لا حديث  للشياتة  اليوم  في الجزائر سواءا  شياتة النظام  الصغار والكبار أو  شياتة  الشعب الجزائري التي تدّعي  أنها مُعارضِة  للنظام  وهم  ليسوا  سوى  كرنفالات  أو فانتازيا  ، معارضة تتقاضى رواتب  من أجل مهمة  تمديد عمر النظام  الحاكم  إلى أقصى الحدود ، وفي نفس الوقت  تعطي  للنظام  مبررات بأنه  نظام  ديموقراطي  متوازن  فيه  سلطات تنفيذية  وتشريعية  وقضائية  وفيه  كذلك  معارضة  حرة تنتقد النظام  لتعطيه (المصداقية)، أما الحقيقة المُرّة  فهم  ليسوا سوى  لاعقي أحدية  النظام  يضحكون على الشعب  بتآمر  مع النظام  ويقتاتون  من  فُتات  ما  فَـضُلَ عن  الشياتة  الكبار حتى  تحافظ على بقائها حية ولو بمعيشة الذل والهوان ... أما المعارضة  الحقيقية فهي  المعارضة  الشجاعة التي  تعري عورة  هذا النظام  منذ بذوره و جذوره  وتآمره  مع  الجنرال دوغول لزرع  تلك البذور المسرطنة  في أرض الجزائر وذلك قبل  وأثناء ثورة  نوفمبر 1954  إلى  أن  تم  تسليم  الجزائر إلى الحركي  والخونة من شعب الشياتة  الذين  ذكرنا سابقا .

لعنة الصراع على السلطة في الجزائر بدأت فعليا  في 18 مارس 1950 أي قبل بداية ثورة 1954:

من أكبر الجرائم التي  ارتكبها  نظام  عصابة بومدين هي أنهم  هَـيَّأُوا  الشعبَ  ومهدوا  له  طريق  التخلف بتربية الشعب الجزائري على ابتلاع الأكاذيب والخرافات ، وضربوا  حصارا  متينا  على كل ما جرى  حقيقةًقبل ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 ..فمثلا جذور  لعنة الصراع  على السلطة في الجزائر قد بدأت  قبل بداية ثورة 1954 وكان ذلك كما يلي :

1) نبدأ  أولا بالحاج  علي عبد القادر الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري الذي كان يعيش في فرنسا  والذي كان عضوا في الحزب الشيوعي الفرنسي وهو الذي أسس  تيارا خاصا بالعمال الجزائريين والتونسيين والمغاربة  العاملين في فرنسا عام 1926 حركة داخل الحزاب الشيوعي الفرنسي  سماه"منظمة نجم شمال إفريقيا " ، لكن التونسيين والمغاربة انسحبوا من هذا الحزب عام 1927  ليصبح منذ ذلك التاريخ نجم شمال إفريقيا حركة للجزائريين وحدهم فقط ، وكان من أهم الشخصيات التي انضمت لهذا الحزب مصالي الحاجالذي كان يخالف  حفيد الأمير عبد القدر الجزائري الشيوعي في كثير من الأمور  فوجدها  المستعمر الفرنسي حجة  لحل حركة  نجم شمال افريقيا عام 1929.

2) انتقل نشاط  مناضلي حزب نجم شمال إفريقيا المُنْحَلِّمن طرف فرنسا إلى الجزائر حيث أسسالجزائريونحزب الشعب الجزائري في مارس 1937 الذي يعتبر امتدادا لنجم شمال إفريقيا ولما أصبح هذا الحزب يشكل خطورة على المستعمر الفرنسي قرر المستعمر حله عام 1939 وألقي القبض على مصالي الحاج .

3) بعد إطلاق سراح مصالي الحاج  عام 1946 وبالإضافة لتوافر كثير من الظروف أسس الجزائريون حزب حركة انتصارالحريات الديمقراطية  حيث عقد أُطُرُ حزب الشعبالمُنْحَلِّاجتماعا في ديسمبر 1946 لإحياء مبادئ ذلك الحزب على أن يبقى هذا الحزب حركة سياسية سرية ، وكان من أهم مبادئ  حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية العمل على إلغاء النظام الاستعماريوإقامة نظام وسيادة وطنية وإجراء انتخابات عامة دون تمييز عرقي ولا ديني وإقامة جمهورية جزائرية مدنية  مستقلة ديمقراطية واجتماعية تتمتع بكامل الصلاحيات تربط الجزائربامتدادها الطبيعي العربيالإسلاميوالإفريقي.

4) بدأت  بعض الصراعات  داخل هذا الحزب تطفو على السطح  إلى أن تطورالأمر من صراع حول  تسيير حزب واختلاف أعضائه  حول موعد انطلاق العمل المسلح ضد المستعمر إلى اقتتال وتصفية بين الجزائريين أنفسهم ، ومن هنا  بدأت  تنبت بذور الصراع على الزعامة في الجزائر بين الجزائريين وبالضبط  منذ اجتماع اللجنة المركزية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية يوم 18 مارس عام 1950لأنه في هذا الاجتماع تفجرت لعنة الصراع على زعامة هذا الحزب الذي غابت فيه تربية روح التوافق وحلت محلها  الأنانية والنرجسية ، وقد أثر ذلك في مسارثورة 1954 التي تخبطت فيها طيلة 08 سنوات.

5) كانت الضربة القاضية لأهم مبدإ من مبادئ حزب حركة انتصار الحريات الديمقرطية هي ضربة عصابة بومدين لفلسفة الحكم لما بعد نهاية  ثورة نوفمبر 1954 التي وضعها الحزب ألا وهو مبدأإقامة جمهورية جزائرية مدنية  مستقلة ديمقراطية واجتماعية ، فكان انقلاب بومدين على الحكومة المدنية المؤقتة برئاسة فرحات عباس وذلك بنشرالبيان رقم 1 وهو انقضاض التيار العسكري داخل الجبهة على السلطة بتاريخ 15 جويلية 1961 وإقبار مبدإ الحكم المدني.

6) تولى وفد الجبهة بعد هذا التاريخ المشؤوم المفاوضات مع الجنرال دوغول الذي قدم للشعب الجزائري السم في العسل بتآمره مع عصابة بومدين حيث سَلَّمَ دوغول الشعبَ الجزائري  للجناح العسكري في الجبهة فكانت مهزلة الاستفتاء قبل إقامة نظام وسيادة وطنية وإجراء انتخابات عامة  كما نص عليها أحد مبادئ حزب ( حركة انتصار الحريات )  فكان ذلك بمثابة إقبار مشروع  الدولة المدنية الجزائرية الديمقراطية كما أرادها الجناح المدني في الجبهة ، ولمن لا يعرف الورقة التي صوت بها الجزائريون على  نهاية  ثورة  نوفمبر 1954 ولا أقول استقلال الجزائر فإن ورقة الاستفتاء المشؤوم كتب عليها بالعربية مايلي : هل تريد أن تصبح الجزائر دولة مستقلة متعاونة مع فرنسا حسب الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس ( نعم –oui)"...أما الورقة التي تحمل الاختيار الثاني وهو :هل تريد أن تبقى الجزائر فرنسية فلم نعثر لها على أثر..

