إن لعنة الصراع على الزعامة في الجزائر بين الجزائريين  أنفسهم  لها جذور في تاريخ  دولة الجزائر أو على الأقل منذ اجتماع اللجنة المركزية لحزب " حركة انتصار الحريات الديمقراطية  " يوم 18 مارس عام 1950 لأنه في هذا الاجتماع تفجرت لعنة الصراع على زعامة هذا الحزب الذي غابت فيه تربية روح التوافق وحلت محلها  الأنانية والنرجسية ، وقد أثر ذلك في مسار الثورة  التي تخبطت في  الصراع على الزعامة طيلة 08 سنوات وهي  السنوات التي امتدت فيها  ثورة  الفاتح  من نوفمبر 1954 و قد  انهى  بومدين  هذا  الصراع داخل  مكونات  قيادة  الثورة  بالبيان رقم واحد  الذي  أصدره في جويلية 1961  والذي انقلب  فيه  على  الحكومة المدنية التي كانت برئاسة فرحات عباس ، و لا تزال  الجزائر تعاني من الأنانية  والنرجسية وتضخم الأنا إلى اليوم ( 2018 ) رغم  انتهاء ثورة نوفمبر 1954  التي من  المفروض أن تبدأ بعدها  تربية  الجزائريين على  التواضع وروح التوافق وتحمل المسؤولية .. فهل  سيجد  خطاب  ملك المغرب  مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر  تعاملا  إيجابيا  مع  اليد الممدودة  لقوم  كان ولا يزال همهم  الأوحد  هو  الصراع  على السلطة منذ  1950  ، ونحن  في 2018  ولا تزال الأنانية والنرجسية  وانعدام  تربية روح التوافق  والواقعية  هي  الطابع الرسمي  العام  الذي يطغى على  جماجم  أهل الكهف  الحاكمين  في الجزائر  حيث لا نسمع سوى  التقلبات في المناصب  بل والغليان ، حتى أن كثيرا من  الذين يعتبرون أنفسهم  ضالعين  في معرفة ما يجري بين أفراد العصابة الحاكمة في  الجزائر أصبحوا  يجهلون  ما  يجري حقيقة  في قصر المرادية  ، وأصبحوا  يتنبأون  تنبؤات  خاوية  لا أساس لها من الصحة ، مثلا  يتنبأون باعتقلات أو إقالات  في صفوف بعض الجنرالات ، ثم  نسمع  أنهم  أحرار  بل  بعضهم  تمت  ترقيتهم  مثل  الجنرال سعيد شنقريحة  الذي كان قائد ناحية  بشار تندوف  حيث  قال المنجمون  الذين  يضحكون على ذقون الشعب بكونهم  معارضة  قالوا بأنه  أقيل  في حين أنه أصبح  قائدا عاما  للقوات  البرية  ، لماذا  تمت  ترقيته لأنه صرح ذات يوم في خطاب علني أمام  الجيش الجزائري  وشردمة من  ميليشيات  البوليساريو وقال لهم  جميعا : " قضية الصحراء هي قضيتنا جميعا  وسندافع عنها جميعا "  فكيف  لجنرال  يهدد  بالحرب  مع المغرب  كلما  أُتيحت له  الفرصة  للحديث عن  الحرب  لا  يعرف إلا  وجهة واحدة لها وهي  غرب الجزائر أي المغرب .

أولا : حكام الجزائر ينخرهم  التناحر  فيما بينهم على السلطة  لذلك فهم اتفقوا على أن لا يتفقوا أبدا

