مبادرة جديدة أطلقها رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي، بوقف الهجمات الصاروخية وطائرات "الدرونز" على السعودية والإمارات.
المبادرة بما تضمنّته من تنازلات كبيرة وغير مسبوقة في مضمونها، جاءت في توقيت هام، حيث تتزايد الضغوط على الرياض بوقف حربها على اليمن، وترتفع الأصوات المنادية بتجميد صفقات السلاح للسعودية عقب جريمة مقتل "خاشقجي" المدوية.
ومع ذلك عدتها وسائل إعلام سعودية مؤشراً على هزيمة "صنعاء" أو جماعة الحوثي كما قالت، بل إنها طالبت "أنصار الله" بإعلان الاستسلام على نحو واضح كما جاء في صحيفة "عكاظ" السعودية.
لكن المبادرة بمضامينها المحدودة والواضحة تُسقط ذرائع التحالف السعودي الإماراتي في استمرار الحرب، ومن هنا تكتسب زخماً وأهمية كبيرة، كما أنها جاءت بعد الفشل الذريع لقوات "هادي" في السيطرة على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي. وهي مهمة أيضاً؛ لأنها أتت استجابة لدعوة المبعوث الأممي الخاص السيد "مارتن غريفت"، الذي يسعى إلى عقد محادثات سلام نهاية العام في "السويد". 
وقبل أن يُعلن الحوثي مبادرته كان "غريفيت" قد قال في كلمته لمجلس الأمن، الجمعة الماضي "إن الأطراف المتحاربة في اليمن قدمت تأكيدات قاطعة بالتزامها حضور محادثات سلام تعقد قريبا".
وفجر الإثنين أعلن محمد علي الحوثي "إن اليمن مستعدة لتجميد وإيقاف العمليات العسكرية في كل الجبهات وصولاً إلى سلام عادل ومشرف إن كان التحالف يريد السلام للشعب اليمني".

والحوثي بهذه المبادرة، التي يعرض فيها إثباتات حسن النية، من جهة، يحشر القوى المتحالفة في زاوية أخلاقية ضيقة، من جهة أخرى، حيث لا تريد السعودية إيقاف الحرب، ولا تستطيع مواصلتها، وفقاً لهزائمها الميدانية المتلاحقة، ورغما عن نداءات السلام العالمية.
وزارة الدفاع اليمنية، وفقاً لمصدر عسكري، رحبت بمبادرة رئيس اللجنة الثورية العليا.

وأكد المصدر العسكري، وفقا لقناة "المسيرة نت"، تأييد وزارة الدفاع لما ورد في المبادرة "مع الاحتفاظ الكامل بحق الرد على أي خرق أو تصعيد من قبل قوى العدوان ومرتزقتهم".

وقال رئيس الثورية العليا في بيان مساء أمس إن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث طلب تعزيز جهوده لإحلال السلام عبر وقف الصواريخ والطائرات المسيرة.
رئيس اللجنة الثورية العليا كان قد استهل بيانه بالعبارة التالية "ليعلم الجميع أن إعلان تحالف العدوان على اليمن تم من على أراضي الولايات المتحدة الأميركية، من تقود هذا التحالف". وسمى الحوثي دولاً عربية وغير عربية مشاركة في هذا التحالف: أميركا، السعودية، الإمارات، بريطانيا، إسرائيل، البحرين، الكويت. وقال إن هذا التحالف يخوض حرباً ضد اليمن "دون مسوغ قانوني أو تفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة".
واتهم محمد علي الحوثي، قوى التحالف باستخدامها، ولا تزال تستخدم جميع أنواع الأسلحة "حتى المحظورة والمحرمة، برا وبحراً وجواً، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والأعراف العسكرية وبدون أي رادع". وأضاف "لقد ارتكبت بقصد وتعمد آلاف المجازر ضد أبناء الشعب اليمني وعمدت إلى حصاره براً وبحراً وحظر أجوائه". 
وأشار إلى مبادرات سبقت الحرب وجهود أممية كادت أن تفضي إلى حل للأزمة في اليمن إلا أن السعودية أفشلت تلك الجهود، لافتاً إلى إحاطة المبعوث الأممي الأسبق السيد "جمال بن عمر"، التي عرضها على مجلس الأمن، التي أوضح فيها "عن وصول أبناء الشعب اليمني للحل لولا إعاقته بالتدخل العسكري على أراضي الجمهورية اليمنية".
وكانت آخر مبادرة قدمها رئيس اللجنة الثورية العليا، في تموز/ يوليو الفائت "لوقف العمليات العسكرية البحرية من طرف واحد". وأضاف البيان "وأمام كل هذه المبادرات والحلول فإن دول العدوان وحلفائها تبنت الرفض أو التجاهل".
8 مبادرات أطلقها رئيس اللجنة الثورية العليا والقيادي الحوثي على امتداد سنوات الحرب الأربع، ولم تحظى أياً من مبادراته بالتجاوب والتفاعل من تحالف الحرب أو المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي وجه لها مبادرة خاصة العام الماضي، لتأتي هذه المبادرة الأخيرة بوقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على الرياض وأبو ظبي، والتنازل عن شرط وقف الغارات الجوية قبلا؛ إلا أن طائرات العدوان حلقت بكثافة في سماء العاصمة صنعاء، بعد ساعات من إعلان المبادرة، فاتحة حاجز الصوت، في أول رد عملي على مبادرة حسن النية، وإنجاح الجهود الحثيثة على المستوى العالمي من أجل السلام في اليمن.