحطم تلك القوى، و عليه إذا تحطمت القوى الجسدية أصبح الإنسان جسداً خائراً، و إذا تحطمت القوى النفسية، و العقلية أصبح الإنسان موجوداً تافهاً،

و النظرة الموضوعية الواقعية البديهية تفيد بأنَّ وجود تلك القوى و الحفاظ عليها و عدم إضعافها و تحطيمها و بالتالي استطاعة الإنسان ممارسة أعماله الحياتية المعاشية و العبادية و غيرها، كل ذلك بفضل الله – تعالى– و نعمه فعلينا أن نعي هذه البديهية و نجعلها في أذهاننا و نصب أعيننا كي تكون المؤدب و الموجه لنا و لتصرفاتنا و سلوكنا في دار الاختبار لجني ثمار أعمالنا فيها، و في دار البقاء و القرار  ) ) . 


 بقلم محمد الخيكاني ماروك بوست