إننا داخل هذا الوطن العظيم بثرواته الطبيعية وخيراته المنجمية والبحرية وثروته البشرية الشابة الهائلة التي بحسب الهرم السكاني تقترب من السبعين في المائة، ومواقعه الإستراتيجية سواء على الواجهة المتوسطية او الإفريقية.

نرى كل هذا التنوع الجميل الذي تتمناه أية دولة في العالم حتى تحقق الرفاهية لمواطنيها والإرتقاء لمصاف الدول العالمية ،لكن الذي يحدث داخل التراب الجغرافي المغربي غير الذي يتمناه كل الشعب ،ثروات في إتجاه عائلات بعينها ،وإستثمارات مهمة لمقاولات معلومة ،مما يجعلنا نقف أمام تنمية "حجرية"  قاصرة عن مواكبة تطلعات المواطن البسيط الذي لازال  ُيمني النفس ولو بفرصة عمل بسيطة تنتهك أبسط حقوق العيش الكريم ،فرصة عمل بحد أدنى للأجور تجعلك تبقى على قيد الحياة فقط،دون أن تفكر في أمور طبيعية  أخرى هي من أولويات حقوقك  .

إن الوطن الذي لا تعتمد مؤسساته على توزيع عادل للثروة بين مختلف المواطنين ،والذي لاتعتمد فيه على توزيع الإستثمارات سواء في مجال البنيات التحتية أو المعامل والشركات الكبرى ، بشكل عادل ومنصف داخل كل المناطق المغربية،لن يستطيع إقتصاد الوطن فيه التقدم قيد أنملة وستبقى الإستثمارات خاصة في مجال البنيات التحتية مقتصرة على مقاولات بعينها وأشخاص مختبئين وراء أسماء شركات مجهولة .

إن الدولة المغربية رغم جهودها الدؤوبة على مستوى التنظير في مجال توزيع الثروة سواء بعقد لقاءات إفريقية أوروبية تهتم بالعدالة الاجتماعية ،فهي في واقع الحال مجرد طريقة لتغطية الشمس بالغربال ،أو أنها بالفعل تُنزل التوصيات لتُفيد بها المقربين والمتزلفين فقط ،فعليكم أيها المسؤولون ، بالتنزيل الأمثل لكل التوصيات الساعية لجعل المواطن محور كل السياسات العمومية للدولة،وجعل القانون هو السائد ويطبق على المسؤول قبل المواطن  ،أما وبطريقتكم الرامية لجعل أشخاص يستفيدون في مقابل إقصاء الآخرين ، ومعاقبة مواطنين وترك المسؤولين يضربون مبادئ الحكامة التي أنتم لها مُنظرون عرض الحائط،فإنكم تقتلون الأمل في قلوب المواطنين بأبشع صورة ممكنة ،فالمواطن واعي تمام الوعي بما يقع حوله رغم أساليب الترهيب والإستحمار التي تنتهجونها ضده ،فإنه لابد أن يستيقظ ضميره في يوم من الأيام .



إسماعيل أجرماي