"نعيش حياة الكلاب".. هكذا وصف أحد العاملين بقطر، ظروف معيشته وعمله فى إمارة الإرهاب، لا سيما فى مواقع بناء الإنشاءات الخاصة بمونديال 2022، الذى تنظمه الدوحة، والذى تحوم حوله شبهات الفساد والرشاوى.

لا تزال مأساة العمال المكلفين ببناء منشآت قطر، لاستضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022 مستمرة، فقد كشفت العديد من التقارير الإعلامية عن انتهاكات النظام القطرى التى لم تنته على الرغم من الانتقادات والتحذيرات الدولية.

صحيفة "ديلى ستار" الباكستانية، قالت فى تقرير لها إن "قرابة 300 عامل يعملون داخل معسكر للعمال بقطر، تركوا ليتعفنوا فى معسكر لا توجد فيه مياه، أو كهرباء، وقد أصيب العديد منهم بالأمراض".

وأوضحت الصحيفة، أن هؤلاء العمال لم يتلقوا رواتبهم طيلة عدة أشهر ما أوقعهم فى مصاعب كبيرة وأزمات مالية خانقة، حيث يعيشون على وجبتين يوميا تقدمهما منظمة غير ربحية.

قطر مقبرة العمال

من جانبه، كشف العامل البنغالى "موتيور" (اسم مستعار)، عن وفاة نحو 520 عاملًا فى مشاريع كأس العالم فى قطر، إثر إصابتهما بسكتة دماغية.

وقال موتيور: "معظمنا يعانى فى كثير من الأحيان من آلام فى البطن، وكل يوم تقريبا علينا أن نطلب سيارة إسعاف"، مضيفا "نحن نعمل فى الفترات المحظور خلالها العمل بسبب حرارة الجو، وفقا للجنة المشاريع والإرث القطرية".

وأشار إلى أن المعسكر الواقع على مشارف الشهانية التى تبعد 20 كيلومترعن الدوحة، تحول إلى أرض خصبة للذباب والحشرات حيث لا توجد خدمة تنظيف.

ومن جهة أخرى، قالت منظمة "حقوق المهاجرين"، وهى منظمة تهدف إلى حماية حقوق العمال المهاجرين، إن "العمال داخل المعسكر يعانون من آلام فى الصدر"، مشيرة إلى أنه تم تقديم شكاوى لكل من الشرطة القطرية ووزارة العمل واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ومكتب منظمة العمل الدولية فى قطر والهلال الأحمر وجمعية قطر الخيرية.

وأوضحت أنه "خلال الأسابيع القليلة الماضية، وعدت السلطات العمال بتسوية القضية بشأن الأجور غير المدفوعة، لكن لم تظهر أى مؤشرات على الوفاء بالوعد رغم مرور 3 مواعيد نهائية".

رشاوى المونديال

جدير بالذكر أن انتهاكات قطر فى ملف استضافة مونديال 2020، ليست الأولى من نوعها، فبين الحين والآخر تتكشف أدلة حول المونديال المشبوه والرشاوى التى دفعت لبعض أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، لاختيار قطر لاستضافة وتنظيم كأس العالم.

وكشف تحقيق منظمة النزاهة الرياضية، عن أسماء شخصيات مهمة ثبت ضلوعهم فى قضية الرشوة المرتبطة بحصول الدوحة على حق استضافة المونديال بشكل غير شرعى

صحيفة "الجارديان" البريطانية، قالت إن "مسؤول رفيع بالاتحاد الدولى لكرة القدم، حصل على ما لا يقل عن مليون دولار، للتصويت لصالح قطر من أجل استضافة بطولة كأس العالم فى عام 2022".

وأوضح أليخاندرو بورزاكو، وهو مسؤول تسويق رياضى أرجنتينى، أن خوليو جروندونا نائب رئيس فيفا، ورئيس الاتحاد الأرجنتينى لكرة القدم حتى وفاته فى 2014، قد أخبره بالحصول على أموال مقابل صوته الذى ساعد قطر فى الحصول على شرف تنظيم المونديال، بحسب الصحيفة.

وكشفت الصحيفة، أن نصف من صوتوا لصالح ملف قطر 2022 فى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى لكرة القدم، إما متوفون أو مسجونون أو يتم محاكمتهم حالياً بتهم فساد، فضلاً عن أشخاص منعوا من العمل فى كرة القدم مدى الحياة.

جميع هذه الانتهاكات تدل أن كرة القدم أصبحت الهدف الجديد أمام نظام الحمدين، لتحسين صورة بلاده أمام العالم، بعد أن أصبحت معزوة إثر مقاطعة الدول العربية لها بسبب دعمها وتمويلها للإرهاب.

  •  بسنت فاروق