7) منذ ذلك الحين ولا تزال  الجزائر تعاني من أمراض الأنانية  والنرجسية وتضخم الأنا إلى اليوم ( 2018 )  وهو سبب من أكبر الأسباب في قبول  الكثير من الجزائريين  بالنظام العسكري الذي  يضع الشعب كله  تحت حدائه ، لكن هناك  شريحة  من أحرار الجزائر  نبشت  في تاريخ جذور الصراع  على السلطة في الجزائر وغياب روح  التوافق ونكران الذات  وترك  العسكر يفعل  فينا ما يشاء ومتى يشاء ...

من هنا يمكن أن نميز بين المعارضة  الشكلية الانتهازية سواءا التي في الداخل أو التي تعيش في الخارج  والتي يعرف الشعب أنهم مجرد شياتة للمخابرات في الخارج ، نعم نميز بين المعارضة المذكورة  سابقا و المعارضة  الشريفة التي لها الشجاعة في النبش عن جذور المخطط الاستعماري وتآمره مع الخونة  داخل  الثورة  قبيل نهاية ثورة 1954أي عندما انقلب الخونة على الحكومة المدنية المؤقتة برئاسة فرحات عباس  المدنية  في جويلية 1961 ، وقد قام  الخونة  وعلى رأسهم  بومدين  بتلك المؤامرة  من  أجل  تأسيس  جزائر ما بعد  1962( ولا أقول الاستقلال ) أي التآمر مع المستعمر لنقل السلطة للعسكر الذين لا يزالون يحكمون  إلى اليوم  ونحن في  عام 2018  يحكموننا حسب الشروط  المقررة  في تصريحات 19 مارس  1962 أي ( الجزئر دولة مستقلة متعاونة مع فرنسا  حسب الشروط  المقررة في تصريحات  19 مارس 1962 ) ومن منكم يعرف تلك الشروط ؟ فسؤال واحد  سيدمر كل  الديماغوجيات  التي بَـلَعَهَا  الشعبُ  الجزائري طيلة 56 سنة  عن طريق مواسير الصرف  الصحي لإعلام   هذا النظام  حتى أصبح  الشعب  منبطحا :السؤال  هو : هل  ظهرت  على  دولة الجزائر  تريليونات  الدولارات  ( سنأخذ  بتعريف التريليون  بأنه هو مليار مليار حتى لا نتيه في التعريفات )  التريليونات  التي  جنتها  مافيا الكوكايين من غازنا ونفطنا  منذ  1962 ، هل ظهرت  منافع هذه الأموال  الطائلة على الجزائر  كدولة  (مستقلة )في أي  مجال  من المجالات  السياسية والاقتصادية والاجتماعية  والتنموية عامة  طيلة 56  سنة ؟  هل ظهرت  في المجال  التنويري  السياسي ؟  طبعا لا عصابة بومدين  قد أغلقت كل نوافذ  السياسة  وجمعت مقاليد السلطة  في يد واحدة وحزب  وحيد ورجل وحيد  وتنفيذ  ما جاء حرفيا في  شروط اتفاقية  19 مارس 1962  مع فرنسا ، وويل  لمن  سولت له نفسه  أن  يفكر مجرد التفكير  في التعددية  فمصره الاغتيال..أما حالة الجزائر اليوم  فيعرفها العالم كله . فمن منكم أيها القراء الكرام يعرف شروط اتفاقية 19 مارس 1962؟

مبادئ ومقومات  نظام  الحركي في الجزائر التي هي عماد  وجوده  واستمراره :

1) الإمعان في احتقار الشعب الجزائري  والامعان في ظُلمه وسرقة أمواله مهما كانت كثيرة أم قليلة.

2) الحرص على التفكير الدائم لتطوير النظام الأمني بجميع تشكيلاته ( الجيش والدرك والأمن الوطني ) لتحقيق السيطرة  المتينة والقوية  والدائمة على الشعب لضمان القبضة الحديدية لقمعه وتعذيبه  بسادية  نادرة ، لدرجة أن تفكير النظام  الأمني  لدى حكام الجزائر  يكون مركزا  دائما على  أن يكون هو الأولوية  الوحيدة  لتحقيق هدف تفوق القوات الأمنية في عدد رجال العسكر والدرك والشرطة ، ولو  كانت عملية  إلصاق  كل  مواطن  جزائري  برجل أمن ، لو كانت  قابلة  للإنجاز لنفذوها  بلا تردد  لكنها  غير قابلة  للإنجاز،لأن  قوة  هذا النظام  وتغلغله  في  شرايين  دروب  ومنازل  الشعب هي  القوة  الضاربة  في يد نظام  الحركي ،  ولفهم  الأمر هناك عملية  بسيطة  وهي قسمة عدد  السكان  على عدد  رجال الامن والدرك والجيش ومقارنتها مع بقية الدول  وستجدون أن النتيجة هي  دائما  الغلبة لِحَمَلَةِ السلاح الخفيف والثقيل  لنظام الحكم الشمولي  في الجزائر بالنسبة  لبقية الدول  من صنف دولة الجزائر ، حتى  لو اقتضى الأمر إنزال الدبابات  إلى الشوارع  كما  حدث في أكتوبر  1988  .

3) الإمعان  في  سرقة  خيرات الشعب الجزائري  المالية وتشويه  الهوية الثقافية  للشعب الجزائري بشتى الطرق ، لتحقيق  هدف استراتيجي  وهو  إغراق  الشعب في الفقر المذقع والأبدي  ومسخ هويته  حتى  تنحصر  مطالب الشعب  دائما وأبدا في  مطلب  واحد  هو  توفير القوت اليومي  في أدنى  درجاته  حتى يبقى الشعب على قيد الحياة  فقط ، وتلك  أكبر هموم  الحشرات  والهوام والهاموش  بين كل مخلوقات الله ... هل استوعبتم  عمق درجة إهانة الشعب الجزائري ؟

4) الإمعان في  مسخ  هوية الشعب الجزائري  بالتخاريف والخزعبلات  وتزوير تاريخه القديم والحديث حتى  يسهل  استحماره  وقيادته  نحو  الهاوية  بسلاسة  ويسر ، تزوير تاريخالجزائر وخاصة منه المرتبط  بتاريخ المنطقة المغاربية مع الحرص على محاربة اللغة العربية ، بالإضافة لعزل  الشعب عن جيرانه  من الشرق والغرب والجنوب  حتى لا يعرف الشعب  ما يجري  من تطورات  في البلدان  المجاورة له  سواءا كانت أحوالها حسنة أم رديئة ، وقد  يستدعي الأمر افتعال النظام الجزائري قلاقل  وفتن عند كل جيرانه  حتى  يبرر  للشعب الجزائري بأنه  نظام  يسعى  بكل  جهده  ليعيش  الشعب  الجزائري  وحده  في بحبوحة  الأمن والأمان  ولو اقتضى الأمر تدمير كل جيرانه ، وينشر بين الشعب بأن  العزلة  نعمة  من الله  وحتى  يبقى الشعب لا يتطلع  لغير لقمة العيش  الذليلة  ولو فقد حريته  وكرامته  إلى الابد ... لقمة العيش من أجل البقاء على قيد الحياة  مقابل الطاعة العمياء  والرضى  بما  يوفره  لنا  نظام الحركي الاستعماري  الجاثم على صدرنا  طيلة 56 سنة .