لا شك أن خطاب  ملك المغرب  الذي ألقاه بتاريخ 06 نوفمبر 2018  والذي بدون شك قد  فاجأ  العصابة الحاكمة  في الجزائر  وصدمهم صدمة قوية لا يزالون  إلى اليوم يتخبطون ويدورون حول أنفسهم من  قوة  تلك  الصدمة  التي  ( دَوَّخَتْهُمْ  )  أي إنهم اليوم يعانون  من شدة  الدَّوَارِ  لأن ضربة  خطاب الملك  عَطَّـلَتْ  وظائف  المخ  عندهم  (  في حالة ما إذا  كان لهم  مخ  أصلا )....إن مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر  حائرة بين  نوعين من الشياتة  : شياتة  الموالاة  التي تناصرهم  وتدعم  مواقفهم  بدون تحفظ  ، وشياتة  يَدَّعُونَ  المعارضة وهم  يضحكون على  ذقون الشعب  الجزائري  وفي نفس الوقت يقتاتون من فتات موائد العصابة الحاكمة  مثلهم في ذلك مثل  شياتة  النظام  . ولا شك أن  مرض التناحر  المزمن  على السلطة  بين أفراد  العصابة الحاكمة في الجزائر و فكونهم  لن يتفقوا  على رأي إلا  بعد قتال  عنيف  فيما بينهم  ينتج عنه  إقالات أو استقالات  أو اغتيالات ، أقول لا شك أن هذا  المرض  في التعاطي مع  المشاكل  الطارئة  هو  الذي  جعلهم   يصمتون  صمت  الموتى  بسبب  ( دوخة )صدمة  خطاب ملك المغرب ،  فكل ما يروج عن موقفهم من خطاب الملك  هو مجرد تخمينات  صحافية  لا تخرج  من مصادر رسمية   التي لا تزال  تتصارع  حول  رد  الفعل  الذي  سيواجهون به  ما  جاء في خطاب  الملك  الذي  وصفه  أغلبية  ساسة العالم  على الأقل  وفي أضعف  الإيمان  بأنه  (  يدٌ  ممدودة  من ملك المغرب  لحكام الجزائر للمرة الثانية )  هذا دون أن ندخل في  أوصافٍ  بعضُها  بالغ  في التفاؤل  فيما  سيأتي بعد هذا الخطاب ، وبعضها  بالغ  في تبخيس  العمل النبيل الذي قام به ملك المغرب  تجاه  حكام  الجزائر ،  فإلى أن يتفق الذين اتفقوا على أن لا يتفقوا منذ عام 1950  أي  سنة لعنة  الصراع على الزعامة في الجزائر ، فإلى أن  تنزل عليهم  معجزة من السماء  ليتفقوا  فما  على العالم  إلا  انتظار  المستحيل  من  المجانين  القاطنين  بقصر المرادية .

ثانيا : قناة الاستحمار تستضيف وزيرا جزائريا سابقا  يجهل أن اتحاد المغرب العربي  قد مَاتَ  مُبَكِّراً:

