أحلام العراقيين الضائعة وحكام العراق) هذا عنوان احد مقالاتي منذ حوالي تسع أو عشر سنوات.. ومنذ ذلك الوقت والأحلام تزداد تمزقاً ومسلسل الكوارث يمتد ويمتد، حتى انه وصل إلى اسماك الرافدين. وبالأمس كان العراقي يتجاوب مع أغنية تقول: (حتى السمك في الماي يبكي على حالي) واليوم فمن يبكي أسماكنا الراحلات بمئات الآلاف؟ 

عراق اليوم، مزيج عجيب ورهيب من المشاكل والمحن، وكارثة ثروتنا السمكية جاءت لتزيد الأوضاع مأساوية وتدهورا. عراق تسرق مياهه مابين الخليفة اردوغان والمرشد الفقيه. يلوثون المياه ويسممون البشر والأسماك. عراق يدخله أكثر من مليون إيراني باسم الزيارة الحسينية، والأيدي تمتد لتتهمهمبإدخال المخدرات، وبان عددا كبيرا منهم هم من الحرس، وسمعنا أن البنوك العراقية تدفع لكل زائر إيراني 80 دولار ؟؟؟؟  والأدهى أن سيارات الحرس تدخل العراق بحجة حماية هذه الجحافل من (الزوار) وذلك أمام ذهول  العراقيين وصمت الحكام. عراق يصر فرسان القتل والخطف على احتكار وزارة الداخلية على طريقة (حاميها حراميها) بينما تريد ميليشيا تحارب الثقافة والفنون أن تستولي على وزارة الثقافة لكي تزيد من خنق الثقافة ومطاردة المثقفين... كانوا يتباكون باسم المظلومية وينادون بـ (الحاكمية) وإذا هم يعيدون إنتاج ممارسات النظام ألبعثي مع إضافات كثيرة مرعبة وتدميرية. وهاهم يضعون العراقيل والعقبات أمام السيد رئيس الوزراء لكي تترسخ المحاصصة القوقعية، وتستمر أوضاع الفساد والطائفية وسطوة المليشيات ذات الولاء الخارجي. ولربما لن يجد الدكتور عادل عبد المهدي مفّراً من وضع النقاط على الحروف علنا وبشجاعة، عندما تشتد المضايقات والمعوقات. ويجب تسجيل أن سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، قد وقف للتو في مؤتمر صحفي ليعلن بشجاعة عن الجهة التي تعرقل انجاز مهمته وسمى حزب الله، وهذا مثال جيد أمام السيد عادل عبد المهدي رئيس وزراء العراق ليعلن بدوره عن الأطراف التي تمارس الضغط عليه وتعرقل مهمته، وبذلك يسجل لنفسه موقفاً وطنيا جيداً في تاريخ العراق الحديث.

وفي كل الأحوال ، فان على قوى التغيير والإصلاح أن تواصل النضال بوعي وجرأة في سبيل التوجه الجاد نحو التغيير والإصلاح.


عزيز الحاج