منعت مصالح الأمن في الجزائر تنظيم المسيرة التي كان من المبرمج أن تنظم اليوم بولاية بجاية للمطالبة بالإفراج عن المدون مروزق تواتي، الذي يقضي عقوبة 7 سنوات سجنا نافذة بتهمة "التخابر مع جهات أجنبية".

ونشر مغردون ونشطاء صورا تظهر "مجموعة من الأمنين يجوبون شارعا رئيسيا بوسط مدينة بجاية أثناء قيامهم بتفريق المشاركين في هذه المسيرة".

​وكان عدد من النشطاء قد دعوا إلى تنظيم هذه المسيرة تنديدا بـ"حملة الاعتقالات التي طالت مجموعة من الصحافيين في المدة الأخيرة، إضافة إلى المطالبة بإطلاق سراح المدون تواتي مرزوق".

تنديد بالاعتقالات

وقال محامي المدون تواتي والرئيس السابق للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، صالح دبوز، إن "قوات الأمن منعت عددا معتبرا من الأشخاص من المشاركة في هذه المسيرة من خلال عمليات توقيف استهدفت البعض منهم".

وأوضح في تصريح لـ"أصوات مغاربية" بأن "خوفا كبيرا أضحى منتشرا وسط الجزائريين جراء الاعتقالات التي تقوم بها السلطة ضد الإعلاميين وأصحاب الفكر الحر، ما جعلهم يقررون تنظيم هذه المسيرة الاحتجاجية".

وعن آخر تطورات قضية المدون مرزوق تواتي، أفاد المصدر ذاته بأن "أوضاعه الصحية تعرف تراجعا ملحوظا في المدة الأخيرة نظرا لظروف اعتقاله".

وتابع "لقد زرته في بداية الأسبوع ووجدته في حالة منهكة، بسبب الإضراب عن الطعام التي باشره لفترة طويلة، قبل أن يضطر لتوقيفه على خلفية ما ناله من تعب".

وشدد الرئيس السابق للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان على أن "تجاوزات عديدة تضمنها ملف موكله الذي يطالب بإعادة النظر في قضيته وفق ما تقتصيه النصوص القانونية بعيدا عن التهم الجاهزة".

وقال دبوز إن "حالة تواتي مرزوق وخلفيات ملفه لا تختلف عن قضايا باقي الصحافيين الذين يتابعون أمام عدد من محاكم الوطن، هناك مخطط واضح تقوم به السلطة في الظرف الراهن من أجل إسكات كل الأصوات المعارضة".

ردة فعل

من جهتها قالت الناشطة السياسية والناطقة الرسمية باسم حركة مواطنة، زويدة عسول، إن "مشاهدة حركات احتجاجية في الجزائر في هذا الظرف بالذات يعد أمرا طبيعيا على خلفية السياسات التي تتبعها السلطة".

وكشفت المتحدثة في تصريح لـ"أصوات مغاربية" بأنه "رغم التطويق الأمني الذي عرفته مدينة بجاية اليوم، إلا أن عددا كبيرا من النشطاء وممثلي المجتمع المدني تمكنوا من التجمع في ساحة الحربة، وعبروا عن رفضهم لحملة الاعتقالات التي تطال الإعلاميين والمدونين وأصحاب الرأي الحر".

وطالبت عسول بـ"ضرورة تجند كل المواطنين ضد سياسة القمع والتضييق التي تسعى السلطة إلى فرضها على المواطنين".

الخطوط الحمراء

أما رئيس حزب فضل، الطيب ينون، فقد أبدى تحفظا كبيرا من الدعوات المستمرة لتنظيم مثل هذه الاحتجاجات "خاصة في هذا الظرف بالذات، الذي تعرف فيه الجزائر اضطرابات سياسية واقتصادية ملحوظة".

وقال المتحدث في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إن "الذي يدعي عدم وجود حرية تعبير في الجزائر يسعى لتزوير جميع الحقائق".

وأكد ينون على أن "الصحافيين في الجزائر يتمتعون بهامش حرية كبير، وقد وصل الأمر ببعضهم إلى حد سب رئيس الجمهورية وكل رموز الدولة".

وأردف المصدر ذاته "حرية التعبير لا تعني رفع العقوبات عن الذين يتجاوزن الخطوط الحمراء سواء كانوا صحافيين أو سياسيين، فتطبيق القانون يقع على الجميع".

وبرأي رئيس حزب فضل فإن "بعض الصحافيين هم ضحية لعدم المهنية ولتجاوزهم الحدود الدستورية والقانونية، وما عليهم سوى تحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن والشعب".

وفي تعليقة عن منع المصالح الأمنية لمسيرة اليوم بولاية بجاية، أوضح ينون أن "السلطات التي تعرف جيدا تقدير الأشياء"، قبل أن يتهم منظمي المسيرة بـ"محاولة استغلال الأوضاع التي تعرفها الجزائر من أجل تحقيق بعض الأغراض السياسية، خاصة مع اقتراب موعد الاستحقاقات الرئاسية".