في التراث العربي شيء يسمى "العزة بالإثم" .. وهذا ما أصاب السيد المعطي منجيب..

لقد أراد أن يكون نصيرا لازدواجية الخطاب، وتعدد الأوجه، وانفصام الشخصية، والتعارض بين القول أو المعتقد والسلوك ..

 إن استماتته في الدفاع عن تبرج أمينة ماء العينين، وغض الطرف عن مواقفها الداعية إلى التمسك باللباس الإسلامي، وأننا دولة إسلامية بقوة الدستور المغربي، وأن عفة المرأة حجابها، ووقوف أمينة ماء العينين في صف القيادي الإخواني الذي طرد صحفية من البرلمان بسبب لباسها غير المحتشم في نظره وفي نظر كل كهنوت البيجيدي، دون أن تدافع عن حق تلك الصحفية وحريتها في ارتدائها  لباسا عاديا لا يكشف ثديا لها، ولا يُظهر لها بطنا، ولا يعري لها فخذا ...  إنما هو انتصار من المعطي منجيب لقضية معاكسة للتيار، ومتناقضة مع كل ما يدعيه من تقدمية وتحرر ودفاع عن حقوق الإنسان،، ولذلك فإنه لا يمكن أن يكون انتصارا مجانيا، أو دفاعا عن المبدإ ، لأن صاحب المبدإ لا يقبل أبدا بأن يتعارض مبدؤه مع سلوكه، ولا أن يدافع عمن يساهم في تخلف الشعوب وتأبيد الظلامية والتحكمية في البسطاء السذج باسم الدين، وتخدير عقولهم بالدجل والخرافة للإبقاء عليهم في قبضتهم، وتحت وصايتهم، يسوقونهم كالأنعام المسلوبي الإرادة والتمييز.. بينما  يتحرر ذلك المتحكم من كل تلك القيود الدينية عندما يخلو إلى نفسه، أو تتاح له فرصة الانطلاق والتحرر.. مما يؤكد على أن استعماله للدين إنما هو من أجل الدنيا، وليس إيمانا واقتناعا.. 

المعيطي لا يستبعد أن يكون قد خاط شبكة يريد بها صيدا ثمينا، فألقاها في حمإ مسنون .. 

لو كان المعطي منجيب معروفا بأنه إخونجي، لقبلنا منه دفاعه عن فظاعة التناقض بين الخطاب والسلوك؛ وعن هول النفاق الذي يمارس على المواطنين السذج من طرف المتاجرين بالدين؛

أما وأنه يعتبر نفسه من التقدميين المدافعين عن الحريات الفردية وحقوق الإنسان، ثم يجعل من نفسه مدافعا في نفس الوقت عن أكبر أعداء الحريات الفردية وأشرس المعارضين لحقوق الإنسان باسم الدين الذي لا يتقيدون به في حياتهم الخاصة،، فهذا هو العبث ، وهذا هو التسيب، وهذا هو الخلط الفكري الذي يكشف عن شخصية المعطي غير السوية ولا المتوازنة، ولا المنسجمة مع ذاتها وأفكارها.. 

لقد حاول المعطي منجيب أن يبرر دفاعه عن الظلامية بأن المسألة إنما هي تشهير مخزني بشامخته للاّه أمينة ماء العينين ،، وهذا بهتان وباطل؛ وتضليل للناس واضح بيّن؛ لأن التشهير يكون بالتلصص على شخص ما، والدخول إلى ألبومه الخاص وسرقة بعض صوره الشخصية الخاصة الداخلية، ثم نشرها.. أما التقاط صورة عادية لشخصية عمومية في مكان عمومي، فهذا ليس فيه شيء من التشهير، حيث يكون بإمكان أي شخص حاضر هناك أن يلتقط لها تلك الصورة... وقد كان من الممكن أن تلتقط لها تلك الصورة وهي في لباسها الإسلامي، بالحجاب والجلباب وغطاء على الرأس،، فلو التقطت لها صورة بهذا الشكل ونشرت؛ هل كنت ستعتبر ذلك تشهيرا يا منجيب؟ 

كل المشاهير والفنانين والسياسيين والرياضيين، يَلتقط لهم الناسُ صورا شخصية في أماكن عمومية ، بمناسبة وبغير مناسبة، وتنشر تلك الصور ولا يعتبر ذلك تشهيرا.. لأنها لم تلتقط لهم سرا من داخل غرفة نومهم؛ أو من اختراق لألبومهم الشخصي، بل التقطت لهم في مكان عام، وبشكل طبيعي. فأي تشهير في هذا يا من تريد أن تمارس ازدواجية بغيضة على الشعب المغربي؟

أعجبتني ملاحظة أحد الإخوان المعلقين على تدوينتك الأخيرة يا معيطي حين قال : ((يمكن صاحبنا حاط عينيه عليها))،، وأنا شخصيا لا أرى ذلك مستبعدا في رجل كالمعيطي،، لأنه حتى ولو كان متزوجا، فهو مستعد لتطليق الأولى إذا وجد في الثانية همزة لا يجب أن تفلت من يده.. وليس هناك مشكل مع الثانية (شامخته للاه أمينة) ما دامت امرأة إخوانية لا ترى بأسا في التعدد إذا كان في صالحها.. والمعيطي البليد كما نعرف من خلال محطات كثيرة في حياته، مبدأه الأسمى في الحياة هو "المال" ،، وشامخته للاه أمينة ماء العينين منبع ثـرٌّ ينساب أموالا وثراء ورغد عيش وعطل في أرقى فنادق العالم،، 

خسئتَ يا معيطي .. وأضعت ما كان لك من تقدير في نظر الكثيرين ممن كانوا يعتقدون أنك مؤرخ نزيه، مؤرخ محايد، مؤرخ الشعب؛ فإذا بك مؤرخ لمملكة البيجيدي، تكذب وتنافق وتكتب التاريخ على هوى أسيادك ومؤجِّريك.. فبئس ما كتبتَ، وبئس ما اخترت لنفسك.. وساء ما اصطادت شبكتك المخرومة.. 

اصطادت الحمأ المسنون ... إخخخخ على ذوق عندك !



محمد ناجي