وعن إمكانية تحقيق هذا الشرط، يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الباحث الأمني علي فضل الله:


من الصعب جدا على الحكومة العراقية الحالية، التي لا تمتلك مشروع دولة حقيقة، أن تقوم بنزع سلاح الميليشيات النافذة في العراق، وهو موضوع تعلم الولايات المتحدة جيدا استحالة قيام الحكومة العراقية بتنفيذه، وبالتالي هو لا يعدو كونه حالة من الضغط على الحكومة العراقية.

وإذا ما كانت الحكومة الإيرانية نفسها سوف تعمد إلى نزع السلاح من يد المليشيات العراقية، لغرض قيام الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات عنها، يقول فضل الله:

من باب توازن القوى في المنطقة، فإن إيران تدرك أنه من الصعب تجريد المجاميع المسلحة التابعة لها من السلاح، والتي تنتشر على الأراضي العراقية والسورية واللبنانية، فهي تمثل جدار الصد بالنسبة للسياسة الإيرانية ضد الولايات المتحدة في المنطقة، وأن القيام بمثل ذلك يعني انهزام إيران أمام أمريكا، فالنفوذ أهم من الاقتصاد بالنسبة لإيران.

وفيما إذا كان هذا الضغط الأمريكي على الحكومتين العراقية والإيرانية من أجل نزع سلاح الميليشيات المسلحة سيفجر مواجهة بين الأخيرة والقوات الأمريكية، يقول فضل الله:

"إن استراتيجية ترامب بعيدة عن التدخلات العسكرية، وإنما تقوم على سياسة الاقتصاد الخانق، وهي سياسة جديدة تنفذها الولايات المتحدة للابتعاد عن المواجهة العسكرية، فهي لا تريد خسائر تؤدي إلى امتعاض الشارع الأمريكي، فعبر سياسة الاقتصاد حققت الولايات المتحدة مكاسب كبيرة، لكن على المستوى البعيد، فإن أمريكا ستخسر كثيرا، فهي بدأت تخسر اليوم أوروبا."

وعن الجهد الدبلوماسي العراقي للابتعاد عن الأزمة الأمريكية الإيرانية، يقول فضل الله:

"إن التبادل التجاري بين العراق وايران أغلبه يعتمد على القطاع الخاص، وبالتالي فإن الدولة غير مسيطرة على هذا الموضوع، الأمر الآخر الذي يصعب على الحكومة العراقية الالتزام بالعقوبات الأمريكية تجاه إيران، هو طول الحدود العراقية الإيرانية، فهناك أكثر من خمسين منفذ غير نظامي على طول الحدود وخارج عن سيطرة الحكومة العراقية، لذا فإن الضغط الأمريكي على العراق سياسي أكثر منه اقتصادي، عبر جعل الحكومة العراقية بحالة أزمة مع الجانب الإيراني، مما يؤدي إلى دفع العراق نحو الولايات المتحدة بسبب هذه الأزمة".



ضياء حسون