5) الإمعان في المزيد من نشر الكراهية بين فئات الشعب الجزائري  نفسه  حتى أصبح  الفرد الجزائري  لايعرف سوى نفسه  ويعلم جيدا أنه  إذا خرج من  دائرة  أنانيته  الشخصية  سَيَطْحَنُهُ  النظام  الجزائري  طحناً ... حتى أصبح الجزائري  يخاف من ظله  أن يُخْبِرَ عنه السلطات !!!

6) الحرص الدائم  لنظام الحركي على محاربة و إفشال كل  تنظيم  جزائري  واعٍ  بحقيقة  معيشة الشعب  الجزائري  وبحقائق  المؤامرات  الاستراتيجية   التي  دبّرها ولا يزال يدبرها له  نظام الحركي ، بل  يسعى  نظام  الحركي في الجزائر إلى  خنق  واغتيال  كل  صوت  يجهر بالحق  ويدمره  تدميرا ...

تحيين mise a jour)  ) رجال  الفساد والعفونة  والخماج الفكري داخل جبهة التحرير الوطني :

لقد كان آخر رجل فحل مر بهذه الجبهة  التي أصبحت اليوم  وكرا  للفساد  كان هو  المرحوم  عبد الحميد مهري وخاصة  ما كان يصرح به  بعد إعفائه  من  مهامه  كأمين عام  للحزب العتيد عام  1995 ، ما  صرح به   هذا الرجل سواء  لأقاربه أو لأعز  أصدقائه قبل أن يتوفاه الله  عام  2002  لم يستطع  أحدٌ  لحد الساعة أن  يتفوه به  ، أليس هو الذي قال قولته  الشهيرة : "  ليس المشكل  في الجزائر هو تغيير  الرئيس بمفرده  بل  المشكل  هو  ضرورة  إعادة  النظر  في نظام الحكم  بكامله  " ... لقد فضح  هذا الرجل كوارث  الحزب العتيد  والظلم الذي  يعيشه الشعب  الجزائري  بسبب  مؤامرات  هذا  الوكر  الموروث  عن الاستعمار والذي  يعتبر أعضاؤه عيونا  مخابراتية  في كل شارع  بل  في كل منزل  من  منازله  لأنه  هو وريث  جناح الحكم  العسكري  الذي  وطده  بومدين في انقلاب البيان رقم  واحد  بتاريخ  15 جويلية  1961 أي  قبيل انتهاء ثورة 1954 وذلك  بالانقلاب على  الحكومة المدنيةبرئاسة  فرحات  عباس ، ويعتبر  المرحوم  حميد مهري  هو الرجل  الوحيد  الذي رفع القداسة عن الحزب الوحيد  الوسخ  والمتعفن ،  الحزب الذي  تبين لنا  بفضل  المرحوم  حميد مهري  أنه  الحزب  الذي  تولى  صيانة  وصية الجنرال  دوغول  لإبقاء  الجزائر  تابعة  للدولة الفرنسية  ودليلنا على ذلك  انقلاب  بومدين على حكومة  فرحات عباس  المدنية عام  1961  أي قبيل نهاية ثورة 1954 وإليكم الكراكيز الذين جاؤوا بعد عبد الحميد مهري  وهم عل التوالي :

1)    بوعلام  بن حمودة  1996 – 2001

2)    علي بن فليس  2001-  2004

3)    عبد العزيز بلخادم  2004 -  2013

4)    عمار سعيداني  2013  -  2016

5)    جمال  ولد عباس 2016  - 2018

6)    معاذ  بوشارب  مدير مؤقت لشؤون الحزب من  نوفمبر 2018  إلى  الآن!!!!

فماذا  يمكن  القول عن  تاريخ  التغييرات  التي  عرفها  الحزب  الفاشستي " جبهة التحرير الوطني " سوى أنه  كان  واجهة  لتلميع  سمعة نظام  الحركي  ظاهريا  ، وكخيط  رفيع جدا يعطي  صورة مزورة  على  أنه  لا يزال  يربط  الجزائر بثورة  شهدائها  الذين  استشهدوا  ولقوا  ربهم  ما بين  1954  و 1962 ، أما الذين  لا يزالون أحياءا  ويدّعون أنهم مجاهدين أو أبناء شهداء  فليسوا سوى  لصوص  المال  العام  جهارا ،أما  هذا  الحزب  فهو  في  العمق  يُعتبر رقيباً  مخلصاً أميناً على  استمرار ( الجزائر  الفرنسية ) تحقيقا لحلم  المستعمر الفرنسي  وخاصة  منهم  الشوفيني  المقبور  الجنرال دوغول ، وفي نفس الوقت الراعي الأمين  للحركي  وحفدة فرنسا  الحاكمين في الجزائر ،  وللحقيقة  فإن  هذا الحزب  الذي نعرفه اليوم  نحن في 2018 قد خرج عن  جبهة  التحرير  الوطني  الحقيقة  عام 1961  بعد أن  جدد  جلده  مباشرة بعد  انقلاب  بومدين  على الحكومة  المؤقتة المدنية برئاسة فرحات عباس في البيان  المعروف  بالبيان رقم واحد  بتاريخ  15 جويلية 1961  ويعلم الجميع أنه بيان بومدين  ، خرج  الحزب الذي  نعرفه  اليوم  في 2018  عن  جبهة التحرير  وهو لا علاقة   له  بثورة  فاتح  نوفمبر 1954  لأنه  كان أول  من داس  على مبادئ  هذه الثورة  بعد  1962  أولا  بتدشين  عقلية الانقلابات  والاغتيالات وثانيا  بتسفيه  مبادئ ثورة  الفاتح  نوفمبر 1954يا  من لا يعرفها ،  ويكفي الاطلاع على  هذه المبادئ  وهي  في متناول  الجميع  لمعرفة   درجة  احتقار حكام الجزائر طيلة  56  سنة  لهذه المبادئ  وتشويهها  وبيعها  في  مزاد النخاسة  السياسوية  وخاصة في بلدان إفريقيا و بعض دول الموز ...

