تحققت أحلام عديد من الشباب والفتيات على منصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة تلك المشروعات التى تدعمها الدولة بكامل أجهزتها، وقد خصصت لها جهازًا قويًا ساعد آلاف الشباب على تحقيق حلمه فى معيشة كريمة لا تعتمد على انتظار الوظائف الحكومية.

جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، ذلك "الجهاز" الذى منح عديدًا من الشباب والفتيات كثيرًا من القروض التى كانت دعامة قوية لهم ليصبحوا من أصحاب المصانع والشركات، بل ويعمل عندهم شباب مثلهم أكبر منهم سنًا، وأعلى منهم فى المستوى التعليمى!

وخلال هذه السطور سنسرد عدة قصص لبعض الشباب والفتيات الذين كافحوا ونافحوا معتمدين على قرض "الجهاز" حتى أصبحت مشروعاتهم الآن تغزو الأسواق المصرية بل والعالمية أيضًا ليكونوا درسًا قويًا لأى شاب لم يجد عملًا أن يعتمد على نفسه، ويبدأ بتنفيذ مشروع صغير ربما بعد قليل من الوقت يصبح من أكبر المشروعات فى مصر بل والعالم أيضًا فالصعود إلى القمة يبدأ بخطوة.

خالد وتسمين الماشية

خالد الجداوى، أحد شباب الإسماعيلية، وصاحب إحدى مزارع تسمين الماشية، يؤكد أنه لم يجد فرصة للتعيين فى الوظائف الحكومية، لكنه لم يستسلم وذهب إلى جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة وحصل على قرض بدأ به فى بناء مزرعته وشراء بعض المواشى وتسمينها، ما جعله يحقق أرباحًا كبيرة خلال السنوات العشر الماضية لم يحققها أمثاله من الشباب فى عدة وظائف أخرى.

القرض أساس لمصنع الأثاث

المهندس مصطفى أبو حديد، أحد شباب الإسماعيلية، اتجه أيضًا، لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة وأنشأ مصنعًا للأثاث الخشبى بالإسماعيلية، وجد، وصبر، وثابر فى صناعته حتى أصبحت منتجاته الآن، تحظى بإعجاب كبير من الزبائن

ويؤكد مصطفى أن أهم شىء لابد أن يفعله كل شاب حتى يصل إلى مراتب الرفعة هى حب عمله وإتقانه وإخلاص نيته لله.

وسام صعدت القمة بـ«لفتين قماش»

وسام، هى فتاة من محافظة البحيرة، وصاحبة متجر لبيع القماش، تؤكد أنها جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة دعَّمها ماديًا ومعنويًا، حيث اقترضت منه قرضًا واشترت لفتين من القماش.

ثم ما لبث مشروعها أن تطور ونجح حتى سددت القرض فى ميعاده، وقدمت على قرض آخر وأصبح لديها زبائن كثيرة، وأصبحت تنافس الشركات والمصانع الكبيرة، وهذا ما قادها إلى أن تحصل على قرض ثالث لاستيراد أقمشة من الخارج وتعظيم تجارتها.

شيماء فتاة صعيدية تصدِّر منتجات للخارج

أما عن شيماء النجار، فتلك الفتاة التى تنتمى إلى محافظة سوهاج، رزقها الله موهبة التطريز، واحترفت صناعة "التلى"، وهى عبارة عن صناعة شريط مطرَّز منسوج من خيوط قطنية ذهبية وفضية.

بدأت شيماء حلمها عام 2001، حيث ذهبت إلى جهاز تنمية المشروعات وأخذت قرضًا بقيمة 2000 جنيه، واشترت الخامات اللازمة لصناعتها، كما أخذت دورات تدريبية مجانية من الجهاز فى صناعة "التلى"

وفى عام 2003 أخذت شيماء قرضًا بـ 20 ألف جنيه، حتى استطاعت من خلاله تطوير صناعتها، وبلغ عدد الفتيات اللاتى يعملن معها حاليًا 200 فتاة، وأصبحت شيماء تشارك فى المعارض التى ينظمها جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما تقوم بتصدير بعض المنتجات إلى الخارج.

دعم الشباب بـ 2 مليار جنيه

من جانبها، قالت الدكتورة نيفين جامع، الرئيس التنفيذى لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إنها تسعى لتنسيق جهود الوزارات والهيئات الحكومية من أجل خدمة المواطن المصرى.

أضافت، فى تصريحات لها، أن "الجهاز" يستهدف ضخ نحو 2 مليار جنيه فى نهاية العام الجارى، لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، لافتة إلى قيام الجهاز بضخ تمويلات بقيمة 4.1 مليار جنيه لتصل إجمالى المحفظة حتى الآن 6 مليارات جنيه.

وأشارت الدكتورة نيفين إلى أن نقل تبعية جهاز تنمية المشروعات، إلى مجلس الوزراء يجعل قطاع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر قائمًا داخل كل وزارة، وهو ما سيساهم فى سرعة التنسيق مع الوزرات والجهات المختلفة، بالإضافة إلى سهولة إجراءات المنح والقروض من الجهات المانحة.

وأوضحت رئيس جهاز تنمية المشروعات، أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر تستحوذ على نسبة 95% من إجمالى مشروعات القطاع الخاص، لافتة إلى أن عددًا كبيرًا من الشباب يسعى إلى عمل مشروعات صغيرة ومتوسطة، لكنه يقع فى حيرة للاختبار، وهنا يأتى دورنا لنساعده، حيث يتم استقباله واختيار المشروعات التى تناسب مستواه التعليمى، والبيئة السكنية التى يعيش فيها بما يساعده على النجاح.
وأضافت الرئيس التنفيذى لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أن الجهاز يقدم عددًا من الخدمات لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تسهيلات تمويلية وكذلك تسويق المنتج من خلال معارض داخلية فى الأسواق المصرية، وكذلك فى الخارج، لافتة إلى أن "الجهاز" يقدم كل الخدمات لصالح المواطنين بالمجان

وأكدت أن جهاز تنمية المشروعات أنشأ منصة إلكترونية للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر يشارك فيها معظم شركاء التنمية المعنيين بهذا القطاع لعرض مختلف الخدمات التمويلية، والتدريبية، والفنية، والتسويقية التى تقدمها تلك الجهات للنهوض بهذه المشروعات، لافتة إلى أنه سيتم إطلاق هذه المنصة فى بداية العام الجديد 2019.

  • محمد عبد المحسن