قالت نقابة الصحفيين التونسيين مساء الاثنين في بيان إنها ستعلن على  اثر اجتماع مكتبها التنفيذي يوم الثلاثاء سلسلة من التحركات قد يكون من بينها الإضراب العام في القطاع، احتجاجا على وفاة مراسل ومصور صحفي يعمل في قناة خاصة، حرقا، فيما تنذر الحادثة بتفجر موجة احتجاجات جديدة قبل أيام من إحياء الذكرى الثامنة لانتفاضة يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

 وتوفي المصور الصحفي بقناة "تلفزة تي في" عبدالرزاق رزقي متأثرا بحروقه البليغة بعد أن أضرم النار في جسده بساحة الشهداء وسط مدينة القصرين غرب تونس على طريقة محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه في 2010 وتسببت وفاته في اندلاع انتفاضة يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

وقالت النقابة في بيانها، إن رزقي أضرم النار في جسده نتيجةَ ظروف اجتماعية قاسية وانسداد الأفق وانعدام الأمل.

كما حمّلت الدولة المسؤولية عن تفشي الفساد بالمؤسسات الإعلامية وغض الطرف عن انتهاكات مهنية بحق الصحفيين و"مخالفة القوانين الشغلية على حساب قوتهم ومعيشتهم".

 

وقالت "تحملُّ النقابة المسؤولية للدّولة التي ساهمت في جعل القطاع الصحفي مرتعا للمال الفاسد والمشبوه، الخادم لمصالح ضيّقة بعينها ودون مُراقبة لمدى التزام  المؤسسات الإعلامية بالقوانين الشغلية والتراتيب الجاري بها العمل على حساب قوت الصحفيين ومعيشتهم".

وحرية التعبير والصحافة في تونس تعتبر أحد أبرز المكاسب التي تحققت بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011، غير أن الأوضاع الاجتماعية لغالبية الصحافيين لم تساير طفرة الحرية.

ويعيش عدد كبير من الصحفيين في تونس على أوضاع اجتماعية هشة وعلى مرتبات تعتبر ضعيفة مقارنة بغلاء المعيشة وانهيار المقدرة الشرائية الناجمة عن أزمة اقتصادية حادة وارتفاعا في معدل التضخم وانهيار قيمة الدينار.

وواجهت الحكومة هذا الوضع بزيادات مشطّة في الأسعار معلنة عن سلسلة إصلاحات اقتصادية قاسية تشمل زيادات في أسعار الوقود والضرائب، وهي إصلاحات اعتبرتها المعارضة ومنظمات المجتمع المدني استجابة لاملاءات صندوق النقد الدولي.

وحذرت نقابة الصحفيين التونسيين أيضا "المؤسسات الإعلامية من التمادي في التنصل من التزاماتها القانونية والعبث بحقوق الصحافيين"، كما اتهمت السلطات بالتواطؤ مع هذه المؤسسات والتقاعس عن القيام بدورها الرقابي.

ويخيم حاليا التوتر على مدينة القصرين على اثر وفاة المصور الصحفي لقناة "تلفزة تي في" متأثرا بحروق خطيرة بعد أن أضرم النار في جسده.

وتجمع حشد من المحتجين في الشوارع وأحرقوا العجلات المطاطية وأغلقوا عددا من الطرق الرئيسية قرب حي النور عقب إعلان وفاة رزقي في المستشفى الجهوي بالقصرين التي تعتبر أحد أكثر جيوب الفقر في تونس وعانت لعقود من التهميش شأنها شأن عدة مناطق داخلية.

ومنذ وفاة محمد البوعزيزي في ديسمبر/كانون الأول 2010، أقدم عدد من الشباب التونسي على الانتحار حرقا بالطريقة ذاتها التي أقدم عليها البوعزيزي، احتجاجا على تردي أوضاعهم الاجتماعية.

وتأتي حادثة إحراق المصور الصحفي نفسه قبل أسبوع من إحياء تونس الذكرى الثامنة لثورة يناير/كانون الثاني، وسط مخاوف من أن تفجر الحادثة الأخيرة انتفاضة شعبية جديدة.