مع توسع دائرة الاحتجاجات الاجتماعية في تونس، تتزايد مخاوف فاعلين سياسيين من استغلال التنظيمات المتشددة للوضع، من أجل تنفيذ عمليات إرهابية.

ويعزز هذه المخاوف تفكيك وزارة الداخلية لخلايا إرهابية في أكثر من منطقة في الآونة الأخيرة.

تطورات أمنية

وكشفت الأجهزة الأمنية، الأربعاء عن خلية وصفتها وزارة الداخلية بـ"التكفيرية المبايعة لتنظيم داعش".

وقالت الوزارة في بيان، إن الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب، تمكنت في "عملية نوعية استباقية من الكشف عن خلية تكفيرية مبايعة لتنظيم داعش الإرهابي، خططت لتنفيذ أعمال إرهابية وقد تولت تصنيع متفجرات لاستعمالها لاحقا".

وأوقفت الأجهزة الأمنية ثلاثة أفراد في محافظة صفاقس بالجنوب التونسي، فضلا عن "حجز كمية هامة من مادة الأمونيتر، ومواد أولية أخرى لتصنيع المتفجرات، وعدد من الأسلحة البيضاء من مختلف الأحجام."

ويأتي هذا أياما فقط بعد أن كشفت وحدة البحث في جرائم الإرهاب بالإدارة العامة للمصالح المختصة للأمن الوطني التونسي عن "تنظيم إرهابي مهيكل ومقسم الأدوار يحمل اسم (كتيبة الجهاد والتوحيد) بايع متزعم أحد التنظيمات الإرهابية بالخارج"، بمحافظة سيدي بوزيد وسط البلاد.

ووفقا بيان لوزارة الداخلية التونسية فإن الوحدات الأمنية "تمكنت من إيقاف أغلب عناصر التنظيم(8) وإحباط مخططاته الإرهابية، من بينها استهداف دوريات ومقرات أمنية بالجهة".

وحجزت الأجهزة الأمنية خلال العملية، حزاما ناسفا وقنبلة يدوية تقليدية الصنع ومواد أولية لصنع المتفجرات، وكمية من مادة الأمونيتر.

مخاوف من فراغ أمني

وقال الخبير الأمني، والمستشار السابق لدى وزير الداخلية، رفيق الشلي، إن "الجماعات المتشددة تختار بدقة توقيت عملياتها من بينها المناسبات ذات الرمزية على غرار شهر رمضان أو أعياد الميلاد أو المواسم السياحية".

ويؤكد الشلي في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن "المتشددين يعملون على استغلال انشغال قوات الأمن بالحركات الاجتماعية للقيام بعمليات يؤكدون من خلالها وجودهم".

ويدعو الخبير الأمني إلى "توخي الحذر واليقظة في هذه المناسبات، خاصة في ظل وجود خلايا نائمة داخل المدن وعائدين من بؤر التوتر يمكن أن يستغلوا الظروف الأمنية للقيام بعمليات خطيرة".

من جانبه، يقول النائب بالبرلمان عن كتلة الائتلاف الوطني، وليد جلاّد إن "الاحتجاجات الليلية التي تشهدها البلاد في عدة أماكن يمكن أن تمثل وضعا ملائما للإرهابيين للقيام بعمليات إرهابية."

وفي تصريح لـ"أصوات مغاربية"، يدعو النائب عن كتلة الائتلاف الوطني، المحسوبة على رئيس الحكومة، يوسف الشاهد إلى "الاحتجاج بسلمية في وضح النهار مع رفع المطالب المشروعة"، معبّرا عن ثقته في "أداء المؤسستين الأمنية والعسكرية في محاربة التطرف والفوضى".

وكان وزير الداخلية، هشام الفوراتي قد أكد تفهم الوزارة لـ" حق المواطنين في الإحتجاج السلمي والتظاهر، طالما لم تخرج عن إطارها القانوني ولم تكن ليلية".​