العبرة بالنتائج ...فلو ترك  هواري بومدين  بعد  موته  دولة  لم  تَضْعُفْ  ولم  تَـتَرَهَّـلْ مفاصلها  ولم ينهار اقتصادها  إلى  الحضيض  الأسفل  من التخلف  في جميع النواحي  ونحن في عام 2018 ،ولو ترك  شعبا  مُتْرَفًا  بل  ولو حتى  مستكفيا   ذاتيا   بفضل خيراته ،  ولم  يترك  وراءه  شعبا فقيرا  يَـرْمُونَ  بأنصا ف  أجسادهم  العليا   داخل  صناديق  القمامات   صباح مساء  ليقتاتوا  من  أزبال  شياتة  النظام ومع الأ سف  نجد  من  بينهم   من  يعتبر  نفسه  معارضا  للنظام الحالي  و لايزال  يقدس  بومدين الذي  حرف  مسار  الثورة  عن  طريقها   ووضع  مستقبلها  على  سكة الهاوية  التي بلغتها   في  أقصر مدة  لأن  56  سنة  معمر الشعوب  هي  رمشة  عين  في  تاريخ  البشرية  الممتد عبر ملايين  السنين ، ولكن لا تعمى  الأبصار وإنما  تعمى   القلوب  التي  في  الصدور،  فهل  أصاب  هؤلاء عمى  البصيرة ؟ وإبراهيم  بوخروبة   لم   يترك  للجزائر  ولو ملامح  مما  ذكرنا لَـرَدَّدْنَا  معهم  شعاره (إنهأراد  أن يبنى دولة  جزائرية لا تزول بزوال الرجال) ...لقد زال  بومدين  ولا يدري أحد كيف  قدر  الله  له  ميتته ،  وقد  سمعنا بعد  موته  أن  كثيرا  من  زبانيته  لم  يستطيعوا  رؤية  حالته   قبيل   موته  من  شدة  التشويه  الذي  لحق بوجهه  على الخصوص (اللهم لا شماتة في الموت)  لكن  هل  وضع  هذا  الرجل  المشعوذ  للجزائر  قبل  موته  أسسا  لا تزول  بها  الدولة بزوال  الرجال ؟

طبعا  لا ،  بل على العكس  فهو  قد  صنع  شبح  دولة  لم  تكن  معالمها  إلا في  خياله  المريض ،فهذه الجزائر  اليوم  هي من  إنتاج  خيال  بومدين  المريض  بالأوهام ،  وكما  يقول الفقهاء  : "  الشيء  فرع  من  تصوره  "  وفعلا  وضع  بومدين  أسس  كيان  كما  تصوره  هوحسب  خيالاته  المريضة  بالتسلط على  العباد بالديكتاتورية  المطلقة ىلدرجة  الهوس المَرَضِي ،  وها نحن  نحصد نتائج  أمراضه التسلطية  ... إننا  نجني  نتائج   الكوارث  التي  وضع  ( وليس بنى )  بل نقول  وضع  البلاد  في  سكة  تسير  نحو الهاوية  بلا شك ولا  خلاف ،  وقد  وصلت  فعلا  الجزائر  إلى الهاوية  التي  تصورها  ،  ونسأل  الشعب  الجزائري  :  وماذا  بعد  الهاوية ؟...

أولا : الهاوية التي تركنا فيها بومدين  نحصد نتائجها  بسببمرضه  بالنرجسية  وتضخم  الأنا:

1) هو  مؤسس  الانقلابات  في الجزائر حيث  انقلب غدرا  على بن بلة  في 19  يونيو 1965 ....

2) عين نفسه  بعد هذا الانقلاب  رئيسا للجمهورية  ورئيسا لمجلس الثّورة  ورئيسا للحكومة  ورئيسا لمجلس الوزراء ووزيرا للدّفاع ..ومع ذلك رَضِيَ لنفسه  كما رَضِيَ الشعب  المُنْبَطِحُ  له  ولمن جاء بعده ،  رضوا لأنفسهم  أن يبقى اسم الدولة  الرسمي  هو " الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية"... هكذا  بلا خجل ولا حياء !!!.

