يعقد الحزبان الكرديان الرئيسان «الاتحاد الوطني الكردستاني» و«الحزب الديموقراطي الكردستاني» اجتماعاً لقياداتهما لبحث ملف تشكيل الحكومة الجديدة، وأكد «الديموقراطي» استمرار الحوارات بين الكتل الفائزة للاتفاق على شكل الحكومة المقبلة.

وقالت مصادر مطلعة إلى «الحياة»: «إن اجتماعاً موسعاً سيعقده قادة الحزبين في مدينة السليمانية لبحث ملف تشكيل الحكومة وفق ضوابط جديدة يتفق عليها الجانبان لضمان عدم تجأوز كل حقوق الآخر أو استفزازه بهدف تحريك الشارع ضد الطرف الآخر»، لافتاً إلى أن «الاجتماع يأتي على خلفية اعتقال كوادر من الحزبين كل في منطقة الآخر وعليه ارتأت قيادات الحزبين توضيح ملابسات الحادثتين فضلاً عن حسم تشكيل الحكومة وفق الاستحقاق الانتخابي». وأشار إلى أن «الشارع الكردي سئم التجاذبات الخفية بين الحزبين ما استدعى تسريع مشأورات تشكيل الحكومة لإعلان الصيغة النهائية للتفاهمات التي سيفضي لها الاجتماع».

إلى ذلك، أكد سكرتير المكتب السياسي لـ«الديموقراطي» فاضل ميراني خلال لقائه بالقنصل العام الأميركي في إقليم كوردستان استمرار جهود الحزب مع الأطراف الكردستانية الأخرى لتشكيل حكومة جديدة وقوية تقدم الخدمات لأهالي الإقليم.

وأعرب ميراني عن أمله في أن تشهد العلاقات بين أميركا والإقليم نمواً مضطرداً، مشيراً إلى التطورات في العملية السياسية العراقية بالقول إن إقليم كردستان يهتم كثيراً بتطبيع الأوضاع في كركوك وكذلك الخطوات والمساعي التي يبذلها حزبه مع الأطراف الأخرى في الإقليم من أجل تشكيل حكومة جديدة وقوية فيه، لافتاً إلى أنه من أجل هذا الهدف فان الحوارات والمحادثات من أجل التوصل لاتفاق مناسب ستكون متواصلة.

وأضاف أنه «بعد إعلان النتائج النهائية لانتخابات برلمان كردستان التي وصفها بأنها عملية ديموقراطية ناجحة فان حزبه فاز بالمرتبة الأولى إلا أنه يؤمن بأن المصالح العليا للإقليم وحماية واستقرار وأمن الإقليم تتقدم على أي منصب أو درجة أو مكسب، معلناً أن «الاستحقاق الانتخابي مهم عند الديموقراطي ولكن ليس المناصفة مع الاتحاد الوطني الكردستاني كون تجربة السنوات الماضية أثبتت أن هذا النظام لم يكن ناجحاً ولكن الديموقراطي سيراعي تاريخ وثقل الاتحاد الوطني الكردستاني».

وأشار البيان إلى أن القنصل الأميركي ستيف فيكن تمنى أن تشكل حكومة الإقليم باسرع وقت من أجل تقديم الخدمات للشعب الكردستاني، مضيفاً أن أميركا ستستمر في تقديم المساعدة والتنسيق المشترك بين الجانبين لحماية إقليم كردستان بصورة خاصة والعراق عموماً.

وكان رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني أوعز في وقت سابق بالإفراج الفوري عن كادرين أحدهما من «الاتحاد الوطني الكردستاني» والآخر من «الديموقراطي»، معبراً عن استيائه الشديد لاحتجازهما بطريقة غير قانونية.

ورد رئيس وزراء الإقليم بشدة على اعتقال كادرين من «الديموقراطي» و«الاتحاد الوطني الكردستاني» أخيراً من دون قرار من المحكمة وبصورة قانونية.

وأوعز نيجيرفان بارزاني إلى كل من مسؤول وكالة الحماية والمعلومات (زانياري)، لاهور شيخ جنكي، والمدير العام لآسايش إقليم كردستان، عصمت أركوشي، بالإفراج الفوري عن الكادرين.

يذكر أنه بعد قيام قوة أمنية في منطقة كرميان الأسبوع الماضي بالقبض على سرخيل أكبر رستم من كوادر «الديموقراطي»، قامت قوة في أربيل بالقبض على بيشرو ويسي، من كوادر «الاتحاد الوطني»، وأعلن مدير آسايش أربيل، طارق نوري، في تصريحات أن اعتقال الأخير جاء رداً على اعتقال سرخيل أكبر، وأنه لن يُفرج عنه ما لم يتم الكشف عن مصير الأخير والإفراج عنه.