وصل الأحد الجنرال الهولندي باتريك كمارت رئيس فريق الأمم المتحدة المكلّف الإشراف على تنفيذ اتفاق الحديدة، إلى المدينة اليمنية الساحلية، في بداية مهمة شاقة تهدف إلى حماية وقف إطلاق النار فيها وتنسيق عملية انسحاب المقاتلين منها.

وأكد مصدر في الأمم المتحدة أن كمارت دخل المدينة المطلة على البحر الأحمر مساء الأحد، آتيا من العاصمة صنعاء، محطته الثانية في مهمته اليمنية التي بدأت في عدن السبت.

وسيزور كمارت الاثنين ميناء مدينة الحديدة الذي يعتمد عليه ملايين السكان للحصول على الغذاء في بلد تهدد المجاعة نحو 14 مليونا من سكانه، بحسب مسؤول في القوات الموالية للحكومة.

ويترّأس الجنرال الهولندي المتقاعد لجنة مشتركة، تضم فريقا من الأمم المتحدة وممثلين للمتمردين الحوثيين والحكومة، انبثقت من اتفاق تم التوصل إليه في السويد هذا الشهر.

وينص الاتّفاق على وقف لإطلاق النار في محافظة الحديدة دخل حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي وانسحاب المتمردين من مينائها وانسحاب القوات المقاتلة من الطرفين من مدينة الحديدة.

وبحسب ستيفان دوجاريك المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فإن الفريق الأممي سيعقد في الحديدة أول اجتماع للجنة المشتركة يوم الأربعاء في 26 ديسمبر/كانون الأول.

وبدأت حرب اليمن في 2014، ثم تصاعدت حدّتها مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري بقيادة السعودية في مارس/آذار 2015 دعما للحكومة المعترف بها بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.

وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف.

ويسيطر المتمردون الحوثيون منذ 2014 على الحديدة التي تحاول القوات الحكومية استعادتها منذ أشهر بدعم من التحالف.

ولكمارت تاريخ حافل في بعثات الأمم المتحدة، إذ قاد بين 2000 و2002 بعثة الأمم المتحدة في اثيوبيا واريتريا.

وفي 2005 تولى رئاسة بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعدما تولى مهمات مماثلة في كمبوديا والبوسنة والهرسك.

ويقول التحالف إنه بحسب اتفاق السويد، على المتمردين الانسحاب من موانئ محافظة الحديدة (الحديدة والصليف ورأس عيسى) بحلول نهاية يوم 31 ديسمبر/كانون الأول.

كما أنّه يتوجب على المتمردين والقوات الموالية للحكومة الانسحاب من مدينة الحديدة بحلول نهاية يوم 7 يناير/كانون الثاني 2019.

وقبيل وصوله إلى الحديدة، توقّف كمارت في صنعاء حيث كان في استقباله الأحد علي الموشكي رئيس ممثلي المتمردين الحوثيين في اللجنة المشتركة التي تضم أيضا ممثلين للقوات الموالية للحكومة.

وكان كمارت زار السبت عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دوليا والتقى مسؤولين في السلطة.

ويسري وقف إطلاق النار الهش في المدينة وسط تبادل الاتهامات بخرقه.

والجمعة، قرّر مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه إرسال المراقبين المدنيين إلى اليمن بهدف تأمين العمل في ميناء الحديدة الاستراتيجي والإشراف على إجلاء المقاتلين من هذه المدينة ووقف إطلاق النار، لتعزيز نتائج المحادثات التي أجريت في السويد في ديسمبر/كانون الأول.

كما صادق القرار 2451 الذي تبنته دول المجلس الـ15 وأعدته المملكة المتحدة على ما تحقّق في مباحثات السويد حيث تم التوصل إلى جانب اتفاق الحديدة، على تفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها المتمرّدون وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير وكذلك أيضا على عقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع الأطر لاتّفاق سلام ينهي الحرب المستمرة منذ 2014.

ورحبّت الحكومة اليمنية والمتمردون اليمنيون بالقرار الأممي. وجدّدت الحكومة التزامها باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصّل إليه في السويد.