حطم يوم أمس قطاع غزة أحلام وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدرو ليبرمان، الذي رسم في مخيلته الافتراضية كيف سيصنع في غزة  ربيعاً عربياً.

صدّ العدوان يؤكد وصول حكومة نتياهو إلى طريق مسدود لمواجهة مقاومة لم تعرف يوماً الهزيمة، فاستقال مرة ثانية "عراّب" العلاقات مع الدول العربية والمنسّق العام للتطبيع وزير الأمن الإسرائيلي، بعدما استقال للمرة الأولى من منصب وزير الخارجية عام 2015 ليتم تعيينه في شهر أيار/مايو عام 2016 وزيراً لوزارة الأمن الإسرائيلي.

"نقطتا تحوّل حاسمتان دفعتا به للاستقالة هما إدخال الأموال إلى غزة وحماس بحقائب عبر السفير القطري ووقف إطلاق النار"، هكذا برر ليبرمان سبب الاستقالة، مضيفاً  "كان ردّنا على 500 صاروخ غير كافٍ وغير قوي وهذا لا يمكن تقبله".

عرف بالأنشط من بين السياسيين الإسرائيليين، لتوثيق العلاقات مع الدول العربية المعتدلة وتعزيزها، إذّ يعترف خصومه السياسيون بأنه أنشأ شبكة من الاتصالات مع دول الخليج المعتدلة، بعيداً عن وسائل الإعلام وتحت شاشات الرادار، لأنه أراد أن تسير الأمور على هذا النحو، عندما كان وزيراً للخارجية.

من الأمور التي كان ليبرمان يحاول عدة مرات التحذير منها هي حرب يخشاها مع حزب الله، قائلاً "حرب لبنان الثالثة واقعة بصورة حتمية"، لكنه يخشى من عواقبها السلبية على إسرائيل إستناداً إلى المعلومات التي روّجت لها الحكومة الإسرائيلية عن أعداد هائلة من الصواريخ بعيدة المدى التي يمتلكها حزب الله.

وزير الأمن أظهر عنصريته وعدائيته بشكل واضح إزاء الفلسطينيين، بعد أن طالب بضرورة ضربهم بالفؤوس وقطع رؤوسهم، فضلاً عن اقتراحه مشروع قانون فرض عقوبة الإعدام على منفذي العمليات الفلسطينيّين وسيطرح للتصويت عليه بالقراءة الأوّلية في الكنيست.

ليبرمان اعتبر أنّ كلّ منفّذ عملية فلسطينيّ يدخل حيّاً إلى السجن الإسرائيليّ يمثّل ذريعة لكلّ الآخرين لخطف مدنيين وجنود وللدخول في مفاوضات للمساومة من أجل الإفراج عن أسرى.

الرجل أرعبته  طائرة ورقية حارقة ومشهد المتظاهرين في مسيرات العودة ليقول إن تل أبيب مستعدة لخوض معركة واسعة في قطاع غزة، وبذلت كل جهد لتفادي معركة شاملة، لافتاً إلى أن الكرة في ملعب حماس.

مواقف ليبرمان تؤكد وجود جناحين متناقضين داخل الحكومة الإسرائيلية وهذا يعني أن المستقبل القريب سيشهد مدّاً وجزراً قويين من خلال تفاعل الطرفين مع التطورات الميدانية التي تتسارع منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار مع حركة حماس.