تسرعت  قناة  الاستحمار الجزائرية  حينما  استدعت  أحد  المحسوبين على  رجال أهل الكهف من الذين  كانوا  أعضاء  في  العصابة  الحاكمة في الجزائر وهو المدعو رحابي  عبد العزيز  وزير الاتصال الأسبق ... ففي فترة  قصيرة جدا  حيث  لا يزال  صدى خطاب ملك  المغرب  يصدح  في الآفاق  البعيدة  حتى  ظهر  المدعو  عبد العزيز  رحابي في قناة الاستحمار وهو  يستعرض  جهله  بأريحية  وسخاء  حيث فضح  جهله  بنفسه  بما يجري من حوله  في الجزائر  فما  بالك  بما يجري  في العالم  ، وبما أنه من  كان ذات يوم  من أهل  الكهف  الذين حكموا ولا يزالون  يحكمون  الجزائر فهو  لا يعرف شيئا  عما  يجري  في العالم ، علما منا  أنه  لولا  جهله المطبق  ما كان  ذات يوم  من عصابة الساسة  الحاكمة في الجزائر لأن  العصابة الحاكمة  في الجزائر تجعل الجهل  العام من أهم شروط  الانضمام   لعصابتهم .... خرج علينا  هذا  البهلوان  وهو يؤدي  مهمة  استحمار الشعب الجزائري  بإخلاصٍ وتفانٍ  في إطار المهمة  الموكولة لهذه  القناة  وخطها التحريري وهو الاجتهاد في استحمار الشعب الجزائري  وهو العمل الذي  تقوم به يوميا  بإخلاصٍ منقطع النظير... في  استضافة  قناة الاستحمار  لهذا الوزير الأسبق ، بدأت القناة  أولا بتبخيس  ما جاء  في  خطاب  ملك  المغرب الذي  من الضروري  تلخيص ما جاء فيه  لتكتمل  الصورة ، فهو خطاب يدعو  فيه  الملك عصابة  حكام الجزائر  للتقارب  مع المغرب  وطي صفحة الماضي ،ولهذه الغاية : "اقترح الملكإحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور، يتم الاتفاق على تحديد مستوى التمثيلية بها، وشكلها وطبيعتها.  وأكد أن المغرب منفتح على الاقتراحات والمبادرات التي قد تتقدم بها الجزائر، بهدف تجاوز حالة الجمود التي تعرفها العلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين" ....  انتهى  ملخص  ما جاء في خطاب الملك فيما يخص  التقارب  مع  حكام الجزائر ..... هذا  الخطاب وصفته  قناة الاستحمار الجزائرية بأنه  مجرد  مؤامرة  مغربية ... ولما جاء  دور  عبد العزيز رحابي الوزير الجزائري الأسبق الذي استدعته قناة  الاستحمار  ليجيب على سؤال مباشر طرحه عليه  صاحب  البرنامج  وهو : ما هي في نظرك  هذه الآلية التي  تحدث  عنها ملك  المغرب في خطابه ؟فقال  هذا  الجاهل  بتسرع ونزق ودون تردد ،  ودون أن يرف له جفن من شدة الغباء :( قال :  أَيُّآليةٍ ؟ ولماذا نبحث عن آلية  ونحن  نملك آلية  هي  آلية  اتحاد  المغرب العربي !!!!  )  لقد  بدا  هذا الوزير السابق  مثل البعوضة في عيون  أحرار الجزائر-  وربما في عيون  كل  الجزائريين  الذين كانوا  يشاهدونه - لأنهم يعلمون  منذ  زمن بعيد  أن  ما يسمى باتحاد  المغرب العربي  قد  تم  إقباره  منذ زمان ، بل ما أكثر السياسيين  في  المنطقة  المغاربية  عامة وعلى  مستوى عالي  من المسؤولية  يرددون ومنذ  زمن بعيد  "  بأن اتحاد المغرب العربي  قد  وُلِدَ  مَيِّـتاً " ...  لكن  هذا  الوزير -  وهو نموذج  ممن  يحكمون  الجزائر -  لم ينتظر  طويلا فسرعان ما  سَـفَّـهَهُ  الأمين العام للأمم المتحدة  أنطونيو غوتيريس واستجهله  بل  وضعه  خارج  التاريخ   حينما  أعلن  غوتيريس نفسه يوم الأربعاء 07 نوفمبر 2018 ، بأنه يرحب  بدعوة المغرب إلى تأسيس لجنة مشتركة مع الجزائر، لبحث الملفات الخلافية  العالقة، بما فيها الحدود المغلقة !!!!  فهل  غوتيريس لا يعرف  اتحاد المغرب العربي ؟  بل  بالعكس إنه يعرف  حقيقة  الهيكل  العظمي  المقبور  لهذا  الاتحاد  لأنه يعرف أن هذا الاتحاد  قد  مات وأُقْبِرَ  منذ سنوات  ، لكن المضحك المبكي  في نفس الوقت هو أن يكون  البرتغالي أنطونيو غوتيريش يعرف  حقيقة  اتحاد  المغرب العربي  بأنه  منظمة ماتت منذ  زمان ، في  حين لا يعرف هذه  الحقيقة  وزير جزائري أسبق ، فإن كان هذا الوزير  يعلم  بأن  اتحاد المغرب العربي  قد مات  قديما  وقال  ذلك الكلام   فتلك  مصيبة  وإن  كان  لا يعلم بأن  ذلك الاتحاد  قد  مرت عليه  سنوات  وهو  مقبور  فتلك  أعظم   !!!!  لذلك  فكلما  رددنا  أن كراكيز حكام الجزائر  جَهَلَةٌ  فإن لدينا بدل  الحجة  آلاف الحجج  ....  ونضيف أنه بهذا الصدد  زاد  استيفان دوغريك المتحدث باسمأنطونيو غوتيريس  وقال خلال مؤتمر صحفي، " إن  الأمين العام العام للأمم المتحدة  يساند دوما الحوار بين المغرب والجزائر، ويرحب بالآلية التي أعلنها العاهل المغربي، الثلاثاء 06 نوفمبر 2018... "  وحينما  يؤكد  غوتيريس  على لسان المتحدث باسمه  ترحابه بالآلية التي أعلنها العاهل المغربي، الثلاثاء 06 نوفمبر 2018.. فهذا يدل دلالة قاطعة على أن  الجميع قد تفهم  القصد البعيد المدى  الذي كان يعنيه ملك المغرب ، فهو  يقصد  آلية جديدة  متحررة  من  دسائس  حكام الجزائر فيالماضي والتي  بها  أقبرت  اتحاد  المغرب العربي  ، إذن من الغباء  الدعوة  إلى  الاشتغال  تحت آلية  مهترئة  ، أجهزته منخورة  بالمخابرات  الجزائرية  وكل  الدول  المغاربية  تعرف ذلك ولم يبق منه  سوى الهيكل العظمي  الذي تتقاذفه  رسائل النفاق  بين دول المغرب العربي ( دول المنطقة المغاربية )  فحكام الجزائر  ومنهم هذا  الكركوز المسمى  رحابي عبد العزيز  لا يزالون  يحلمون  بإعادة  مؤامراتهم  تحت  غطاء أجهزة   نخرتها   مخابرات العسكر الجزائري ....إنها  صفعة  من غوتيريس ومن المتحدث باسمه  موجهة  لأهل الكهف الحاكمين  في الجزائر  وللجهلة الشياتين  أمثال  رحابي ...