3) هو الذي كان  بعد انقلابه  على  بن بلة  وحَلِّ  البرلمان ، كان أكبر رئيس  نَصَّاب  ومخادع :  لأنه  كان  يُصْدِرُ  كل  القوانين  والمراسيم بنفسه  وكان يكتب على رأسها  "باسم الشعب " !!أليس هذا  نَصْبٌ  وخداع  بل  واحتقار للشعب  الجزائري ...طبعا  لقد أصبح  هو  الكل  في الكل  وكم  من كوارث  تمت  باسم الشعب الجزائري ، أصبح  بوخروبة  بعد انقلابه على بن بلة  هو الرئيس  وهو الشعب  وهو الجيش ،  وللحقيقة  فإن  الأمر  كان  موافقا  للواقع  لأنه  وضع  أسس  كيان  هلامي لا ملامح له فهو الرئيس  وهو الشعب ، باختصار هو الجيش وهو السلطة  التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية ، ولا نريد أن ندخل في  سلسلة  الاغتيالات  والأحكام الجائرة التي  أمر بتنفيذها  وقد وصل بعضها  إلى الإعدام  وهو الأمر  الذي سار عليه  كل  الرؤساء الذين  جاءوا  بعده  ولا  زلنا  نعيش  نفس  الوضعية السياسية  رغم  بعض  (  المكياج )  الموجه  للغرب ، والغرب  يعرف  زَغَـبَ  المصارين  الدقيقة  سواءا مصارين  بومدين  ومن كان  يحيط به أو من  جاءوا  بعدهم  ...

4) هو الذي  دمج  عسكر  فرانسا  في  الجيش الجزائري ،  ويعترف بذلك  الجزار  خالد نزار  ويعترف أنه  لولا   ما  قام  به  بومدين  من  إدماج  العسكر  الذي  التحق  بالثورة  قادما  من   فرنسا  لما  اكتسب  الجيش  الجزائري  الخبرة  التي  نقلناها  إليهم ،  ومعروف  أن والد  خالد نزار  خائن ،  فما  ننتظر  من  ابن  خائن  أقل  من  ذبح  250  ألف  جزائري  بريء ؟

5) ترك  بومدين  جنرالات تائهون  يلهثون إما  وراء سراب  كرسي  السلطة  أو وراء  المال  الذي  يجنونه  من  تكوين  عصابات  مافيوزية   لحلب  خيرات   الشعب  الجزائري  ، وأقلهم  رتبة  تجدهم  في الفيافي والقفار  يطارد  سراب  إرهابيين  مفترضين في مساحة  لن يستطيع  مراقبتها  حتى الجن الأسود ...

6) ترك  بلادا  تمد  يدها  للخا رج  في السر  والعلنمثلما  فعل  ذات  يوم  عبد المالك سلال  حينما  ذهب  عند  الخليجيين  يَسْتَجْدِيهِمْ   وَيَتَسَوَّلُ  منهم  ومن غيرهم  بعض  الدولارات  وعاد  بخفي حنين  ، ومع ذلك  فهم ينفرون منا  ويسخرون  من  سفاهتنا  وخاصة   ما  تعلق بتدبير  ما  رزقنا  الله  به من خيرات  وتبخره  في  مجالات مختلفة  مثل  اللصوصية  واقتناء  بعض  الأطنان  من  خردة  السلاح  الصدئ  من  روسيا  ... ولا  شيء  يبقى  لينتفع به  أولئك  الذين  تتدلى  أنصاف أجسادهم  في  صناديق  القمامات  بحثا  عما  يسدون  به   رمق  العيش ....

7) ترك  بومدين  بلادا  لا  يمكن أن  تجد  فيها  فردا  واحدا  لا  يحلم  بالهروب  منها  ولو  مات  في البحر  غرقا ،  إلا  الشياتة  طبعا  وشياتة  الشياتة  الذين  يدفعون الشباب  الفقير العاطل  عن العمل  ،  يدفعونهم عمدا  لإلقاء  أنفسهم  في البحر  لتخلوا  لهم   الجزائر  وحدهم  أما  شياتة  النظام فيعبرون  البحر في  الطائرات  لأنهم  يحملون  عدة  جنسيات ، فالشياتة  من  الحركي  وحفدة  الجنرال دو غول  والخونة  من الشعب  الجزائري  لا تربطهم  بالجزائر  سوى  عملية  الحلب  وتهريب  الأموال  إلى  حيث   يعيشون  عيشة  الرفاهية ... أين الدولة التي  لاتزول  بزوال  الرجال  أيتها المعارضة  الارتزاقية ؟