إن  الفوضى الحاصلة اليوم  في هذا الحزب  المسمى  جبهة التحرير ليست سوى  حركات بهلوانية  لإعلان استمراره  في الوجود  القسري المفروض قبيل اختفاء  بوتفليقة ، وحتى لا يقال إن الجزائر  قد  انعتقت من ربقة  فرنسا  رغم  أن العديد  من  الأحزاب  اليوم في الجزائر  هي  مستنسخة من  هذا الحزب  الانقلابي الذي  لاضمير لمن  يقتات منه، وما  حركات الحزب الأخيرة سوى (mise a jour)لهذا الحزب  لتقوية  عضلاته  لمواجهة  أي تحديات  سياسية  قد  تُخْرِجُ الشعب الجزائري الحر إلىالشارع  فجأة  ويعلم الله  نتائج ذلك خاصة و أن الضغوط على الشعب  لا تزيد إلا  شدة  ...  

تحيين العسكر هوmise a jour ) )  ليس من أجل ضمان الأمن للشعب بل استعدادا  لمواجهته بالقوة:

أما تحيين العسكر أيmise a jour) ) للعسكر فهو ليس من أجل ضمان تطوير أمن الشعب واستقراره  الحقيقي ، بل لحماية النظام  نفسه جيدا ، فكلما  حاول الشعب أن يطور أساليب  احتجاجاته  السلمية  من أجل تحسين معيشته الذليلة  بالوقفات النضالية السلمية ، في ذلك الوقت ينتفخ الهوس المَرَضِي في مخ  العسكر لتطوير خُرْدَاتِهِ  من السلاح الروسي لمواجهة الاحتمالات الأسوأ  التي تنتظره  في مواجهة أي اختلال  في موازين القوة  مع  الشعب الجزائري الأعزل ، لأن الجيش الجزائري  بَـنَى عقيدته  العسكرية طيلة  56  سنة ( وربما أكثر من 56 سنة حسب ما جاء فيما تقدم من هذا الموضوع ) بَـنَى عقيدته  العسكرية على مواجهة الشعب وقمعه  بل وذبحه  إن اقتضى الحال ، أما  أَمْنُ الوطن  فهو بيد الله  فكل حدوده  مُشْرَعَةٌ  لمافيات العالم  باستثناء  حدوده  مع المغرب التي تعد  الأشد  الحدود  المحكمة الإغلاق  جيدا  في العالم على  البشر والدواب  بل حتى على  الهواء الذي لن يمر إلى الضفة الغربية إلا بعد أن تلوثه الأكاذيب  والتخاريف التي تنشرها  مواسير الصرف الصحي الإعلامية  الجزائرية  وهلوسات  شياتة  نظام الكوكايين .. أما تغيير  الوجوه العسكرية  فما هو إلا  لتتسلم  الوجوه الجديدة  مشعل  عقيدة  الجيش الجزائري  الراسخة  فيه و التي  تعتمد  في أساسياتها على الاستعداد الدائم والمستمر واليقظ  لقمع وتقتيل  الشعب الجزائري إذا اقتضى الحال ( إلا من رحم ربك  من بين  رجال  الجيش  الأحرار  على قِـلَّـتِهِمْ  ، نقول هذا حتى لا نسقط في  التعميم ، وحتى  لا  نجحد  أو ننكر  حقوق  بعضهم  في  نقاوته وطهارته ووطنيته الصادقة  ..)  ، ألم  يحذرنا  صاحب  المهام القذرة  أحمد أويحيى بصفة غير مباشرة  وذلك  بإعطاء أوامره  للقنوات الجزائرية  المُتَعَـفِّـنَة  بنشر صور مجازر العشرية السوداء ، و صور الجثامين المصفوفة  ولحظات  دفنها  المؤلمة ، فَعَلَ  ذلك  بتنسيق  مع القائمين على  قنوات  العار والرذيلة  والاستحمار الإعلامي  خلال  خطاب  تهديداته  غير المباشرة  للشعب في التلفزيون ، بمعنى :لكي تبقى رسالته  التهديدية  للشعب  مباشرة  استعان  بتقنيات  الأنذال من أمثاله  العاملين  في  القنوات التلفزية العفنة لتمرير صور ضحايا العشرية السوداء  كخلفية  وراءه  وهو يتكلم  معنا  لتكون النتيجة  لدى المُتَـلَـقّي  هي  تهديد  مباشر بأن استقرار الجزائر أهم من مطالب  الشعب  في العمل والخبز والعيش الكريم و إلا فالجيش  لنا بالمرصاد  ليعود إلينا  بعشرية أو عشريتين  اثنتين قَاتِمَتَيِّ السَّوَادِ ، يقول صاحب المهام القذرة ذلك ونحن نرى الصور  وراءه  للمجازر وجثامين  الضحايا ، كان فعلا بارعا في إبراز مواهبه القذرة ، ورحم الله من سماه  برجل المهام القذرة أحمد أويحيى ، يفعل  كل ذلك  ليضع  الشعب الجزائري   في ركن  ضيق  وينهال عليه  بالضرب  حتى يبقى  هذا الشعب  صاغرا  ذليلا  تحت  أقدام  كابرانات  فرانسا  وحفدتها كما  كان  وسيبقى إلى الأبد ... وإلا  فالأمر ما ترون لا ما  تسمعون...إننا  منذ مدة ونحن  نسمع  - حتى قبل  فضيحة  700  كلغ  من الكوكايين– كنا  نرى  صورة ( الإطار الخشبي )  للرئيس  الميت الحي  بوتفليقة  ، ونسمع  بأن  تلك الصورة  قد قامت بتغييرات  مهمة في الجيش  بقيادة  القايد صالح ، لكن  التغييرات  في الجيش بعد  فضيحة  700  كلغ  من الكوكايين  كانت  تشوبها  تناقضات  سقط  فيها  حتى  كبار  المعارضين  للنظام  والذين يعرفون خبايا  هذا الجهاز العسكري  أكثر منا ، بل والذين خرج معظمهم من  الجيش  ومن مخابراته  واحترف ( النضال )  ضد  النظام  من  خارج  الجزائر ويعرف  أكثر منا  خبايا  عسكر الجزائر ، أقول  كانت  أخبار تلك التغييرات  في الجيش  تشوبها  كثير من التناقضات ، فمثلا  سمعنا خبرا عن إقالة  قايد صالح  ثم  شاهدناه وهو  ينصب الجدد بصفته  نائبا لوزير الدفاع ، وسمعنا أن  الجنرال سعيد شنقريحة  قد تمت إقالته  بعد فضيحة الكوكايين لكن سرعان ما صمت صاحب الخبر ولم  يصحح الخبر ولم  يعتذر عن خَطَإِهِ   لأن الجنرال سعيد شنقريحة  تمت  ترقيته  كقائد للقوات  البرية ، وسمعنا أن الجنرال عبد الغني الهامل المدير العام للأمن الوطني  قد أقيل  وفَـرَّ إلى  بلجيكا أو فرنسا  لأن اسمه ورد  في  فضيحة  الكوكايين  ثم  يعود  صاحب الخبر نفسه  ليقول لنا بل كان في بروكسيل  للتداوي من مرض ألم  به ، وبعضهم  قال إنه  فعلا أقيل  من منصبه  لكنه  لم يخرج  قط من الجزائر إلى اليوم وفي الأخيرا  يطلع علينا خبر عودة  الجنرال الهامل من فرنسا  طواعية  ليشارك في ( كرنفال خلافة بوتفليقة ) ... وكم  سمعنا  عن الجنرالات الذين  تم  سحب  جوازات سفرهم وكل ذلك كان  مجرد  بروباغاندا  حتى  يقال إن  النظام في الجزائر  هو  في طريق التغيير ، وهذا  كذبٌوضحك على ذقون الشعب ، لأن الحقيقة هي أن لا شيء  قد تغير في الجزائرسوى الأسماء ،وكل ما في الأمر هو محاولات  التغطية على  فضيحة القرن  (700 كلغ ) من الكوكايين التي أكدت  ما كنا دائمانَصِفُ  به هؤلاء المجرمين " بأنهم  ليسوا حكاما لدولة بل هم " مافيا لدولة ".