ثالثا : مبادرة  بصيغة  مبتكرة  و موريتانيا  تنتظر (  طريحة )  أخرى من البوليساريو :

قال ملك المغرب  ذات يوم عن اتحاد  المغرب العربي  المقبور  في خطاب بالقمة 28 للاتحاد الإفريقي لأديس أبابا  أن "الحلم المغاربي، الذي ناضل من أجله جيل الرواد في الخمسينيات من القرن الماضي، يتعرض اليوم للخيانة" . وهو يقصد  خرق  حكام الجزائر " للمادة 15  من معاهدة اتحاد المغرب العربي  التي تقول  بالحرف : تتعهد الدول الأعضاء بعدم السماح بأي نشاط أو تنظيم فوق ترابها يمس أمن أو حرية تراب أي منها أو نظامها الأساسي" ......ولا شك أن  تعبير الخيانة  يقصد به ملك المغرب  خيانة حكام الجزائر  لكل دول اتحاد المغرب العربي الأربعة الباقية لأن  الجزائر  ضمت  ولا تزال تضم فوق أراضيها  أنشطة  تنظيم البوليساريو العسكرية  فوق تراب  الجزائر وهي بذلك  تمس أمن وحرية المغرب  ونظامه  الأساسي ...فعن أي اتحادٍ يتحدث  هذا  الجاهل  المدعو  رحابي  عبد العزيز ؟... فلو  اقترح ملك المغرب  آلية من آليات  اتحاد المغرب العربي  المقبور  - يا سيادة الوزير المغفل - لضحك منه العالم  ولاعتبر  اقتراحه  مجرد  ربح  للوقت  بل  مجرد  ديماغوجية  يسقط بها في تناقض مع نفسه ، بل كان ملك المغرب  يعلم علم اليقين أن  ما يسمى  اتحاد المغرب العربي  قد  انتهى وأُقبر  مع  آلياته ، لذلك  التقطت  الدول  التي  تعرف حالة هذا الاتحاد  الميت ، التقطت  اقتراح ملك المغرببإحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور، يتم الاتفاق على تحديد مستوى التمثيلية بها، وشكلها وطبيعتهاوبعيدة عن المسمى اتحاد المغرب العربي  المقبور  ، التقطت  هذه  الدول  الدلالة  السياسية  لهذه  الآلية  المقترحة من طرف ملك المغرب في عمقها  وفي إطارها الصحيح  والسليم  وليس كبعض البلداء  الذي لا يعرفون   ما يدور حولهم  فبالأحرى  ما يدور في العالم ...... لقد باركت مبادرة  ملك المغرب  الدول  التي تعرف  طبيعة  النزاع بين البلدين  وهو يمد يده للمافيا الحاكمة في الجزائر للمرة الثانية ، تلك الدول  والمنظمات التي  تزن  كلام  الساسة  الكبار  بميزان  الزعفران  وليس  بميزان الفحم الحجري  مثلما  تفعل  دبلوماسية الجزائر  التي يدبرها  قومٌ  ( مزطولون )  بالكوكايين  مثل عبد القاهر مساهل ...... لقد عبرت  كثير  من الدول  عن احترامها  وتقديرها لمبادرة  ملك المغرب  لطي صفحة  العداء  بين  الجزائر والمغرب ، بآلية جديدة  ، لأن  الجميع  قد فطن  بأن  كل الأجهزة  والمنظمات  الدولية أو القارية  حينما تظهر فيها  مؤشرات هيمنة  تيار  يجمع  بضعة  دول  فهو إعلان  عن بداية العد  العكسي  لموت هذه  المنظمة  كما  حصل  لمنظمة  الوحدة الإفريقية  التي أصبحت  منظمة  الاتحاد الإفريقي  حينما  هيمنت عليها  ليبيا القذافي  والجزائر وجنوب إفريقيا  ونيجيريا  وأنغولا  ، حتى أصبح  مثل  نقابة للعمال  التي  تفرخ  العنف  والعنف  المضاد ...

