زاد التوتر الموجود أساسا في العلاقات بين كل من المغرب والسعودية، بعد أنباء عن رفض الملك محمد السادساستقبال ولي العهد السعودي الذي كان ينوي زيارة المغرب ضمن جولته الخارجية الحالية لتلميع صورته، إلا أنه تراجع عن ذلك بعد رفض الملك.

وأثار استثناء المغرب من جولة ولي العهد السعودي المرتقبة إلى المغرب العربي، تساؤلات حول أسباب ذلك، في ظل الجدل المثار حول زيارته إلى تونس والجزائر.

وبدأ سلمان جولته الأولى، يوم الخميس بزيارة الإمارات، والتي تشمل عدة بلدان من بينها تونس، وهي الأولى منذ اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي الشهر الماضي في القنصلية السعودية في اسطنبول.

وبحسب  صحيفة “القدس العربي” فإن هناك صعوبة في استقبال الملك محمد السادس لولي العهد السعودي بسبب أجندته، وربما اقترح الجانب المغربي على السعودية تولي الأمير رشيد شقيق الملك استقبال محمد بن سلمان، وهو ما رفضته بدون شك الرياض.

ومن المتوقع أن تكون تونس في 27 نوفمبر الجاري من بين دول قليلة قد يواجه فيها بن سلمان احتجاجات.

وقررت مجموعة مكونة من خمسين محاميًا معنية بالدفاع عن الحريات بتكليف صحفيين ونشطاء تونسيين بتقديم شكوى قضائية لدى المحاكم التونسية لمنع بن سلمان من زيارة تونس على خلفية جريمة قتل خاشقجي.

كما أنه من المحتمل زيارته لكل من الجزائر وموريتانيا خاصة بعدما انخرطت الأخيرة بشكل ملفت في دعم سياسة الرياض، إلا أنه لم تصدر حتى الآن إشارات حول زيارته إلى المغرب.

إذ يتوقع أن تدفع زيارة كهذه نشطاء حقوق الإنسان إلى التظاهر ضد الزيارة، لاسيما بعدما ذكر نشطاء سياسيون وحقوقيون أنه من ضمن أسباب اعتقال الصحافي توفيق بوعشرين مؤسس جريدة “أخبار اليوم” وجود دعوى تقدمت بها السعودية.

واعتادت الصحف المقربة من القصر الملكي المغربي نشر خبر زيارات المسؤولين الذين سيستقبلهم المغرب، لكن في هذه الحالة لا يوجد أي خبر في هذا الشأن.

ويوجد احتمال قوي بعدم زيارة ولي العهد السعودي إلى المغرب، وهو الرأي الذي تعتقد فيه شخصيات متعددة، وفق الصحيفة الصادرة في لندن.

وقالت إن مما يزكي هذا الطرح، العلاقات المغربية-السعودية التي تمر ببرود واضح خلال السنة الأخيرة، وهو ما جعل المغرب الدولة العربية التي تجمعها تاريخيا علاقة وثيقة بالسعودية لا تبدي أي تضامن، مع الضغط الدولي الذي تتعرض له الرياض بعد جريمة مقتل خاشقجي. 

وتجر العلاقات الثنائية سلسلة من الأزمات الصامتة، منها الموقف السعودي بالتصويت لصالح الولايات المتحدة في احتضان كأس العالم رفقة كندا والمكسيك، وهو موقف لم تتفهمه الرباط حتى الآن.

ولعل الاختلاف الكبير بين البلدين هو رفض المغرب الانخراط في سياسة السعودية والإمارات بمحاصرة قطر بل قامت الرباط بإرسال مساعدات عاجلة إلى الدوحة خلال الأيام الأولى من الحصار الذي شمل المواد الغذائية والطبية.