يُنتظر أن تستقبل مدينة طانطان، بداية شهر أبريل القادم، المئات من الجنود الأمريكيين التابعين لوحدات المارينز، للدخول في المناورات السنوية مع القوات المسلحة الملكية، ضمن تدريبات تُخصص للرفع من كفاءة وقدرة وجاهزية الوحدات العسكرية، لكل من الجيش المغربي والأمريكي، ضمن ما بات يُعرف بمناورات "الأسد الإفريقي" التي انطلقت سنة 2007 وتستعد المدينة وضواحيها، ذات الطابع الصحراوي، للتحول لشبه ميدان افتراضي للجنود المغاربة والأمريكيين، الذي من المنتظر أن يصل عددهم لأزيد من 1200 جندي أمريكي تابعين لقوات المارينز سيصلون تباعا إلى مدينة طانطان للمشاركة في هذه المناورات المشتركة مع القوات المسلحة الملكية، حيث تستعمل أحيانا الذخيرة الحيّة في التدريبات القاسية التي يخوضها الجانبان.

 

وفيما تشير المعطيات، إلى أن القوات الأمريكية المشاركة في مناورات هذه السنة هي جزء من الفوج الرابع عشر من قوات المارينز المنتمية لقاعدة "فورت وورث" التي سبق للجنود التابعين لها أن خاضوا حروب واقعية في كل من أفغانستان والعراق لسنوات طويلة وذكر الكولونيل روجير غاري، قائد الفوج الرابع عشر للمارينز، بأن الولايات المتحدة تسعى لاستتباب الاستقرار في المنطقة، بعدما عرفته من اضطرابات بسبب الربيع العربي، لهذا تطمح الولايات المتحدة الأمريكية جعل المغرب يتعاون مع الدول المجاورة له والتي قد تشتغل مع الولايات المتحدة الأمريكية هي الأخرى مستقبلا، لتعزيز الاستقرار والتعاون في المنطقة.

 

وتهدف المناورات التي يخوضها جنود المارينز وقوات من الجيش المغربي، إلى تعزيز قدرة الجانبين على المناورات والأنشطة الموازية لها التي تشمل أيضا القيام بأنشطة اجتماعية كتقديم خدمات التطبيب والرعاية الصحية لساكنة المناطق المجاورة لمعسكرات التدريب، وهي التدريبات التي تشبه إلى حد كبير الأدوار التي يمكن القيام بها في المعارك الحقيقية كما هو الحال في أفغانستان وبؤر التوتر في العالم وتأتي هذه المناورات، بعد القرار الأمريكي الأخير بزيادة المساعدات العسكرية إلى المغرب بثلاثة أضعاف لتصل قيمة هذه المساعدات إلى تسعة ملايين دولار، مقابل 3.6 ملايين دولار تلقاها المغرب سنة 2010 من جهة أخرى، أجرت وحدات من الجيش المغربي ونظيره الأمريكي من بين 4 و10 مارس الجاري تدريبات مشتركة بضواحي مدينة فاس عن كيفية صيانة العربات والمدرعات M109A5 حسب ما صرحت به قيادة القوات الأمريكية بإفريقيا "افريكوم"، حيث خصّت هذه التدريبات دروسا نظرية وأخرى بالذخيرة الحيّة.