 وقد رحب  بمبادرة المغرب  بالإضافة  إلى الأمم المتحدة  والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية و ثَمَّنَها  كل من إسبانيا  والإمارات العربية و قطر والكويت وسلطنة عمان  وموريتانيا  وبوركينافاسو  والسودان وأخيرا  انظمت  فرنسا  للدول المرحبة   بمبادرة ملك المغرب  ، وما زالت ردود  الأفعال  المُثَمِّنَة  لمبادرة ملك  المغرب في صيغتها الجديدة  تثير اهتمام  كثير من الساسة  والمهتمين بها ....

و لكن بعد  ترحيب  موريتانيا  رسميا  بمبادرة ملك المغرب  عادت وسائل  إعلام  البوليساريو  إلى تهديد  موريتانيا  المبطن ونجد ذلك  في  عدد يوم 10  بوفمبر 2018في  الجريد الالكترونية  للانفصاليين  المسماة ( المستقبل الصحراوي )  التي  تقول  حرفيا  وتحت عنوان : " موريتانيا تخرج عن حيادها الايجابي، و ترحب بدعوة ملك الاحتلال المغربي لحوار مع الجزائر"  وتقول حرفيا  في مقالها : "  فقد رحبت موريتانيا رسمياً بدعوة ملك الاحتلال المغربي لفتح حوار مع الجزائر من أجل إنهاء حالة الخلاف بين البلدين، و جاء هذا الترحيب الرسمي الموريتاني على لسان وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان سيدي محمد ولد محم، الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية.

كان ولد محم يتحدث في مؤتمر صحفي مساء يوم الخميس، في أعقاب الاجتماع الأسبوعي الذي عقدته الحكومة الموريتانية صباح اليوم، وقال ولد محم إن موريتانيا تتمنى أن تنال دعوة العاهل المغربي « حظها » في إذابة الجليد بين البلدين، مؤكداً أن موريتانيا ترحب بالدعوة.
وأضاف ولد محم أن « موريتانيا تشجع وتتمنى التوفيق لأي مبادرة من شأنها أن تضمن استقرار المنطقة وأمنها وحسن الجوار ».

ويبدو ترحيب موريتانيا بخطاب ملك الاحتلال المغربي الذي القاه بمناسبة المسيرة السوداء متناقضا مع السياسة الموريتانية في قضية الصحراء الغربية ، وهي سياسة مبنية على مبدأ الحياد الايجابي ، وهو مبدأ يتطلب من نواقشوط عدم التفاعل مع الخطابات التي تلقى في مناسبات إستفزازية مثل خطاب المسيرة “الخضراء” ، التي كانت السبب الرئيس في معاناة الشعب الصحراوي، كما ان الموقف الموريتاني يبدو سابقا لأوانه خصوصا أن الجزائر وهي البلد المعني بخطاب ملك الاحتلال المغربي لم تصدر أي موقف رسمي من الخطاب....

انتهى مقال  الجريدة الانفصالية للبوليساريو ( المستقبل الصحراوي )  الموجه  للموريتانيين ، فما على  موريتانيا  إلا  أن  تستعد  لطريحة ثانية من البوليساريو  كالتي كانت  ما  بين 1976 و 1979  أم أن  جرثومة  البوليساريو  قد تم القضاء عليها  نهائيا   ولم  تعد  تخيف  حتى  الذباب ..إنه اختبار عسير  للشعب الموريتاني .

عود على بدء :

قال  الوزير الأسبق  المدعو  عبد العزيز رحابي  إن  الدبلوماسية الجزائرية رصينة  ومهذبة  وتتمتع بأخلاق عالية  ومشهود لها في العالم  برصانتها  وتعقلها  بعكس  دبلوماسية  المغرب  العدوانية  الهجومية  التي  لاتفتأ  تتهجم  على الجزائر  ومنجزات  الجزائر  في العالم  ، بهذه المناسبة  نحن نسأل  هذا الوزير  وعليه أن يجيبنا  عبر قناة الاستحمار هل يستطيع  هذا الوزير  المدعو  رحابي  أن يتنكر  لما  قال  عبد القادر مساهل  بأن كل دول شمال إفريقيا  هي لا شيء بالنسبة  للجزائر ، ولا وجود لها  اقتصاديا  بالنسبة  للجزائر ، فلا مصر ولا المغرب  لهما  قيمة الجزائر في شمال إفريقيا ، المغرب  لا شيء  لا يوجد في المنطقة سوى  الجزائر أما مصر  والمغرب  فليس لهما نفس  قيمة الجزائر الاقتصادية ، وأن أبناك المغرب  المنتشرة في إفريقيا  هي مجرد أبناك لغسيل أموال الحشيش  الذي تحمله  طائرات  الخطوط الملكية المغربية  إلى  دول إفريقيا ،  والعالم كله  يعلم ماذا تحمل الطائرات المغربية عبر العالم  إنها تحمل الحشيش  توزعه في العالم وخاصة في إفريقيا ، ونحن لا يضحك علينا  أحد  لأننا  نعرف ما يجري في المغرب  وما هي قيمة المغرب ..( انتهى تصريح  رئيس الدبلوماسية الجزائرية  الرصين العاقل المتعقل والمهذب  الخلوق )  لعن الله  من ليس  فيه حبة خردل من  الحياء  ، و الحياء  شعبة من شعب الإيمان  عند  المسلمين  وليس  الملحدين الكفرة ....