8) ترك  بومدين  جفافا  بل  قَحْطاً  فكريا  وسياسيا  لأنه  كان  جاهلا   يحب الجهلاء  ويحيطهم   به ، وكان  يكره  الطبقة المثقفة  كرها  مقيتا  لأنهم  يعرفون جيدا  مخططاته  اللاسياسية  التي  ذهبت بالجزائر إلى الهاوية ... هل  تنكرون ذلك  يا معشر الشياتة ؟

9) ترك  بلادا  قاحلة  جرداء ، الكل  يشكو  من  انعدام  المرافق  الأساسية  فيها  من ( مدارس ومستشفيات  وطرق  وقناطر  وموانئ  الخ الخ  الخ  وهذا موضوع  يعرف القاصي والداني) .

10) اغتال  بومدين كل  الذين  أدركوا  مُبَكِّراً  أن  بومدين طيلة حكمه  وهو  يضع  أسس  الدولة  الدكتاتورية  الشمولية ...و من  الذين  اغتالهم  بومدين  عبان رمضان  الذي كان سياسيا  محنكا  في  الجبهة  وكان  من أعداء  التيار العسكري  في الجبهة  الذييقودها   بومدين  لأنه  كان  يؤمن  بالدولة الجزائر المدنية الديموقراطية  ، لكن عصابة  بومدين  التي تمثل  التيار العسكري  داخل الجبهة  قررت  التخلص منه  وشنقوه  بربطة  عنقه  في مدينة طنجة المغربية  في 26/12/1957 أي قبل  نهاية  ثورة  1954.

ثانيا :  لماذا  كان  يكره بومدين  المجاهدين  الجزائريين  ولماذا  زَوَّرَ  منهم  عددا  كبيرا  جدا ؟

للحديث عن  كراهية بومدين  للمجاهدين الحقيقيين  لابد من  مقدمة  سأختصرها  لأنني  كتبتُ  موضوعا  طويلا   في شأنها   ...

