طالبت روسيا اليوم الأربعاء من إسرائيل ضرورة التوقف عن تنفيذ ما وصفته بالضربات الجوية العشوائية على سوريا، وذلك بعد أيام من استهداف سلاح الجو الإسرائيلي قوات إيرانية هناك.

ودأبت إسرائيل على مهاجمة أهداف إيرانية في سوريا وأخرى تخص الفصائل المسلحة المتحالفة معها ومنها جماعة حزب الله اللبنانية، معتبرة إيران أكبر تهديد لها.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ردا على سؤال لوكالة تاس الروسية للأنباء بشأن الضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا "ينبغي استبعاد أسلوب شن ضربات عشوائية على أراضي دولة ذات سيادة وفي هذه الحالة نحن نتحدث عن سوريا".

وأضافت أن مثل هذه الضربات تزيد التوتر في المنطقة وهو ما قالت إنه لا يصب على المدى الطويل في مصلحة أي دولة هناك، بما في ذلك إسرائيل.

ونقلت الوكالة الروسية عن زاخاروفا قولها "ينبغي ألا نسمح مطلقا بأن تتحول سوريا التي تعاني من صراع مسلح منذ سنوات، إلى ساحة لتسوية الحسابات الجيوسياسية".

وتأتي تعليقاتها عقب ضربات نفذتها إسرائيل في سوريا يوم الاثنين الماضي في تصعيد شكّل رسالة قوية لإيران مفادها أن تل أبيب لن تسمح لطهران بتعزيز وجودها العسكري في الساحة السورية وهذا الأمر معلن من قبل الحكومة الإسرائيلية وبدعم من واشنطن.

وتركيز روسيا على ضرورة وقف الغارات الإسرائيلية العشوائية على سوريا يعني ضمنيا موافقة على استمرار القصف الإسرائيلي بشرط أن لا يكون عشوائيا.

وسبق أن عقد ضباط إسرائيليون وروس اجتماعا لتنسيق الطلعات الجوية في أجواء سوريا المزدحمة بطائرات النظام السوري وبالطائرات الروسية وأيضا بطائرات التحالف الدولي.

وأعطى ذلك الاجتماع الانطباع بوجود تساهل روسي مع العمليات الجوية الإسرائيلية حتى بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية في سبتمبر/ايلول 2018 ومقتل 15 عسكريا كانوا على متنها بنيران الدفاعات السورية خلال غارة إسرائيلية.

وحملت موسكو حينها إسرائيل المسؤولية لعدم إبلاغها الجانب الروسي بالغارة على الرغم من وجود قنوات اتصال مفتوحة بين الجانبين.

وكان متوقعا على نطاق واسع نشوب أزمة بين تل أبيب وموسكو على خلفية الحادث، إلا أن الأمر لم يرق إلى مستوى أزمة ولم يتجاوز مجرد العتاب.