الواقع المغربي اليوم تشوبه الكثير من المعادلات الصعبة الحل، و المنعرجات الخطيرة التي تعثرت عندها ايجاد الحلول، بسبب تفشي الفساد المعضلة الذي وصل الى حد الوباء ، و الذي أصبح يستشري في كل القطاعات الحيوية و المرافق العمومية و أيضا الخاصة ، الشيء الذي يؤدي إلى هدر حقوق المواطن و تضييع فرص الاستثمار ، و العبث بمستقبله الغامض الذي تحيط به النتانة من كل جانب .

فالفاسد يجري فقط وراء مصالحه الشخصية ، و لا يقبل الشفافية أو النزاهة ،و هاجسه الوحيد هو الاستغلال و السيطرة للحصول على السلطة التي تمكن من تحويل المواطنين الى محتاجين ، او لنقل متسولين لا حول لهم ولا قوة ، مادام أنهم فقط سوى ادوات ووسائل في يد المنظومة الفاسدة ، التي تراكم الثروة من جبين الضعفاء وتخرس كل الأفواه المعارضة و تستنزف و تستغل الطاقات بدون وجه حق .

بل يمكن القول بكل تيقن أن الفساد هو مصدر البؤس الاجتماعي والفقر الذي يضع ملايين المغاربة على حافة المجهول ، و المحرك الاساسي للاحتجاجات الاجتماعية في كل بقاع الوطن . لدا اصبح من الضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة و القطع مع الفساد والمفسدين الذين ينهبون خيرات الوطن ، ويفقرون الشعب و يتفننون في ممارسة التسلط والقهر والنهب . لكن كيف يمكن يا ترى ان يتحقق ذلك ؟ و نحن نعلم ان هناك اجماع ضد الفساد و تواطؤ من طرف الجميع ايزاءه ، هذه التناقض العجيب هو الذي نعيشه في مجتمعنا و يهدد الاستقرار و التنمية و الرقي و يعرقل الازدهار لابناء الوطن .



نورالدين اعباد