لقد كانت المقاومة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي تسير في الطريق  السليم ،  وكان  حلم  واستراتيجية  قادتها النبلاء  أمثال  محمد بوضياف وحسين آيت أحمد وغيرهم  هي  استقلال  الجزائر  وبناء دولة  مدنية  ديمقراطية  ،  ولما  ظهر لبومدين وعصابته  أن  مخططهم  في  قيام  دولة  ديكتاتورية شمولية  أصبح  في خطر أمام  أفكار ومبادئ  القادة  النبلاء  المذكورين  أعلاهأصحاب  الحلم  الديمقراطي  الجزائري المدني  بعد انتهاء  ثورة نوفمبر 1954 ،  إذاك  قام  تيار بومدين  العسكري  الذي هو قائده  داخل جبهة التحرير ،  قاموا  بثورة  على الحكومة المدنية المؤقتة  برئاسة  فرحات عباس في 15 جويلية 1961  وهو  ما يعرف  بالبيان  رقم 1 ، والجدير بالذكر أنه  خلال  حوالي  أربع  سنوات ( 1958 -1962 )  من المفاوضات  بين وفد  جبهة التحرير  ووفد الجنرال  دوغول  كانت  كلما  تقدم  في  الزمن  إلا  وزادت  تعسرا  وتشددا بين  الطرفين  ، لأن  وفد  الجبهة  ما قبل  انقلاب  بومدين  كان  ملتزما  بالحرية والاستقلال وبناء  الدولة  المدنية  والانفصال  التام  عن  فرنسا  ،  في حين  كانت  عصابة  بومدين  تستعجل  الانقضاض  على السلطة  بعد نهاية  ثورة  نوفمبر  1954  ( أخجل من نفسي أن أقول "الاستقلال"  )تستعجل  الانقضاض  على السلطة  قبل  غيرهم من  تيار  الديمقراطية  والمدنية  وكيفما  كانت  شروط  المستعمر الفرنسي  ، فتغدى  بومدين  بالتيار  المدني  داخل  الجبهة  قبل  أن يتعشى  به  ويفوز  وفد  التيار  المدني  بمطالبه  وذلك  لأن  هذا  التيار الأخير  كان  يزيد   من الضغط على الاستعمار الفرنسي  بالرفع  من  الهجمات  الجهادية  على  المستعمرين ،  لكن  استعجال بومدين  وعصابته  وهوسه  المرضي من أجل الانقضاض  على السلطة    كانت  عاملا  حاسما دفعته  لقلب  موازين  القوى  داخل  الجبهة  لصالح  التيار  العسكري ... طبعا  بعد  ذلك  تغيرت  تركيبة  وفد  المفاوضات  مع  المستعمر إلى  أن  أدت  مفاوضاتهم مع المستعمر إلى  قبلوا  ما يسمى  " تقرير  المصير "  قبل  أي  انتخابات  تُـرْسِي  دعائم  الديمقراطية الداخلية  في المجالس المحلية والبلديات  وهو ما  فَـرِحَ  له  الجنرال  دوغول  فرحا  شديدا لأنه  أدرك  أن  الجزائر  كلها  قد  وقعت  في  فخ  الدولة  الشمولية  الديكتاتورية  التي  سوف  لن  ترفع  الرأس  أبداً... وهنا  كانت المصيبة العظمى التي  ذهب  ضحيتها  أولا  الذين   سقطوا  شهداء  في  سبيل  تحرير الجزائر وهؤلاء  لن يضيع   جزاؤهم  في الجنة عند  الله  ،  والمصيبة الثانية هي  صيغة  ورقة  الاستفتاء على تقرير  مصير الشعب الجزائري  التي  قَـبِـلَ  بها  وفد  عصابة بومدين  والتي ستبقى  وصمة عار  إلى يوم القيامة  في  جبين  الشعب  الجزائري  ، و صيغة  الاستفتاء على تقرير  المصير هيكما يلي:"هل تريد أن تصبح الجزئر دولة مستقلة  متعاونة مع فرنسا حسب الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس 1962 ( نعم –oui )"....ومَنْ مِنَ الشعب الجزائري يعرف تصريحات مارس 1962؟....

هذه  مقدمة  لابد منها  لنفهم  لماذا  كان  بومدين  يكره  المجاهدين  و يكره  من  يَمُتُّ  لهم  بصلة  ،  طبعا  لم  يرض  كل  المجاهدين  الذين  بقوا  على قيد  الحياة  بعد  انتهاء  ثورة  نوفمبر  1954 ،لم  يقبلوا  بصيغة  الاستفتاء على تقرير  مصير  الشعب الجزائري  المذكورة  أعلاه والذي  استشهد  من  أجل تقرير  المصير  الفعلي  والاستقلال  الفعلي مليون  ونصف  مليون  شهيد  كما يقال ،  لكن  وكما  ذكرنا  لقد  تيسرت  أمور  المفاوضات  مع  الفرنسيس  فور  انقلاب  عصابة  بومدين  على الحكومة المدنية الثانية   لفرحات  عباس ، مع العلم  أن  بومدين  ولم  يفته أمر  تغيير  رئيس  الحكومة المؤقتة  الثالثة  التي  ستكون  طوع  يديه  وجعل على رأسها  يوسف بن خدة  وانبثق  منها  الوفد  الجديد  الذي  سَيُعَـبِّدُ  الطريق  إلى  المهانة  الجزائرية  وهو  وفد  الجبهة  الذي  يمثل  حكومة  يوسف بن خدة  المؤقتة  والذي  سيوافق على  صيغة  استقتاء تقرير  المصير  التي  سبقى   وصمة عار  في   جبين  جبين  الشعب الجزائري  كله  وعلى رأسهم  عصابة بومدين   وزبانيته  وفي  جبين الذين  يدافعون عنه  اليوم  وهم  لا يعلمون  أن  الكوارث  التي  تعيشها   الجزائر  اليوم  سببها  ذلك الانقلاب  المشؤوم ...فلولا ذلك الانقلاب ( انقلاب جويلية 1961 ضد  الحكومة المؤقتة برئاسة فرحات عباس ) لكانت الجزائر بعد استقلالها نموذجا  ديمقراطيا  فريدا من نوعه " جمهورية مدنية تعددية ديمقراطية " وهبها الله من خيراته ما شاء ، لكن الخونة من الجزائريين أنفسهم  وتآمرهم  مع  الحَرْكِي  وأذناب الاستعمار الفرنسي  كل هؤلاء تواطؤوا  على الشعب الجزائري  لينهبوا خيراته  ويتركوا الجزائريَّ عبرةً  لكل  من يفرط  في  وطنيته أو يتلاعب بها  أمام أطماع  الخونة ا لأغبياء...

