لا مبرر لبقاء ما يسمى ب "الامتحان الموحد المحلي" إذا كان من يضعه هو نفس أستاذ أو أساتذة نفس المؤسسة لنفس التلاميذ. كان بالأحرى أن يكون إقليميا حتى يمكن للجميع، إدارة وأولياء أمور التلاميذ، والمتعلمين أنفسهم، الوقوف على مردودياتهم ومستوياتهم الحقيقية، وإلا ماذا يعني أستاذ التلاميذ الذي يدرسهم وقد يقم معهم بمراجعة نفس ما سيضعه بالإمتحان هو المعني بوضع امتحان للتقويم ؟!! 

أكيد الجميع بمافي ذلك أساتذة المؤسسات وإدارييها وأولياء الأمور والتلاميذ أنفسهم سيطمعون لحصد أعلى النقط والمعدلات في أفق التباهي بها محليا أو جهويا أو وطنيا ولكن هل هذا سيعكس بالفعل مردودية التلاميذ ؟! هل ذلك في مصلحة التلميذ المستقبلية وولي أمره ؟! 

أكيد لا !! مادام الكثير من المتعلمين يجدون صعوبات كبيرة أثناء الامتحان الجهوي فيجدون أنفسهم أمام المحك الحقيقي بعيدا عن أية عواطف جانبية وظروف "الامتحان الموحد المحلي" حيث التعاطف والتساهل ..وهو نفس الأمر الذي يتعرض له تلاميذ المدارس الخاصة التي تحاول النفخ وتضخيم النقط والمعدلات لإضفاء التميز على خدماتها الخاصة إلا أنه بمجرد نزول  هؤلاء المتعلمين لاجتياز الامتحان الجهوي والوطني يتفاجأ الجميع بتدني معدلاتهم .

إن الوقوف على مستوى تلاميذنا لا يمكن أن يتم عبر امتحان يسمى ب"الامتحان الموحد المحلي" فإما أن يكون إقليميا أو جهويا مرتين أو وطنيا ولما لا؟!! من أجل وضع  أولياء التلاميذ والإدارة المحلية والمديرية والوزارة الوصية والدولة  في صورة حقيقية للمتعلمين حتى يتمكن للجميع الوقوف على مكامن الخلل والتعثرات الحقيقية والمعالجة الصائبة وحتى يتسنى للتلميذ اكتشاف ذاته وتوجيهه أحسن توجيه للنجاح في مستقبله وتفادي الفشل الدراسي أمام أي محك حقيقي وبالتالي لوضع حد للهدر المدرسي والدفع بعجلة تقدم المنظومة التعليمية نحو الأمام والخروج من المراتب المتأخرة التي لطالما يقبع فيه بلدنا..

 

هكذا إذا(ن)، بسبب هذا الذي يسمى "الامتحان الموحد المحلي" نكون قد جنينافي أغلب الظروف، ظلما على كثير من أبناءنا وأجيال المستقبل لأننا باعتبارنا مسؤولين كل من موقعه نساهم في ترك الضبابية بل تكريسها على مستوى التقييم الغير الفعال لفلذات أكبادنا ومتعلمينا، نظرا لاحتمال عدم مصداقية النقط والمعدلات في أغلبها ولا أقول كلها نظرا لوجود مسؤولين وإداريين ومؤسسات تتحلى بالنزاهة والمصداقية ليبقى، كلامنا هذا وجهة نظر من أجل تغيير ما يسمى ب"الامتحان الموحد المحلي" لما هو أفضل وأنجع لتقييم فيه مصداقية وتكافؤ للفرص ونزاهة ، ومن أجل مصلحة التلميذ وولي أمره والدولة والمجتمع عامة .



مولاي علي الإدريسي