بالله عليكم  أيها الجزائريون  إذا استعرضنا عليكم  مجموعة من أسماء الجنرالات من  الذين يمارسون مهامهم  أو الذين أقيلوا  من  تلك المهام  هل  تشعرون  بالفرق أو بتغيير نمط  العيش  في الجزائر أمنيا  واقتصاديا ، فإذا  لم  يزدد الأمر سوءا  فإنه  على الأقل  تبقى  الأمور  كما كانت  لأن اسم ذلك الجنرال  - القديم أو الجديد أو المُقَالُ أو المُحَال  على التقاعد -  لا قيمة لهم  ولا تأثير  لهم  في أمن  البلاد أو  في نمط الحياة  اليومية  للشعب الجزائري إلا في قمعه وتذبيحه .. فلا زلنا نسمع عن  اكتشاف مخابئ  السلاح الصغير والكبير كما كنا  نسمع  قبل  ما  يسمى  بالوئام المدني  لا شيء  قد تغير،  ما  زلنا نسمع عن  مناوشات هنا وهناك  بين  عساكرنا وما يسمونه  إرهابيين ، وهذه العمليات يقوم بها  صغار العسكر رتبة  وبعض الكابرانات أما الجنرالات  في الجزائر فلهم  مهامهم  المافيوزية  الأخرى  التي لا علاقة  لها  بعمليات  العسكر – إذا كانت حقيقية -  في الفيافي والأودية  والقفار بحثا عن  مخابئ افتراضية لسلاح  الإرهابيين  المفترضين ، هؤلاء الجنرالات لايخرجون للعلن إلا إذا  صدرت لهم  الأوامر للخروج بتصريحات  شفاهية  ضد  شبح   يسمى العدو  الخارجي ، هذه هي مهمتهم  فقط  خارج ( التبزنيس ) ، طبعا  سيقول البعض بأن  مهمة  الجنرال هي الحفاظ على أمن  الحدود ، وهذا  أمر مردود عليه لأن  الفساد  المستشري  بين الجنرالات والتي  تزكم الأنوف تغطي على ما يمكن  أن تقوم به  كرش أضخم  جنرال  في الحدود وداخل  القيادة العامة أو في أكبر الثكنات  العسكرية في البلاد ،  فالكل  يعلم  أن جنرالات الجزائر  هم  عبارة عن مافيات  تقتسم  مجالات (  البزنسة )  فيما بينها في إطار النظام المافيوزي العام  في جزائر  الفساد العام ... ويمكن  أن أستشهد عما  قلتُه  مِنْ ما  نَطَقَ  به  لسانُ  الجنرال عبد الغني الهامل من الاعتراف بالفساد ، واعترافه هذا منشور في  فيديو  وهو في متناول  كل من أراد  أن يتأكد مما نقول ، ألم يقل  الجنرال عبد الغني الهامل المدير العام للأمن الوطني " من أراد أن يحارب  الفساد  يجب أن يكون نظيفا ؟ " وهو اعترافٌ بأن  كل  الضباط  الكبار  في  الجيش الجزائري فاسدون مفدسدون  لا يتقون الله ولا  يخافونه  ( طبعا كما قلنا  ونعيدها : إلا  القلة القليلة جدا جدا  اِحترازاً منا  حتى لا نظلم  أحداً) ،وكانت مناسبة  كلام  الجنرال الهامل  ذاك  هي حينما  سمع  القايد صالح  نائب وزير الدفاع بعد فضيحة الكوكايين وهو يهدد  بمطاردة  الفاسدين  في كل  الأجهزة  العسكرية  والأمنية ،  والكلام  كما  قاله  الهامل حرفيا  بالعامية  الجزائرية هو كالتالي :" اللي يبغي  يحارب الفساد لازم  لو  يكون  نظيف "  وهي  إشارة منه – إن لم  تكن  صفعة مدوية -  للقايد صالح الذي  ادّعَى  أنه  سيحارب الفساد  في صفوف  الجيش  ورجال الأمن  وهو نفسه فاسد ،  وكما يعلم الجميع  أن  القايد صالح  يعتبر في الجيش الجزائري من أكبر الفاسدين المفسدين ، وكما يردد  الشعب الجزائري  كلما اجتمعت  جماعة  فيما بينها  و في جميع المناسبات  يرددون : (  كُلُّ ما  يروج  في الجزائر  من  فساد  مالي أو عقاري  يَمْلِكُ  فيه  الجنرال القايد صالح  النِّصْفَ ) ...ومع ذلك كل يوم  تُـصَدِّعُ   رؤوسَنَا  مواسيرُ  الصرف الصحي الإعلامية  العفنة الجزائرية أن القايد صالح  فعل  وترك وأنه  زار وأنه  فتش وأنه  نَصَّبَ  ( أو نَصَبَ  والله أعلم  ) الجنرال  الفلاني في المنطقة الفلانية ، وسنعرج على  التغيير  في العسكر سواءا  بالإقالة  أو التبادل فيما  بينهم  والذي لم  تشعر  به ذُبَاَبةٌ  في الجزائر : فمثلا  في النواحي العسكرية  الست  في الجزائر نجد  الأخبار التالية :

1) سمعنا إقالة  الجنرال سعيد شنقريحة قائد الناحية  الثالثة ، ثم بعد أيام  نسمع  ترقية  شنقريحة  إلى  قائد القوات البرية  وعوّضه  في قيادة الناحية الثالثة الجنرال مصطفى اسماعيلي .

