من هو القائد رقم 1 في عالم الويب؟ أ هو ذاك الذي يصنع أفضل مضمون؟ أ هو ذاك الذي يمتلك ما يكفي من الكاريزمة لتجييش الآخرين؟ أ هو ذاك الذي يأسر العقول والقلوب بكلامه وفيديوهاته وتدويناته وأيقوناته على الفيس وتويتر وإنستغرام؟ أ هو ذاك المثقف اللامع في زمن الجهل واللاقراءة وعبادة الصور ومطالعة العناوين بدل الأخبار والبحث عن الفضائح قبل المعارف والشهرة قبل المصداقية والإقناع؟

من هو زعيم الويب في هذا الزمن المعولم الهجين المتشابك المعقد المفتوح تواصليا، عموديا وأفقيا، على كل الاتجاهات والاحتمالات؟

من المفيد أن نطرح هذه الأسئلة الكبرى ونحن نحاول أن نفهم، ولو قليلا، ظاهرة نجوم مواقع التواصل الاجتماعي الذين باتت تقاس شعبيتهم بآلاف بل ملايين اللايكات. هل أصبح المزيد من اللايكات مرادفا للوجود؟ أضغط "لايك" إذا أنا موجود؟

إننا اليوم نعيش ونجاور زعماء للعالم الإلكتروني أصبحوا يبصمون على حضورهم بالصوت والصورة والنص التفاعلي والهاشتاغ... مخلخلين مفاهيم الريادة والزعامة والنفوذ والتحكم في زمن التواصل الأفقي والتفاعلية اللامحدودة..

يمكن لنا جميعا أن نصبح زعماء ويب، ولكن ماذا نكتب؟ ماذا ندون؟ ماذا نريد؟ على من نريد أن نؤثر؟ بأي وسيلة؟ بأي لغة؟ بأي أسلوب؟ هل هناك خط من القيم ألتزم به قبل أن أدون على الويب، أم أن هدفي الوحيد والأوحد البحث عن الشهرة وعلى حساب الصدق وما سما من القيم؟

على جدران "فيسبوك" نقرأ كل القصص لكل الناس، للمواطن المطحون والحاكم الظالم، للفقير والغني، والمفكر والتافه، والمعارض والموالي... هنا، لسنا أمام كتابة واحدة ونمط أحادي في التفكير، لكننا أمام عالم من الكتابات والإيديولوجيات...

على الفيس، الكل يريد أن يصبح زعيما، ويؤثر ويجيش ويوجه ويصنع الرأي العام... دوامة المعنى الضائع أحيانا في الغوغاء واللامعنى.. دوامة الويب..

والآن أي مواصفات تناسبك لتكون من زعماء الويب؟

 

مهدي عامري