نيتشه أن لا أمل في أن يمتلك الإنسان وجوده وكينونته إلا بالنضال من أجل إرادة يقول فريديريكالقوة، والتي لا يمكنها أن تتحقق إلا بمجابهة تمثل الواقع ومسلماته، والتضحية بالحياة واحتقارها، نفسه بحثا عن حياة ثانية كلها مجد وكرامة؛ لأن الإنسان كائن يمتلك الإرادة الحقيقية على تغييروتغيير العالم من حوله، بحيث لا يظل الإنسان عبدا يتحكم في حياته الأسياد ويحجرون على تفكيره وحركته. إن تراجع الدولة عن دورها في الميادين الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ساهم في تزايد مبادرات جمعيات مختلفة من حيث الأهداف، أفراد المجتمع في الانتظام وبشكل منظم جماعيا داخل تنظيمات ووعرفت وثيرة متنامية ومتسرعة في العقود الأخيرة من الزمن، قوامها الأساس مبدأ "التطوع" في مختلف المجالات من أجل تحقيق أهداف مجتمعية في حياد واستقلالية عن الدولة؛ في السياق التاريخي لمفهوم المجتمع المدني:

مع المدنيظهر لأول مرة مصطلح المجت (La société civile)في الفكر الإغريقي، حيث أشار إليه أرسطو بأنه "مجموعة سياسية تخضع للقوانين" بمعنى أنه لم يكن يميز بين الدولة والمجتمع المدني؛ والمقصود بالدولة في التفكير السياسي الأوروبي القديم هو المجتمع المدني على أساس أنه يمثل تكتلا ، يضم أعضاءه من المواطنين الذين يقرون بالاعتراف بقوانين الدولة ويتصرفون وفقا سياسيا مالمقتضياتها؛ لكن مع تطور الفكر الغربي على وجه التحديد، مع فلاسفة عصر الأنوار الأوروبية، جعلوا ار منه مقابلا للدولة الاستبدادية التي كانت يسودها نظام الحكم المطلق، بناء على ذلك تم اعتبالجمعيات هي النسق الأفضل لمواجهة مخاطر الاستبداد السياسي.

كما سيعرف المفهوم تطورا في الفكر الليبرالي، حيث أشار "هيغل" في مؤلفه (مبادئ فلسفة الحق) "المجتمع المدني يتموقع بين الأسرة والدولة، تنتظم كلها داخل القانون المدني"، تعريف يقوم على ن الدولة، والتي هي تعبير عن سمو الفرد إلى الكونية، وبين المجتمع الذي يتكون من أساس التمايز بيالأفراد والطبقات والجماعات ككيان متفرد يختلف عن الكيان الدولتين ويتمايز عنه، يتجسد في مجموعة من المؤسسات.

شمولية على أساس أنه أما في الفكر الماركسي فإن مفهوم المجتمع المدني استعمل لمواجهة السلطة الفضاء يتحرك فيه الإنسان، بعيدا عن مصالحه الشخصية، واعتبره كارل ماركس "ساحة للصراع الطبقي"، وفى القرن العشرين وفي إطار تفسير جديد لمسألة المجتمع المدني مع أنطونيو غرا مشي النقابات، والأحزاب، حيث اعتبره "ساحة للتنافس الإيديولوجي" بين مجموعة من البنيات الفوقيةوالصحافة، والمدارس، والكنيسة تختلف مهامه عن وظائف الدولة وعن المجتمع السياسي كسلطة منظمة داخل المجتمع بعيدة عن تأثير الدولة، التي تدفع إلى إخضاع هيئات المجتمع المدني وتوجيهها ام غير الرسمي"، بمعنى ذاك حسب إرادتها، والتي فسرها فيما بعد يورغن هابرماس ب"الرأي العالذي لا يخضع لسلطة الدولة، على إثر الانقسام الذي حصل في المجتمع الأوروبي مع احتدم الصراع بين طبقات تتفاوت مصالحها أو تتناقض، انطلاقا من التمييز بين السيطرة السياسية، والهيمنة الإيديولوجية؛ ه في المجتمعات الديمقراطية، فقد أصبح يحظى باهتمام ومع اتساع دور المجتمع المدني وتزايد أهميتلدى الكثير من المفكرين والباحثين المعاصرين، وأخذ المجتمع المدني عدة تعارف.

جون لوك يرى بأن المجتمع المدني لا يختلف عن الدولة، بل عن المجتمع السياسي لكون أن المجتمع مع التحضر الذي لا يمكن أن يوجد ويتحقق إلا عندما المدني هو"مجتمع المدينة" الذي يعني له مجتيسمو القانون في العلاقات بين أفراده، أي أن المجتمع المدني يشترك مع الدولة في خاصية معيارية ومرجعية تتمثل في فرض القانون لتنظيم العلاقات الاجتماعية، لأنه يمثل ضمانة الحرية، وهنا يبرز ي والمجتمع السياسي، اعتبارا أن هذا الأخير ينظم السلطة، مما يعني أنه الاختلاف بين المجتمع المدنيشكل سدا أمام الحرية.

دومينيك كولاس يقول بأن المجتمع المدني "يعني الحياة الاجتماعية المنظمة انطلاقا من منطق خاص .يتبعبها، وبخاصة الحياة الجمعوية التي تضمن دينامية اقتصادية وثقافية وسياسية" ...



 دغوغي عمر