2) تعيين الجنرال محمد عجرود  قائدا  للناحية السادسة  بتمنراست ، وتساءل الملاحظون  في وقتها : هل هذه  ترقية  من قائد الفرقة الأولى للمدرعات  إلى قائد ناحية  تمنراست  يا من لا يعرف  هذه المنطقة  وعاصمتها تمنراست  في عمق الصحراء الجزائرية ؟ هل هي ترقية  له أم  عقابا  على  كثرة الشكايات  التي  تقاطرت على القيادة العليا  يشتكي  فيها  منه الجنود  والضباط  الذين كان يعاملهم معاملة  الكلاب  حينما كان قائداً للفرقة الأولى للمدرعات.. بل  كانت  بعض الشكايات تصل  للقيادة العليا  حتى من  المدنيين  الذين اعتدى  هذا  الجنرال على  نسائهم  وتحرش ببناتهم  رغم شيخوخته ؟ فهل تلك هي تربية الجيش الجزائري  ياعجرود  ؟ ولا زلنا نتساءل لماذا لم تتم إقالة  هذا الجنرال الفاسد المفسد؟أم أن  نقله إلى  صحاري تمنراست كافية؟

3) لم تمر  فضيحة  700  كلغ من الكوكايين  دون  تعرية عورة النظام الحاكم برمته ، فمثلا قائد الناحية الثانية  المدعو سعيد باي ومقر قيادتها هي مدينة وهران ، ومدينة وهران هي الميناء الذي اقْـتِيدَتْ إليه الباخرة ( فيفا ماركوري ) المحملة بـ  701  كلغ  من الكوكايين ، هنا اِلْتَبَسَ الأمرُ على الملاحظين : فمنهم من اعتبر  الجنرال سعيد باي  ( بطلا ) لأنه  هو الذي اكتشف أمر الباخرة  وحجزها ، خاصة الذي تولى  أمر التعرض  لباخرة الكوكايين  في عرض المياه الاقليمية  الجزائرية هي البحرية  الجزائرية قبل أن تدخل لميناء وهران ، والحقيقة أن  البحرية الإسبانية  هي التي  سلمت الباخرة للبحرية  الجزائرية  بعد أن تعرضت لها في المياه الدولية  لأنها توصلت  بخبرية  خطيرة  من  المخابرات الأمريكية  تؤكد ما  تحمله الباخرة المعلومة ، وفي رواية أخرى  تؤكد أن الاسبان  لم يسلموا  تلك الباخرة مباشرة من المياه  الدولية  إلى  الجزائريين إلا بعد أن اقتادوها إلى  ميناء فلنسيا  الاسباني  ليتأكدوا من حمولتها ، وبعد أن  تأكدوا  من ذلك راودتهم  شكوك  في تسليم  الباخرة للدولة الجزائرية  عموما ،  واحتار الاسبان  في أمر أي جهاز في الدولة الجزائرية لهم فيه الثقة  ليأخذ  أمر الكوكايين على أنه  جريمة  خطيرة في  الاتجار  في المخدرات الصلبة على  المستوى العالمي ، وهي  جريمة تستحق  التحقيق  بجد  وفعالية  على يد  أجهزة  جزائرية موثوق بها ، كما قلنا الاسبان في البداية  لم يثقوا  في أي  جهاز جزائري  حتى ولو كان البحرية الجزائرية  ، خاصة  وقد أصبح  العالم كله  يعرف جيدا  أن  الجزائر دولة  مافيوزية  فاسدة  ومتعفنة  لأقصى درجة ، كل الدول أصبحت تعرف الجماعات  المافيوزية  الحاكمة في الجزائر وتعرف كذلك  أنشطتهم المشبوهة ، فاختار الاسبان تسليم  الباخرة  للبحرية  الجزائرية مع تسجيل هذه العملية  بالصورة  والصوت كإشارة  منهم  للعالم وللجزائريين أنفسهم  على أن الاسبان والامريكان معا  سيتابعون  مصير التحقيق في هذه الفضيحة  الكونية  وإلا فإنهم  سيفضحون الجميع ..هنا نعود للسؤال حول الجنرال سعيد باي  لنطرح  مع  الملاحظين  نفس السؤال : هذا الجنرال الذيكان قائدا للناحية الثانية  لماذا أقيل وأحداث  باخرة  الكوكايين  وقعت في  عاصمة ناحيته  العسكرية ؟  إذن  بما أنه أقيل فإن  في الأمر  شبهة تورطه في  فضيحة  الكوكايين ، وقيل إنه  هرب إلى فرنسا  عبر مطار بومدين الدولي ، لتعود الأخبار مرة أخرى لتؤكد أنه فعلا غادر إلى فرنسا  لكنه  عاد إلى الجزائر بعد أن  وضع عائلته  في مكان آمن في فرنسا  وتم سحب جواز سفره بعد عودته ..  وقد  ذهبت فئة أخرى  من الملاحظين  بأنهم  شاهدوه  في الجزائر ولم يغادرها  أبدا !!  فمن  نصدق  ومن نكذب ؟ إذن هي ألاعيب النظام  ليزرع مزيدا من الشك  فيما  يجري في الجزائر حتى يحقق النظام  هدف الـ (  mise a jour )  فقط  لا غير ...

4) الشيء المؤكد هو أننا لا نزال لا نعرف  من يحكم الجزائر  فلو كانوا  من المواطنين  الجزائرين  الذين  يمشون فوق ترابها  الطاهر المسقي بدماء شهدائها  النبلاء  فنقول لهم  لقد  غدرتُم  بمجاهدينا  الشهداء  وخُنْتُمْ  أمانتهم  التي تركوها  على  عاتقكم ، وإن  كانوا  من المجهولين  ذات الجذور الفرنسية  من الشوفينيين من حفدة  الجنرال دوغول  المختلطين مع  الخونة  الجزائريين من  كابرانات  الجزائر  الذين تركهم المستعمر  مسامير  بيننا ينفذون وصية جدهم المقبور الجنرال دوغول ، فسيكون إذاك الهدف معلوم و القصد معروف وهو أن تبقى الجزائر فرنسية  إلى الأبد أولا وتدمير وتخريبعموم  الجزائرثانيا ، وحتى يبقى شعبها فقيرا مُعْدَماًولن ترفع الجزائر رأسها  بين الأمم  أبدا ..

5) وأعيد وأُذَكِّـرُ الشعبَ الجزائري أن رجلا فحلا  مَرَّ ذات يوم كأمين عام  لجبهة  التحرير وهو المرحوم  حميد مهري هوالذي  استطاع أن يقول  بشجاعة قولته الشهيرة :" ليس المشكل في الجزائر هو تغيير الرئيس بمفرده بل المشكل هو ضرورة  إعادة  النظر في نظام الحكم بكامله ".

