أعلنت بعثة الأمم المتحدة في مالي أمس أن 10 من جنودها لحفظ السلام من تشاد قتلوا وأصيب ما لا يقل عن 25 آخرين عندما كانوا يصدون هجوماً شنه مسلحون قرب قرية في شمال مالي في وقت متقدم أول من أمس. وتبنى تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الهجوم، مؤكدا أنه «رد» على زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى تشاد، كما ذكرت وكالة «الأخبار» الموريتانية.

وتتمركز قوات حفظ السلام وقوات فرنسية في شمال مالي لقتال الجماعات المتشددة المسلحة والتي ينظر إليها على أنها تمثل أكبر تهديد للأمن في منطقة الساحل الأفريقي. وقالت بعثة حفظ السلام إن الاشتباك وقع قرب قرية اجولهوك بعد هجوم شنه «مهاجمون في عدد كبير من المركبات المسلحة».

وأضافت أن قوات حفظ السلام صدت الهجوم، لكن 10 منها قتلوا، كما أصيب ما لا يقل عن 25 آخرين. ولم ينجح اتفاق سلام أبرمته حكومة مالي مع جماعات انفصالية عام 2015 في إنهاء العنف، إذ شن متشددون هجمات على أهداف كبرى في العاصمة باماكو وفي بوركينا فاسو وساحل العاج المجاورتين.

وتدخلت قوات فرنسية في مالي عام 2013 للتصدي لهؤلاء المقاتلين بعدما خطفوا انتفاضة للطوارق عام 2012 ولا يزال نحو 4 آلاف جندي فرنسي موجودين في مالي. وأرسل مجلس الأمن الدولي بعد ذلك قوات لحفظ السلام أصبحت هدفاً لهجمات المتشددين. وندّد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بالهجوم.

وينتشر أكثر من 13 ألفاً من قوات حفظ السلام في مالي في إطار بعثة الأمم المتحدة التي أنشئت بعدما سيطرت تنظيمات متشددة على شمال مالي عام 2012، ولكن تم طردهم بدعم من القوات الفرنسية عام 2013.

وكان نتانياهو أعلن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وتشاد، الدولة الأفريقية ذات الغالبية المســلمة، وذلـــك خلال زيارته نجامينا، كما أفاد مكتبه في القدس. وأشار البيان إلى أن «نتانياهو والرئيس التشـــادي إدريس ديبي إتنو أعلنا استئناف العلاقات الدبلوماسية بين تشاد وإســـرائيل»، بعدما قطعتها نجامينا عام 1972. ووصـــف نتانياهو الزيـــارة بأنها «اختـــراق تاريخـــي»، مشـــيرا إلى أن «الزيـــارة إلى بلد مســـلم كبيـــر جداً له حـــدود مـــع ليبيا والســـودان تشـــكل

ً اختراقاً تاريخياً». وأضاف أن «الزيارة تندرج في إطـــار الثورة التي نقوم بها فـــي العالم العربـــي والمســـلم والتي وعدت بإنجازها». وتأتي هذه الزيـــارة الأولى لرئيس وزراء إســـرائيلي إلى تشاد، بعدما قام ديبي بزيارة إسرائيل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ورفـــض نتانياهو وديبي حينذاك الإفصاح عما إذا كانت محادثاتهما تناولت صفقات أســـلحة، لكن مصادر أمنية تشادية قالت لوكالة «فرانس بـــرس» إن الجيش التشـــادي ووكالة الاســـتخبارات الوطنية تزودتا بمعدات عســـكرية إسرائيلية لمواجهة المتمردين في شـــمال البلاد وشرقها. وتشـــاد هي إحدى دول غـــرب إفريقيا التي تشـــارك وبدعم غربي في عمليات عسكرية لمكافحة جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «داعش».