بالله  عليك أيها الوزير الأسبق  ضمن العصابة الحاكمة في الجزائر  هل يعتبر  مثل هذا الكلام  صادرا  عن رجل دبلوماسي  في كامل وعيه  العقلي ، أم  هو صادر عن  بلطجي من بلطجية باب  الواد بالجزائر العاصمة ،  وقد تساءل عديد من  الساسة  الدوليين : هل كان  مساهل في كامل وعيه حينما  صدر منه  ذلك الكلام  وتأتي أنتَوتتحدث لنا عن دبلوماسية جزائرية رصينة  ومهذبة  وتتمتع بأخلاق عالية  ومشهود لها في العالم  برصانتها  وتعقلها ،  بينما  دبلوماسية  المغرب  عدوانية  وووو...إن دبلوماسية  الجزائر  فاشلة  عالميا  بدليل  الضربات التي تتلقاها  بين الحين والآخر  سواءا على صعيد الأمم المتحدة  في قضية الصحراء المغربية  أو على صعيد القارة الإفريقية التي  فقد  90 %  من أعضائها   الثقة في الجزائر  وكان الدليل  هو عدد  المصوتين  لصالح  عودة المغرب  للاتحاد الإفريقي ، وعلى الصعيد الدولي خير دليل ما  كتب  أحد أعضاء  البوليساريو عن قرار  مجلس الأمن  الأخير 2440  قال  بأن"مجلس الأمن الدولي يصدر أسوأ قرار في تاريخ الشعب الصحراوي".....طبعا  والسبب المباشر هو  دبلوماسية البلطجية  الجزائرية .... وهل تتذكر  الدبلوماسي الجزائري الذي  أسقط أرضا  دبلوماسيا مغربيا بضربة  بلطجية ... لقد  وصل الأمر بفشل الجزائر دبلوماسيا  لدرجة أن دبلوماسيا جزائريايدعى سفيان ميموني يشغل منصب مدير عام في وزارة الخارجية لبلاده  حينما شعر بالدونية والاحتقار  وسط  مجمع من الأفارقة  اعتدى جسديا على محمد علي الخمليشي، وهو نائب السفير المغربي في سان لوسي، وذلك خلال اجتماع اللجنة التابعة للأمم المتحدة ... أنت  لا تخجل من نفسك ...

لقد أصبحت  مدعاةً  للسخرية  أيها  الوزير رحابي حينما  استعرضتَ  في  قناة الاستحمار  الشروط التي لا  تقبل بدونها  الجزائر  الحوار مع المغرب والتي من  ضمنها :

1) على المغرب توقيف الحملة  العدوانية  على الجزائر ( وهذا  يجيبك عنه  الوزير عبد القاهر مساهل  البلطجي الذي  قال أمام الحضور بأن الأبناك المغربية  المنتشرة في إفريقيا  هي لتبييض أموال الحشيش التي تحملها  الطائرات المغربية  إلى إفريقيا ، وهل تستطيع  الخطوط الجزائرية  أن تتجاوز  حدودها ؟  ولعلمك أن المراقبة الجوية  للطيران المدني في الجنوب الجزائري  تشرف عليه  أبراج المراقبة في كل من العيون والداخلة  في عمق الصحراء  المغربية  أيها الجاهل ولولاها  لتاهت  طائرات  الجزائر في الفضاء أو سقطت  كالذباب ( اسألوا  الطيارين العاملين في الخطوط الجزائرية  المبهدلة  دوليا ) ....

