نظم عدة مئات من اللبنانيين اليوم الأحد احتجاجا بالعاصمة بيروت على الأوضاع الاقتصادية والسياسية وقام بعض المتظاهرين بسد شوارع رئيسية لفترة وجيزة.

وتأتي هذه المظاهرة وسط جمود سياسي وخلافات عميقة حالت حتى الآن دون تمكن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي طال انتظار ولادتها بعد ستة أشهر من إجراء الانتخابات التشريعية.

وتعكس المظاهرة شعورا متناميا بالإحباط في ظل استمرار الشلل الحكومي والعجز عن معالجة تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي.  

واحتشد معظم المتظاهرين قرب مقر الحكومة وكان بعضهم يرتدي سترات صفراء في محاكاة لاحتجاجات "السترات الصفراء" التي شهدتها فرنسا في الأسابيع القليلة الماضية. وشملت المطالب توفير رعاية طبية مجانية وخفض أسعار الغذاء وتقليص الضرائب.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن بعض المحتجين خرجوا في وقت لاحق إلى شوارع بيروت وأشعلوا النيران في صناديق قمامة على طريق رئيسي حيث وقع شجار بين المتظاهرين وجنود حاولوا فتح الطريق.

ودعا بيان للجيش إلى "التظاهر السلمي وعدم التعدي على الأملاك العامة والخاصة".

ولم يتفق الساسة اللبنانيون حتى الآن على حكومة وحدة وطنية جديدة بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على الانتخابات العامة في الوقت الذي ينفتح فيه المشهد اللبناني على أسوأ الاحتمالات مع انسداد الأفق السياسي رغم سلسلة سابقة من البيانات السياسية المفرطة في التفاؤل بانتهاء قريب لأزمة تشكيل الحكومة.

وكان الحريري قال يوم الجمعة إنه يأمل في الانتهاء من تشكيل الحكومة في وقت لاحق من ذلك اليوم، لكن مسؤولين كبارا قالوا يوم السبت إن الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن حكومة وحدة وطنية تعرضت لعقبات جديدة مما تسبب في تأجيل تشكيلها.

ولبنان الذي يعاني من تراكم الديون وركود الاقتصاد، في حاجة ماسة إلى حكومة يمكنها الشروع في إصلاحات اقتصادية متوقفة منذ فترة طويلة لوضع الدين العام على مسار مستدام.

ويقول البنك الدولي إن أحدث بيانات رسمية متاحة تشير إلى أن ثلث السكان تقريبا يعانون من الفقر.

ويشترط المانحون الدوليون تشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي الانقسام السياسي للإفراج عن حزمة قروض ومنح يبدو لبنان في أمسّ الحاجة إليها.