فلماذا  كان يكره  بومدين  المجاهدين ؟  لأنهم  أصبحوا  كابوسا  يقضون  مضجعه  ليل  نهار ، ولأنهم  عايشوا  المقلب  أو الانقلاب  وأصبحوا  يهددونه  هو وزبانيته  وفعلا  حدثت  رغم  ما  كان  يروجه  من  مزايا   النظام  الفاشستي  الديكتاتوري ويعطيهم  المثال  بالاتحاد السوفياتي  ومصر  جمال عبد  الناصر  وغيرهم  من  الدكتاتوريين  الفاشلين  الذين  أقعوا  بلدانهم  في  أتون  التخلف الأبدي ،  فالاتحاد  السوفياتي  وصلت الأمور  بشعوبه  إلى  درجة  الفرار  منه  واغتيال  كل من  يقول  بالديمقراطية فيه  ، وبقي  هذا الاتحاد  يحفر  قبره  بيديه  حتى  كرهه  هو  بنفسه  ولفظه  كما  تلفظ  الجيفة   النتنة  من  البيت ... رغم  كل  الديماغوجيا  والقمع  والتهديد  بالاغتيال فإن  المجاهدين  الحقيقييين  ظلوا  يكرهون  بومدين  وخاصة  عندما  ظهرت لهم  علامات  الفشل  الذريع  والاعتماد  على  الديماغوجيات  الفارغة  ،  طبعا  كان لابد  لبومدين  أن  يجد  حلا  لهؤلاء  المجاهدين الذين كانوا معه   ذات  يوم  في خندق  واحد  وغدر  بهم  ، وكان  الحل  هو  إغراق  الجزائر  بالمجاهدين  المزورين  حتى  أصبح  الخونة  مجاهدون  رغم أنف أنف  الجزائري  الذي  يميز  بين  الخائن  والمجاهد  والجزائري  العادي ، ولاننسى  تصريح  ابن الشهيد المجاهد  عميروش وهو نور الدين آيت حمودة  الذي  أكد في مجلس الشعب الجزائري " أنّ عدد المُجاهدين إبّان ثورة الجزائر مثبتة ضمن أوراق مؤتمر "الصُّومَام" وتتحدّث عن عشرات الآلاف لاغير، حيث سبق وأن أورد لجريدة "الخبر" الجزائرية: " عندما يعترف وزير المجاهدين بأن هناك 10 آلاف مجاهد مزيف وهناك جمعية تحدثت عن 12 ألفا... إذن أقترح إنشاء لجنة في كل بلدية من بلديات الوطن ونعالج هذه المسألة بصفة نهائية. وهناك أخطر من المجاهدين المزيفين. فجلّ الوزراء منذ الاستقلال لديهم شهادة عطب بنسبة 100 بالمائة، منها 25 بالمائة عطب عقلي، ومع ذلك مارسوا مهام وزارية.."....فهل يعلم الشعب الجزائر من يحكمه  من المجاهدين المزيفين ، ولو لم  يغرق  بومدين  الجزائر  بالمجاهدين  المزيفين  لاستطاع  المجاهدون الحقيقيون  إعادة  الأمور إلى طريقها  السليم ،  لكنه  كان  مقيدا  بشروط  اتفاقية إيفيان  وخاصة  التزامه  مع  الجنرال دوغول " بأن تصبح الجزئر دولة مستقلة  متعاونة مع فرنسا حسب الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس 1962 "  ولعل  بومدين وعصابته  أدركوا  خطورة  المجاهدين  الحقيقيين  عليه  وعلى  اختياره  للنظام  الديكتاتوري  الشمولي ، ولذلك التجأ  مرة أخرى إلى النصب  والاحتيال  وخداع  الشعب  الجزائري  وأعطى أوامره  بإغراق  الجزائر  بامجاهدين المزورين  حتى  تغلب  كفة  المزورين  على  كفة الحقيقيين  خاصة  وأن  المجاهدين   الحقيقيين  بدأ  يقل عددهم  من  كثرة  الأمراض التي  ورثوها  من  شدة  العذاب  في  الجبال والأحراش ومنهم  من مات  فقيرا  معدما  لا لشيء  إلا  لأن  بومدين كان  يكرههم  وسلبهم  حقوقهم  ، ولا زلت أتذكر  الصيحة التي ألقاها  السيناتور الجزائري  الرجل الفحل  المرحوم  جمال الدين حبيبي  المجاهد  والعضو في  البرلمان الأسبق  حيث كذب الرواية الرسمية لتعداد الشهداء الذين سقطوا إبّان حرب استقلال الجزائر والتي ربطها النظام الجزائري برقم المليون ونصف المليون ، بل زاد نحن  كذبتنا هذه كلفتنا غاليا، لأننا ندفع مقابلا لها من خزينة الدولة سنويا"، ويُضيف حبيبي بأنه حاول نقل رؤيته إلى المسؤولين الجزائريين ضمن أزيد من صعيد، إلاّ أنّهم أبدوا رفضهم لتناول الموضوع بنظرة تصحيحية لكون الوقت قد فات على مُراجعة هذا الرقم... فهل يستطيع  المرحوم جمال الدين حبيبي  أن  يقف  في وجه  مخطط  تآمر  لإنجازه  عصابة  بومدين  والجنرال دوغول  حتى  تخرج  مهزلة  تقرير  مصير  الشعب الجزائري  الذي لا يزال  ينتظر  من  يقف  معه  لتقرير  مصيره   وتغيير  تصريحات  19  مارس  1962  الواردة  في اتفاقية  إيفيان  والتي  لايعلم عنها  أي  فرد  عادي  من الشعب الجزائري  شيئا  سوى   مظاهرها  الغريبة جدا  في  تأبيد التخلف  الجزائري  أو  إثارة  فتنة  يذهب  ضحيتها  250  ألف  بريء  بحجة   واهية  وعلى يد  الجيش  الذي  يعتبر امتدادا   للجيش  الذي  انقلب  على الحكومة المدنية  المؤقتة   بتاريخ 15 جويلية 1962  وإلا  لماذا  لايجيبنا  المسؤولون  في السلطة الجزائرية  عن  أسئلة  حارقة  منها  مثلا :