2) على المغرب أن يوقف إغراق الجزائر  بالحشيش ... ( بالله عليك  ألم تخجل  من نفسك  وحكام  الجزائر متورطون في  المخدرات الصلبة  القادمة من أمريكا الجنوبية  وما 700  كلغ  التي كانت متجهة إلى  وهران  سوى  نقطة في بحر الفساد  المستشري  بين جنرالات الجزائر والتي لولا  التنسيق بين  البحرية الأمريكية  والبحرية الإسبانية  في عرض  المحيط الأطلسي  والتي بعدها  تم  توجيه  الباخرة  المحملة بالكوكايين  إلى إحدى مدن  جزركناري  الإسبانية  وبعد التأكد من  مخابرة البحرية الأمريكية  تمت  مرافقتها  إلى عمق  المياه الإقليمية  الجزائرية بالقرب من  وهران وتم تسليمها  للبحرية  الجزائرية ( أي إلى الجيش الجزائري )  لأن الإسبن كانوا متأكدين من انتشار  الفساد  في الجزائر  ولم تكن لهم الثقة في الجمارك  الو الدرك  البحري الجزائري... الكل في الجزائر  تخاف من  الجنرالات والدليل أن بوتفليقة  أطلق مؤخرا  سراح  بعض الجنرالات لأنه  يخاف منهم  وعهدته الخامسة على الأبواب ، وأنت تتحدث عن حشيش المغرب ، فحشيش المغرب هو  خاص بالزوالي  الجزائري أما  علية القوم في الجزائر وعلى رأسهم جنرالات الجيش  يحتقرون  تناول الحشيش لأنهم  قد  انتقلوا  إلى السيجار  الكوبي  والكوكايين الكولومبي ، وأنت لا تخجل من نفسك  حينما  تتجرأ وتقول لا مفاوضات مع المغرب حتى  يتوقف  عن  تصدير الحشيش إلى الجزائر ، وبمناسبة الحديث عن  الحشيش واتحاد المغرب العربي  الذي  لا يزال يتذكره  هذا الوزير رحابي هناك  قضية مثيرة للسخرية  ( يمكن للقراء الكرام البحث عن ذلك  وسيتأكدون من كلامي  )  هذه  القضية  المثيرة   للسخرية  بالنسبة للمافيا الحاكمة في الجزائر  أناللجنة الفرعية المكلفة بمكافحة المخدرات التابعة لاتحاد المغرب العربي  لا تزال  تترأسها الجزائر إلى اليوم  في هذه المنظمة العتيدة  إلى اليوم  لكن  في قَبْرٍ  مزركش ومنمق ومبهرج بتخاريف  وديماغوجية حكام الجزائر ، نعم  حكام الجزائر يشتكون من  تدفق حشيش المغرب  على بلادهم  وهم الذين يترأسون اللجنة الفرعية المكلفة بمكافحة المخدرات التابعة لاتحاد المغرب العربي  لا تزال  تترأسها الجزائر إلى اليوم .... فأنت جاهل ولا تخجل  من نفسك لأنك مذلول..

3) شرط  تقرير  مصير الشعب  الصحراوي  بالاستفتاء من أجل استقلال  الصحراء الغربية  ( بالله عليك  هل  تتحدث بلسان  ينطق  عما  يروج  في عقل إنسان  أم تتحدث  بلسان  بلا عقل ؟  هل تظن أن المملكة المغربية  ستقدم الصحراء المغربية  هكذا  بسهولة وعلى طبق  من  قصدير  للجزائر و لا أقول ستقدمها للبوليساريو  لأن  الذي أنفق  ملايير الدولارات  على  قضية الصحراء هي الجزائر  أما البوليساريو ما هو إلا  رهينة  لابتزاز العالم ، لأن بومدين  جعل من قضية الصحراء  المغربية قضية وطنية جزائرية  ولن  يصدق  أحد  خرافة  أن هذا النزاع هو بين  المغرب  وشردمة من الانفصاليين ، فهذا ليس كلام العقلاء .. القضية هي قضية  وطنية  جزائرية 100%  وما دون ذلك  مجرد  أكاذيب  وتخاريف  للتصدير  خارجيا  أما نحن في الداخل  فإننا  نعرف جيدا أن  مافيا حكام الجزائر  كادت أن تعلن الحرب على المغرب  يوم خطب  الجنرال  سعيد شنقريحة  في جنوده  المختلطين بجنود  البوليساريو وقال لهم  جميعا : " القضية هي قضيتنا جميعا  وسندافع عنها جميعا "  والتسجيل  بالصورة والصوت  لايزال موجودا ....

