إن ما نلاحظه اليوم من إعلانات وخطابات, من رؤساء الدول التي يحكمها النظام الرأسمالي, يتغنون بالديمقراطية والحرية للفرد والمجتمع, وعلى هذا الأساس حكموا شعوبهم, ولو تدقق في فحوى خطاباتهم تجدها قاصرت الفهم, من خلال تطبيقها على أرض الواقع, حيث تجدهم يعرفون ويؤمنون أن الديمقراطية هي حكم الأغلبية

 

وهي من تتحكم بالأمور, ولا أدري أين ذهبت حرية الأقلية إذا كانت الأغلبية هي من تفرض الرأي على الآخر, وهي من تشرع القوانين على قدر مصالحها النفعية الشخصية, المحكومة بنظام رأسمالي يتيح لها التملك والثراء وبكل الطرق, وماذا تتوقع من أكثرية لاتحمل قانون أخلاقي, فقط همه المادة وجمع الأموال حتى لو على حساب حياة الآخرين؟؟. فبإسلوب وبيان واضح في كتاب فلسفتنا للمحقق المرجع الصرخي, بين فيه الجشع والاستهتار بكرامة الإنسان والإنسانية من قبل أصحاب النظام الرأسمالي ,

 

بحجة الديمقراطية والحرية الناقصة للفهم الفلسفي, قال المحقق..  ( (1_الحلقة الأولى : الحرية السياسية تنتج الاستهتار بالكرامة الإنسانية: فأول تلك الحلقات، تحكم الأكثرية في الأقلية ومصالحها ومسائلها الحيوية؛ فإن الحرية السياسية كانت تعني: [أين وضع النظام والقوانين وتمشيتها من حق الأكثرية )، ولنتصور أن الفئة التي تمثل الأكثرية في الأمة ملگت زمام الحكم والتشريع، وهي تحمل العقلية الديمقراطية الرأسمالية، وهي عقلية مادية خالصة في اتجاهها ونزعاتها وأهدافها وأهوائها، فماذا يكون مصير الفئة الأخرى؟ ! !

 

أو ماذا ترتقب للأقلية من حياة في ظل قوان***1740;ن تشرع لحساب الأكثرية ولحفظ مصالحها؟ ! ! وهل يكون الأمر غريبا حينئذ، فيما لو شرعت الأكثرية القوانين على ضوء مصالحها خاصة، وأهملت مصالح الأقلية، واتجهت إلى تحقيق رغباتها اتجاها مجحفا بحقوق الآخرين؟ ! ! فمن الذي يحفظ لهذه الأقلية كيانها الحيوي ويذب عن وجهها الظلم، ما دامت المصلحة الشخصية هي مسألة كل فرد،

 

وما دامت الأكثرية لا تعرف للقيم الروحية والمعنوية مفهوما في عقليتها الاجتماعية؟ ! ! بطبيعة الحال، أن التحكم سوف يبقى في ظل النظام كما كان في السابق، وأن مظاهر الاستغلال والاستهتار بحقوق الآخرين ومصالحهم ستحفظ في الجو الاجتماعي لهذا النظام كحالها في الأجواء الاجتماعية القديمة، وغاية ما في الموضوع من فرق: أن الاستهتار بالكرامة الإنسانية كان من قبل أفراد بأمة، وفي ظل النظام الرأسمالي أصبح الاستهتار من قبل الفئات التي تمثل الأكثريات بالنسبة إلى الأقليات التي تشكل بمجموعها عددا هائلا من البشر.... ! ! ! ) ) انتهى كلام المحقق

 


باسم البغدادي