6) أليس في الجزائر رجال يناضلون  من أجل  تغيير هذا النظام  بدءا  من  فلسفة الحكم  لدى السياسيين  إن كان  في البلاد  سياسيون قد  نَجَوْا من حملة  نشر  القحط الفكري  والسياسي  الذي  انتهجها   النظام  القائم   في البلاد   طيلة 56  سنة ؟ ،ثم  إعادة  النظر  في العقيدة العسكرية  لدى الجيش الجزائري  وتنقيتها من كراهية  الشعب  الجزائري  قبل  كل شيء ، فإذا  تغيرت  عبر  السنين  المستقبلية  عقيدة هذا الجيش  نحو  الشعب الجزائري إذاك  يمكننا  أن نفخر بتسمية  جيشنا  بأنه ( الجيش الشعبي  الجزائري )  أما  الآن  فلن  نرضى  لجيشنا  هذه السلوكات  الهمجية  التي  تبيح   ذبح  250  ألف  جزائري  بريء والسبب هو  تربية هذا الجيش على عقيدة  كراهية الشعب الجزائري واعتباره  العدو الأول أما  العدو  الخارجي  فما هي سوى فَـزَّاعَةٍ  تستعمل  كلما  ضاق  الخناق  على النظام  وظهرت  مؤشرات  نهضة  شعبية  داخلية لتفجير الوضع الداخلي تُعَرِّضُ وجود النظام للخطر ، إذاك تشتغل أسطوانة العدو الخارجي  وإذا لم  تنفع  هذه الأسطوانة  خرجت  الدبابات  والمدافع  لتحتل  الشوارع  كما حدث في  أكتوبر  1988 ، نحن  لا ننطلق  في أحكامنا من  فراغ ،  لنا تجربتان  مع الجيش : الأولى  هي انقلابه  على الشرعية الثورية  قبل نهاية ثورة  فاتح نوفمبر  1954  وذلك بانقلاب تيار العسكر داخل مجلس الثورة  على الحكومة المدنية  المؤقتة الثانية  برئاسة فرحات عباس  في 15 جويلية  1961 ، منذ ذلك التاريخ وقبله كانت عصابة بومدين (  بالمناسبة بومدين  كان مُخْتَبِئاً بين مصر والمغرب ولم يشارك في الثورة ) عصابة  بومدين  هي التي كانت تخطط  لجزائر ما بعد نهاية ثورة نوفمبر 1954 ، وذلك  ما حصل فعلا  بسبب  تآمر  هذه العصابة  مع  الجنرال دوغول على الثورة  وشهداء الثورة  ، فبعد إصدار بومدين  للبيان رقم 1 بتاريخ 15 جويلية  عام 1961  تسلمت عصابة بومدين  الحكم  من دوغول  كهدية  مسمومة للشعب الجزائري الذي أدى ولا يزال يؤدي ثمن خيانة عصابة بومدين على جميع المستويات وخاصة بلوغ الجزائر الحضيض الاقتصادي .

عود على بدء :

كما قلنا المعارضة  الحقيقية هي المعارضة  الشجاعة التي  تُعَرِّي عورة نظام  عصابة بومدين الذي بتآمرها  مع  الجنرال دوغول زرعت بذوراً  مُسَرْطَنَةً  في أرض الجزائر الحرة وذلك خلال 8 سنوات منثورة  نوفمبر 1954  إلى أن تم  تسليم  الجزائر إلى الحَرْكِي  والخونة من الشعب  الجزائري وشياتة  النظام  المنبطح لفرنسا إلى اليوم وذلك في اليوم المشؤوم 05 جويلية 1962..ولإتمام الصورة  وحتى يتأكد الجميع أن نظام الحركي هذاالذي يحكم الجزائر اليوم هو من صنع  فرنسي حركي جزائري  خائن من أجل ذلك لابد أن يتتبع  القارئ  معنا المراحل التي بدأت بما  سميناه غياب التوافق والتواضع  ونكران الذات  لدى الجزائريين منذ اجتماع اللجنة المركزية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية يوم 18 مارس عام 1950 لأنه في هذا الاجتماع تفجرت لعنة الصراع على زعامة هذا الحزب الذي غابت فيه تربية روح الوطنية والتوافق من أجل الوطن وحلت محلها الأنانية والنرجسية التي لاتزال متجذرة في نفوس أعداء الشعب ألى اليوم ، وقد أثر ذلك في مسار الثورة  التي تخبطت فيها طيلة 08 سنوات مما تسبب في تحريف مسار المفاوضات مع المستعمر الفرنسي  لتقرير مصير الشعب الجزائري حقا وحقيقة ، فابتداءا  من نوفمبر 1954  إلى  01 جويلية 1962  أي يوم إجراء الاستفتاء المشؤوم  لتقرير  مصير الشعب الجزائري  الذي  خدعته  به عصابة بومدين ، أقول خلال 08 سنوات جرت حوادث لا يعلمها إلا  القليل  من الشعب الجزائري  كان سببها هو الصراع على السلطة الذي  الذي ترأسته عصابة بومدين ، والذي بدأ كما قلنا في 18مارس 1950  ولا يزال إلى الآن ، وإليكم ما جرى:

1) بدأت الثورة  على الاستعمار عام  1954 وبدأت الاتصالات السرية  الفرنسية مع الحكومة الجزائرية المدنية المؤقتةبرئاسة فرحات عباس عام 1958 .

2) ما بين 1959 و النصف الأول  من عام 1961 كانت المفاوضات  الفرنسية مع الحكومة الجزائرية المدنية المؤقتةبرئاسة فرحات عباس أو على الأصح  وفد الحكومة المؤقتة  كانت مفاوضات عسيرة  في نظر الفرنسيين لأن  مطالب  الوفد الجزائري  كانت لا تختلف عن أهم مبادئ  حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية   مثل العمل على إلغاء النظام الاستعماري وإقامة نظام وسيادة وطنية بإقامة جمهورية جزائرية مدنية مستقلة ديمقراطية واجتماعية تتمتع بكامل الصلاحياتوإجراء انتخابات عامة دون تمييز عرقي ولا ديني..الخ الخ الخ.

3) تبين لعصابة بومدين أن خط  سير المفاضات  مع فرنسا كما هي عليه سيؤدي حتما إلى إقامة جمهورية جزائرية مدنية حسب  مبادئ التيار المدني  الديمقراطي داخل  جبهة التحرير فقرر بومدين الانقلاب على الحكومة المدنية المؤقتة  برئاسة  فرحات عباس في 15 جويلية  1961 ، ولما  نجح الانقلاب تولى رئاسة الحكومة  العسكرية المؤقتة في أيامها الأخيرة يوسف بن خدة  وأصدر بومدين البيان رقم 1  الانقلابي  المشؤوم ...

