من ذلك الرجل الذكي الذي أسر قلوب أصحابه بالكلمة الطيبة وملك خصومه بالعفو بدل العقاب؟..

من ذلك اليتيم الذي رعى الغنم في الشعاب وجابه الفقر بقوة الأبطال، وعاش فقيرا وغنيا، محكوما وحاكما، مدافعا ومحاربا، تاجرا ومصلحا، ومسافرا إلى الله من صحراء الحياة إلى جنة المأوى ودار البقاء؟.

من ذاك الزاهد في نعيم الحياة؟

من ذاك المعلم الذي بهر العالم ببساطته في الحياة وفلسفته القائمة على الفعل والإعمار وبناء الإنسان؟.

من ذاك الهادي المهدي الحبيب المصطفى الذي دان له الشرق والغرب وأنارت حكمه وهديه ومواعظه أصقاع الأرض واستأنس بعلمه العباقرة والأفذاذ؟.

من ذاك الجامع لكل احتياجات البشر المبعوث رحمة للعالمين ومرشدا للضائعين ونورا للأنام؟.

من ذاك النصير للضعفاء والصانع للأمل بعد قرون من اليأس وطول الانتظار؟

إنه محمد. صلى الله عليه وسلم...

محمد...نور الأنوار. النبي القائد الملهم والأمل الدائم المتجدد في قفار الحياة...

لنجعل شعارنا إذا مع اقتراب احتفال العالم الإسلامي بذكرى المولد النبوي الشريف كلاما نقوله في حب الرسول، حديثا صادقا نابعا من القلب، في حب خير الورى، الهادي المهدي، ذي الخلق العظيم...

لنجعل شعارنا جملة واحدة، لكنها ناطقة بملايين المعاني: "نحبك يا محمد".

لنضع هذا الشعار أمامنا، أينما كنا، ونتخلق به، ولنبن حياتنا في ضوئه، فكلنا محمد.. صلى الله عليه وسلم.

هناك أشياء يجب أن نفعلها حتى نبرهن بصدق عن حبنا للإسلام وتمسكنا بتعاليمه، فهذا الدين ليس عاطفة ودموعا وانكسارا فحسب، إنه دين التأسي بالرسول الكريم في جميع أخلاقه ومعاملاته، إنه دين العلم والعمل والتفوق والإنجاز وتجاوز سجن الأنا والجد والمثابرة والحزم والتحضر وعدم الرد على السفهاء وتحاشي الجهلاء، مصداقا لقوله تعالى: "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما".

لنترك سنة الحبيب تدخل قلوبنا. لنجعل شعارنا جملة واحدة، لكنها ناطقة بملايين المعاني: "نحبك يا محمد"...

لنضع هذا الشعار أمامنا، أينما كنا، أينما حللنا وارتحلنا. لنتخلق به، ولنبن حياتنا في ضوئه، فكلنا محمد.

مهدي عامري