لم يجف تراب قبر عياش محجوبي، الذي توفي في قرية أم الشمل بولاية المسيلة في ظروف غامضة داخل أنبوب. ظل معظم الجزائريين صغارا وكبارا يترقبون انقاذه، علهم يستعيدون بصيصا من الأمل الضائع في ظل الاحباط المستشري وتفاقم اليأس وانسداد الأفق... ففارق الحياة.

لحقه أحد الشيوخ من نفس الولاية، وقد سقط في بئر... ومن بعدهما شباب في مقتبل العمر ابتلعتهم حفرة في ولاية الأغواط.

وها نحن نستيقظ هذا الأسبوع على خبر فقدان محمد عاشور،  أحد أعوان الحماية المدنية بولاية البويرة وهو في العشرينات من عمره. كان يسهر على فك الاحتقان وتسريح المياه  التي تجمعت، فجرفته المياه ورمت به الى المجهول.

ولا تزال الى حد كتابة هذه  الأسطر فرق الانقاذ مجندة تبحث عنه ومنهم غطاسون، وكلاب مدربة مساعدة للبحث،  ولسنا ندري ماذا تحمل الأيام القادمة من مفاجئات، لاسيما وأن أمواج البحر العاتية أصبحت تخرج لنا مرة وأخرى شبابا أرادة الهجرة الى الضفة الأخرى بحثا عن أمل، وتلقي بهم الى الشواطئ.

أي وضع هذا الذي نحياه؟ إذا كان الطبيب في الجزائر الذي هُشم رأسه يا سادة، بعدما خرج يطالب بحقوقه، يبحث عن طبيب يداويه ويشدّ من أزره ويخيط جراحه الغائرة، ويمده بمادة السيروم ليتغذى بها ويواجه تلك الصدمات.

وإذا كان القاضي في الجزائر يبحث عمن ينصفه، والاعلامي الذي يخرج لتغطية حدث، ويرفع انشغالات أصحابه الذين يحتجون عن أوضاعهم، يجد نفسه مقيدا بالسلاسل والأغلال ويساق الى الزنازين، ومن ثمة يخوض اضرابا عن الطعام كي يرفع انشغالاته.

ورجل الحماية يبحث عمن يحميه وينقذه، وينتشل جثته حال موته.

والرئيس الذي من المفترض أن يساهم في ايجاد الحلول ورفع الغبن على شعب يئن منذ عقود، ينتظر من يرأف به ويشفق عليه... فإلى أين تتجه الجزائر؟

انّ ما يجري في الجزائر هذه الأيام مع الأسف لم يأت من فراغ ولا هو عفوي، بل مخطط له ومبرمج ومرغوب فيه من بعض الدوائر التي تريد حرق الجزائر وخلق أوضاع تمكنها من فرض واقع على الشعب الجزائري.

والا، قولوا لي بربكم: كيف يتم تقديم أناس للترشح الى منصب رئيس الجمهورية، وهم عاجزون عن التعبير لا أقول مفهوم التغيير.

ويتم تجهيز قنوات فضائية بعينها لمخاطبتهم وانتظارهم عند المدخل والمخرج أمام وزارة الداخلية لتسويق صورة لخدمة جهات معلومة، فيما يتم تجاهل مواضيع وبرامج تخدم الجزائرـ وشخصيات كان يمكن لها أن تغير المعادلة لو وجدت من يهتم ببرمامجها ويصغي اليها ويسندها ويعطيها الفرصة؟

إذا كان المنقذ المفترض في الجزائر يحتاج الى منقذ، فعن أي انقاذ يرتجى منكم للوطن يا من أو صلتم الوطن الى هذه المستويات؟