4) بعد  هذا البيان المسمى رسميا " استقالة هيئة الأركان العامة في 15-7-1961  البيان رقم 1 في الانقلاب على الحكومة المؤقتة "،قلنا بعد هذا البيان تغيرت  لهجة  الجنرال دوغول مع  الوفد الانقلابي داخل جبهة التحرير الجزائرية لأنه أدرك أن العسكر قد أمسك بزمام الأمور داخل جبهة  التحرير الجزائرية ، فبدأت المؤامرة على الشعب الجزائري بين عصابة بومدين العسكرية والجنرال دوغول تعطي ثمارها وكانالضحية الأولى هو الشعب والثانية هم الشهداء.

5) ما كادت تمر سنة على هذا الانقلاب الدنيء لعصابة بومدين  على أحرار الجزائر حتى  تيسرت كل  أمور المفاوضات في  إيفيان والتي تَوَّجَهَا  الجنرال دوغول بأنه  ربح  القفز على  أي انتخابات ستتم في الجزائر ستضع  حتما  لبناتٍلجماعات محلية وبلديات تُنْتَخَبُ ديمقراطيا مما  سَيَتَسَبَّبُ عنه ضياع  الجزائر من  تبعيتها  لفرنسا  نهائيا ، لذلك  استغل الجنرال دوغول  توَاطُؤَهُ  مع عصابة بومدين  وزرع  ما يسمى  بتقرير مصير الشعب الجزائري بإجراء  استفتاء  سريع  منطوقه  مُخْجِلٌبل سيبقى وصمة عار في جبين الشعب الجزائري إلى يوم القيامة  أمام  مليون ونصف  مليون شهيد هم -في جميع الأحوال- لم  تذهب دماؤهم هَدَراً  أبدا  لأنهم  اليوم  هم (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا ( النساء 69 )  صدق الله العظيم ...وكان  المنطوق  المشؤوم  الذي وضعه  الحركي والخونة الجزائريين  بتواطؤهم  مع الوفد الفرنسي في مفاوضات إيفيان مكتوب في ورقة  بالعربية حرفيا كما يلي :"هل تريد أن تصبح الجزئر دولة مستقلة  متعاونة مع فرنسا حسب الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس 1962 ( نعم –oui )"ومَنْ مِنَ الشعب الجزائري يعرف تصريحات مارس 1962؟

6) لقد كانت المقاومة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي تسير في الطريق  السليم  لولا  انقلاب  التيار العسكري بقيادة  بومدين داخل جبهة التحريرعلى الحكومة المدنية المؤقتةفي جويلية 1961  لولا ذلك الانقلاب  لكانت الجزائر بعد استقلالها نموذجا  ديمقراطيا  فريدا من نوعه ( جمهورية مدنية تعددية ديمقراطية ) وهبها الله من خيراته ما شاء ، لكن الخونة من الجزائريين أنفسهم ( ولتكن لنا الشجاعة لنقولها  بصراحة ) طبعا مع  الحَرْكِي  وأذناب الاستعمار الفرنسي  كل هؤلاء تواطؤوا  على الشعب الجزائري  لينهبوا خيراته  ويتركوا الجزائريَّعبرةً  لكل  من يفرط  في  وطنيته أو يتلاعب بها  أمام أطماع  الخونة الأغبياء ..

كل المؤرخين النزهاء في المنطقة المغاربية  يشهدون شهادة  الحق بأن الشعب الجزائري  كان  مُسَـيَّـساً  طيلة  مدة استعماره ، لأنه احتك بالأحزاب السياسية الفرنسية في فرنسا  وفي الجزائر نفسها وكان منذ العشرينيات من القرن العشرين  يؤسس الأحزاب  وقد ذكرناها  سابقا ، بينما كان المستعمر الفرنسي مثلا يمنع تأسيس الأحزاب في المغرب منعا  باتا  كما كان يمنع الانخراط  في النقابات  العمالية  عكس الجزائريين  الذين انخرطوا مع الفرنسيين في  كل فروع النقابات  الفرنسية  الموجودة  في فرنسا أو الجزائر مما  أعطى  للجزائريين  فرصة ذهبية  لصقل تجربتهم السياسية المدنية الديمقراطية ، أما في المغرب فقد التجأ  المغاربة للعمل السري حيث لم يظهر للوجود حزب الاستقلال في المغرب إلا في 11 يناير 1944 بينما  ظهر أول حزب في الجزائر عام 1926 ، ومع ذلك كان للمغاربة حدس سياسي يستشرفون به المستقبل بوضوح وشفافية أفضل من الجزائريين ، وقدظهر ذلك في مؤتمر طنجة المنعقد ما بين 28-30 أبريل 1958 الذي اجتمعت فيه هيئات شعبية تمثل الأحزاب السياسية  المدنية وهي حزب جبهة التحريرالجزائرية وحزب الاستقلال المغربي وحزب الدستور الجديد التونسي ، لكن عصابة بومدين كانت تعادي مبادئ مؤتمر طنجة لأنهم كانوا يخططون  في تلك الأثناء لإقبار أي مشروع حكم مدني في الجزائر بعد نهاية ثورة 1954...وسبحان الله  فقد انقلبت الآية  فالمغرب بعد استقلاله عام 1956 ظهرتفيه أحزاب عديدة ، عكس ما كان منتظرا من الشعب الجزائري المُـسَـيَّـسٌ الذي سقط  بسبب خيانة عصابة بومدين للشعب ، سقط  في أتون الحزب الوحيد  والنظام الشمولي الكريه ، والجدير بالذكر أن أول دستور مغربي لعام 1962 يُـقِـرُّ صراحة في الفصل  الثالث : أن" الأحزاب السياسية تساهم في تنظيم المواطنين وتمثيلهم ، ونظام الحزب الوحيد ممنوع بالمغرب."ولا يزال هذا الفصل الذي يحرم  الحزب الوحيد في المغرب يتكرر في كل دساتير المملكة المغربية إلى الآن ، أما الشعب الجزائري المُـسَـيَّـسٌ طيلة  أكثر من  42  سنة  فتشاء له الأقدار الإلاهية أن يبتلع أكذوبة الاستفتاء من أجل الاستقلال ليسقط  تحت رحمة  الحزب الوحيد  بسرعة البرق بسبب خيانة عصابة بومدين ، لذلك أيها الشعب الجزائري  المنبطح  لا تفرح ، فإن ما  يجري من حركات بهلوانية في الجيش أو في الحزب العتيد  ما هي إلا عملية ( mise a jour)  للنظام  القديم  العتيق الجديد شكلا  لا مضمونا ...

وإلى  خدعة  حَرْكِيَةٍ  شياتية أخرى ... أما الحضيض  السياسي  والاقتصادي  فقد  سقطنا فيه  جميعا منذ 1950 إلى الآن  حيث لا يزال  يتناطح  أحفاد الحركي  وبنفس  أساليب الخداع  والمكر والكراهية  والعياذ بالله ...

سمير كرم  خاص للجزائر تايمز

ر