1) لماذا  لا  يطبق  الفصل  102  على  بوتفليقة  باعتباره  عاجزا عن  تسيير  شؤون الدولة بنسبة  100 %  ؟  الجواب  في طيات  تصريحات  19 مارس 1962  الواردة في اتفاقية  إيفيان .

2) لماذا  لا تظهر  تريلونات  الدولارات  المكتسبة من  الموارد  الطبيعية  الجزائرية على معيشة الشعب الجزائري  الذي  أصبح  أضحوكة  العالم  حينما  يجدون من بين  المهاجرين  غير الشرعيين  شباب  من  الجزائر  الدولة  التي  غنية  ذات  زمان ؟  أين  ذهبت  أموالنا ؟  الجواب  في طيات  تصريحات  19 مارس 1962  الواردة في اتفاقية  إيفيان ...

3) لماذا  لا يستطيع  أي  جزائري  أن  يسأل  عن  بنود  اتفاقية  إيفيان الموقعة مع فرنسا  بتاريخ  19 مارس 1962 ؟  وكلنا يعلم  أن استفتاء  تقرير  المصير المشؤوم  كان في 01 جويلية  1962  مع العلم  أنه  كان  استفتاءا  على  صيغة واحدة  ذكرناها  وليس هناك  اختيارات أخرى  غير الصيغة  الشؤومة  التي تقول :"هل تريد أن تصبح الجزئر دولة مستقلة  متعاونة مع فرنسا حسب الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس 1962 ( نعم –oui )".وهناك  أختيار واحد  هو  نعم  بالعربية  وبالفرنسية .  فهل  هذا  استفتاء لقرير  مصير شعب ؟  أم  هو إعادة  هيكلة  سياسية  جديدة  تربط  الجزائر  بفرنسا ؟

