توعّد تنظيم الدولة الإسلامية الاثنين القوات الأميركية في صفوف التحالف الدولي بشن المزيد من الهجمات ضدها، بعد ساعات من تبنيه تفجيرا انتحاريا استهدف رتلا تابعا لها في ريف الحسكة الجنوبي في شمال شرق سوريا.

والهجوم هو الثاني بعد تفجير انتحاري مماثل استهدف الأربعاء الماضي مدينة منبج وأوقع قتلى بينهم أربعة أميركيين، في تصعيد يأتي بعد شهر من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره سحب قواته بالكامل من سوريا، معلنا تحقيق هدفها بـ"إلحاق الهزيمة" بالتنظيم المتطرف.

وفي بيان نقلته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام مساء الاثنين، توعد التنظيم القوات الأميركية وحلفائها برؤية "ما تشيب من هوله الرؤوس"، مؤكدا أن "ما حلّ بهم في الحسكة ومنبج أول الغيث".

والاثنين، أقدم "انتحاري على تفجير نفسه داخل سيارة مفخخة مستهدفا رتلا أميركيا يرافقه مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية، يؤمنون الحماية له" أثناء مروره في منطقة الشدادي، جنوب مدينة الحسكة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن الانتحاري "هاجم بسيارته آلية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية" كانت في عداد الرتل. ونشرت وسائل إعلام كردية صورا تظهر الآلية أثناء احتراقها.

وتسبب التفجير وفق المرصد بمقتل "خمسة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية التي تحظى بحماية القوات الأميركية وإصابة عنصرين أميركيين على الأقل بجروح".

وفي بيان على تويتر، أفاد التحالف الدولي عن تعرض "قافلة مشتركة بين القوات الأميركية والقوات السورية الشريكة" لهجوم بسيارة مفخخة، مؤكدا أنه "ما من ضحايا في صفوف القوات الأميركية".

ونفت قوات الأمن الكردية من جهتها أي خسائر بشرية جراء الهجوم الذي وقع قرب أحد حواجزها، مشيرة في بيان إلى إصابة امرأة من قواتها بجروح طفيفة.

وروى شاهد عيان أن التفجير وقع بالقرب من حاجز للقوات الكردية أثناء مرور الرتل. وقال إنه سمع تحليقا للطيران في سماء المنطقة اثر التفجير قبل أن يتم إغلاقها بالكامل من قبل المقاتلين الأكراد وإبعاد المدنيين.

وإثر التفجير، تبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم. وتحدثت وكالة أعماق التابعة له في بيان نقلته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام عن "هجوم استشهادي بسيارة مفخخة يضرب رتلا مشتركا للقوات الأميركية وتنظيم بي كاي كاي (حزب العمال الكردستاني) قرب حاجز جنوب مدينة الشدادي".

ويطلق التنظيم الاسم المختصر لحزب العمال الكردستاني على الوحدات الكردية، التي تعد الذراع العسكرية لحزب الإتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا.

وتسبب هجوم مماثل تبناه التنظيم في مدينة منبج (شمال) الأربعاء الماضي بمقتل 19 شخصا، هم أربعة أميركيين وعشرة مدنيين وخمسة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية.

ويعد تفجير منبج الأكثر دموية ضد القوات الأميركية منذ بدء التحالف الدولي بقيادة واشنطن تدخله العسكري في سوريا في العام 2014.

ويدعم التحالف قوات سوريا الديمقراطية التي تضم فصائل كردية وعربية في معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وأعلن الرئيس الأميركي الشهر الماضي أنه سيحسب كافة قواته المقدر عددها بنحو ألفي جندي أميركي من سوريا.

ومنذ ذلك الحين أدلى مسؤولون أميركيون كبار بتصريحات متناقضة حول نوايا واشنطن. لكن البنتاغون قال إنّ الانسحاب من سوريا قد بدأ، رغم أنّه لا يزال من غير الواضح كم من الوقت سيستغرق قبل أن ينتهي.

ورغم الخسائر الميدانية الكبرى التي مني بها خلال العامين الأخيرين، لا يزال التنظيم قادرا على شن هجمات في مناطق مختلفة.

ويقتصر حضوره حاليا على البادية السورية الممتدة من وسط البلاد حتى الحدود العراقية. وفي المناطق التي طُرد منها، يتحرّك التنظيم المتطرف عبر خلايا نائمة تقوم بوضع عبوات أو تنفيذ عمليات اغتيال أو تفجيرات انتحارية تستهدف مواقع مدنية وأخرى عسكرية.

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.