صحيح أن ملك المغرب  قد  مد يده  للعصابة الحاكمة في الجزائر  للمرة الثانية  لأن المرة الأولى  كانت فور توليه  عرش المملكة ، وصحيح  أن الآلية التي اقترحها هذه المرة  هي آلية  مبتكرة  وتعتبر إبداعا مغربيا  قد  يخرج منها   حكام الجزائر  رابحين  مثل إبداع   الحكم الذاتي  الذي  حكم عليه كبار الساسة في العالم  بأنه حل  ليس فيه خاسر  والكل  رابح  بالإضافة  لحفظ ماء وجه   حكام الجزائر ...لقد  رضيت عن  مقترح المغرب الأخير الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي  وبعض الدول ذكرناها باسمها  وما هي سوى تلك التي  أبدت  ترحيبها  بالمبادرة  المغربية أثناء كتابة هذا الموضوع  ولا شك سيزيد عددها في القادم من الأيام ،  و يعد هذا الأمر أفضل  وأكثر تشجيعا  للمغرب  وإحراجا   للعصابة الحاكمة في الجزائر .. وصحيح أن  الأمم المتحدة  قد  حددت  مائدة مستديرة   ستنعقد  في جنيف  لاحقا  سيكون لا فرق  حولها  بين جزائري ولا مغربي ولا  انفصالي ولا موريتاني  فالكل سواسية حول هذه المائدة المستديرة  ،  وقد كان  كوهلر  ذكيا  بفرض شكل  الطاولة  للمواجهة   وإذاك  سينكشف  دور عصابة الجزائر  الجاثمة على صدر  الشعب الجزائري والتي أضاعت  أموال الشعب  في قضية خاسرة طيلة  43  سنة  لو  صُرِفَتْ تلك الملايير  على الجزائريين  ولا  أحد  غير الجزائريين  لأصبحنا  من  الدول  المتقدمة  والتي تعيش في رفاهية  ورخاء ... لقد ضاعت  أموال  تنمية الشعب الجزائري على  مجموعة من  الخونة  لوطنهم  وها هم  يفرون إلى إسبانبا  وفرنسا وكوبا  ولن يبقى في مخيمات  تندوف سوى الأطفال والعجزة ، وحينما  تفرغ  مخيمات تندوف  ستفرض علينا  الأمم المتحدة  تلبية كل حاجيات  الباقين  فيها  ونحن قد  وصل  اقتصادنا إلى الحضيض  وأعطينا إشارات  للعلام أن  دولة الجزائر قد أفلست  حينما  طبعنا  على الورق  دنانير  ليست لها قيمة إبرائية  بلغة  علماء الاقتصاد  أي قيمتها  هي قيمة تلك الورقة التي  طبعت فيها  فمثلا  إن كانت قيمة الورقة هي  ثلاثة دنانير  فالورقة  ذات عشرة آلاف دينار  تساوي  ثلاثة دنانير لا غير ... ولا تلتجئ  لطبع  النقود إلا الدول  المُفْلِسَة ،  فحينما  قال أو يحيى  بأن الموس وصل للعضم  فهو يعني  أن  الجزائر انتقلت من  دولة  هشة  اقتصاديا  إلى دولة  مفلسة  اقتصاديا  تماما ....

ألا يزال  في وجوه  حكام الجزائر  قطرة من  دم  الحياء  ليبقوا على  تَنَطُّعِهِمْوأنانيتهم المنفوخة  بالخواء  أمام  مبادرة  نزلت  عليهم من السماء  ستنقذ  ما  تبقى لهم  من دماء  في وجوههم على قلته  بل وانعدامه  لأنهم  كل يوم  تزداد  وجوههم   اصفرارا ؟؟؟....

أم  أنهم سيضعون   تطبيع علاقتهم مع المغرب  مقابل تسليمهم الصحراء المغربية  !!!!!

لا تستغربوا  فليس لجنون  المافيا الحاكمة في الجزائر حدود ....

وأخيرا ألا تزال  الجزائر تعاني من الأنانية  والنرجسية وتضخم الأنا إلى اليوم ( 2018 ) رغم  انتهاء ثورة نوفمبر 1954  التي من  المفروض أن تبدأ بعدها  تربية  الجزائريين على  التواضع وروح التوافق وتحمل المسؤولية  من أجل  إنقاذ  الجزائر ، ومن أجل مستقبل  المنطقة  المغاربية  برمتها ؟


سمير كرم  خاص للجزائر تايمز