عود على بدء :

لقد  وضح  الأمر  جيدا  الآن  بعدما  سمحت  عصابة  بومدين  لنفسها  بالتآمر   مع  المستعمر  الفرنسي لكي  يزوروا  جميعا  عدد  المجاهدين  لصالح  بومدين  الذي كان  يخاف  أن  ينقلب  عليه  أولئك  الذين رفضوا   انقلابه  على الحكومة  المدنية المؤقتة  وحتى  لا  تميل  الأمور  بعد  19  مارس  1962 وحتى لا  تميل  الأمور إلى  صالح  المجاهدين  الحقيقيين  الذين  رفضوا  انقلاب  التيار  العسكري  داخل  الجبهة  وكتموها  في أنفسهم  حتى  تنجلي  الأمور  ثم  يصفون  حسابهم  مع  عصابة بومدين الغادرة ...لقد كانت  حيلة  إغراق  الجزائر  بالمجاهدين  المزورين  في صالح  دعم الحكم  الشمولي  الديكتاتوري  الذي خططت له  عصابة  بومدين  بتواطؤ  مع  المستعمر  الفرنسي ، ومما  زاد  الأمور فضيحة هو  ورقة  الاستفتاء  التي  منحت  الجزائر  وضعا  بين بين  ، فليس  هناك  استقلال  تام عن فرنسا  إلى  يوم  القيامة  وليس هناك  جزائر  فرنسية ،  وإذا  أردتم أن  تبحثوا  عن  خلود  الجزائر  في التخلف  فابحثوا وحللوا  جيدا  ما  حصل  ما بين  07  مارس 1962  وهو تاريخ  بداية  مفاوضات إيفيان الثانية  و02  جويلية  1962 تاريخ  إعلان  نتائج  الاستفتاء  الممنوح  بالصيغة  الفرنسية  التي  لم  تمنح  الجزائر  حريتها  بل  وتحررها  من  قيودها  ولم  تتركها  جزائر  فرنسية ...

وأنتم  أيها  المناصرون  لبومدين  ولشعاره   الأجوف  ( دولة لا تزول  بزوال رجالها )  اعلموا  أن  دولة  زَوَّرَتْ  عدد  رجال  مجاهديها  ستزول  بزوال  هؤلاء  المجاهدين  المُزَوَّرِين  مهما  طال  عمرهم ، وأن  ونتائج  المؤامرات  على الشعب الجزائري مع  المستعمر قد  بدأت  تظهر منذ  أن  خرج الشعب  في  أكتوبر 1988  مرورا  بمجازر  العشرية السوداء  نذكر منها فقط  : ولاية غليزان ( الرمكة  وحد شكالة ) - وبنطلحة – سيد العنتري –الرايس – بني علي - حوش خميستي  وغيرها  كثير  بلغ  عدد  المذبوحين  فيها  أكثر من  250  ألف  بريء أعزل ..

إن كيانا  مثل  هذا  هو كيان في مهب  الريح  ، كيان فارغ  سياسيا  بدليل  التشبث  برجل  ميت  حي وثقافيا  بدليل  العجز  المطبق  في  إنشاء  نخب  سياسية  واعية  بكل  ما  ذكرنا  ، كيان  هو أقرب  إلى  الجهل  منه  إلى  التعلم  لأن  التعلم  ينتج  ذات  يوم  شيئا  ما ،  لكن  كيان  عصابة  بومدين  يهرب  منه  المتعلمون  إلى  حيث   يحبهم  الناس  ويستفيدون  من علمهم   ولا  يتركون  هنا  سوى  من  له  أجنحة  مكسورة ....

فمتى  تلد  الجزائريات  رجالا  يكسرون  شروط  19  مارس  1962  ويعيدون  ثورة  ما  قبل  نوفمبر  1954  لتطفو على  السطح  دولة  تستحق  أن  تسمى  الجزائر ... الجزائر التي لا تزول أبدا ...أما  اليوم  فلا   يبشر  بخير ...

اللهم  لا  تسلط  علينا  من  لا يخافك  ولا  يرحمنا  ... فهم  كذلك  كانوا  عصابة  بومدين  ...

سمير كرم  خاص  للجزائر تايمز