إن التطاحنات السياسية القائمة بين مختلف الكيانات السياسية تُترجم بما لايدعوا مجالا للشك سياسة الهروب إلى الأمام ،والكل يدعي البراءة من مهزلة التسيير الحكومي والجهوي والمحلي .

الكل يدّعي الطهارة والنقاء ،في مقابل شيطنة الآخر .

بعضٌ ممن يسمون أنفسهم خلايا إلكترونية حزبية ،يتحدثون بكلام غير منطقي وعلى مايبدوا أنهم ذوو عهد جديد بالسياسة وتدفعهم الرغبة في الرضى عنهم من طرف رؤسائهم إلى القول ما لايستيقم وواقع أحزابهم المُخزي .

ينتقدون العمل الحكومي ويُمجّدون عمل الوزارات التي تنتمي إليها أحزابهم فقط .

يُمجّدون ،بل أقول وأنا جد متأكد مما أقول  "يُقدّسون" ،رئيس حزبهم ويعتبرونه المُخلّص ،ويمدحون قياداتهم السياسية متغاضين عن  فضائحهم الضريبية،أما الأخلاقية فتلك حريتهم الشخصية  .

لا أعلم ماذا يدور في خلدهم؟؟!!! .

ولا أدري لما كل هذه الثقة ؟؟؟!!!!.

وحتى نكون منطقيين ولنكن واقعيين مع أنفسنا وحتى لانستبلد العباد ،وندّعي البُهتان ،فإنه وبكل صراحة بهذه القوانين الإنتخابية لن يستطيع أي حزب مهما أبدى مما أبداه من "حسن نية" وإن وُجد ،لن يستطيع الإصلاح ،هذا من جانب .

ومن جانب آخر ،هل من الممكن أن تأتينا إصلاحات من طرف أحزاب هي شريكة ومساهم أساسي في تقهقر المغرب منذ دستور 2011 ،ان لم نقل منذ استقلال المغرب إلى اليوم.

لاتعتقدوا أنكم مُنقذون ،فأنتم تعيشون الحلم وستستيقظون على واقع لم يدر بخلدكم للحظة .

نظّروا للسياسة بعقلانية وبقواعد التحليل السياسي ،أما التطبيل فيُجيده "الطبال" والتزمير يُتقنه "الغيّاط".

ولهذا "باراكا" من التطبيل والتزمير للباطل ،فالواقع أمّر مما تتوقعون ،وعلاجه يحتاج لمصالحة وطنية حقيقية ولاعتزال غالبية القيادات السياسية التي هي على الساحة السياسية عالة .



 إسماعيل أجرماي