قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، الخميس، إن رئيس الحكومة يوسف الشاهد "أعلمه بالتحوير الوزاري (التعديل الوزراي)، لكنه تسرع في إعلان قائمة الوزراء الجدد".

وأشار السبسي إلى أنه "لا يوافق على التمشي الذي اتخذه رئيس الحكومة وما شاب العملية من تسرّع".

ونفى الرئيس التونسي، في ندوة صحافية عقدها قبل قليل، وجود خلاف بينه وبين رئيس الحكومة، موضحا أنه "لن يعطّل تعيين الوزراء الجدد في حالة نيلهم ثقة مجلس نواب الشعب".

يأتي هذا في وقت يتصاعد الجدل السياسي بشأن التعديل الحكومي الذي أعلنه الشاهد يوم الاثنين الماضي.

وفي مؤشر على الانقسام الحاد داخل الطبقة السياسية، دعا حزب نداء تونس الخميس وزراء الحزب للانسحاب من الحكومة التي وصفها بـ"حكومة النهضة".

وقال بيان الحزب إن عدم الالتزام بهذا القرار "يعد خروجا نهائيا من الحزب واستقالة من كل هياكله".

وأضاف الحزب أن "الحكومة المقترحة في مشروع التحوير الأخير تعتبر خروجا نهائيا عن اتفاق قرطاج وخيانة للأطراف السياسية والاجتماعية التي أعطتها ثقتها وهو ما يفقدها نهائيا لكل شرعية قانونية أو سياسية أو أخلاقية".

تحديث: 7:07 ت.غ

وفي سياق ذي صلة، أعرب المكتب التنفيذي لحركة النهضة عن استنكاره لما سماها "محاولات بث الفتنة بين الحركة ورئاسة الجمهورية".

وأكدت الحركة أن "احترام مؤسسة الرئاسة من مقتضيات احترام الدولة"، مشيرة إلى أن "التباين في وجهات النظر حول موضوع الاستقرار الحكومي لا يعني تنكرا له أو سعيا للقطيعة معه".

وشددت حركة النهضة، في بيان أصدرته عقب اجتماع مكتبها التنفيذي المنعقد الأربعاء، على أهمية القيام بتعديل وزاري، مبرزة أنه "يحقق الاستقرار الحكومي والانكباب على معالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجهها البلاد".

واتهمت النهضة قيادات بحركة نداء تونس بالقيام بما سمتها "حملات إعلامية ودعائية" تهدف إلى "المزايدة والتشويش على العلاقة الإيجابية والمثمرة بين الحزبين والتي ساهمت في تنقية المناخ السياسي بالبلاد خلال السنوات الأربع الأخيرة وأسست لتوازن عقلاني بين مكونات المشهد السياسي الوطني زادت من فرص نجاح الانتقال الديمقراطي".

وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد أعلن، مساء الاثنين، تعديل وزاري شمل 18 منصبا حكوميا، بينها 13 حقيبة وزارية و5 مناصب لكتاب دولة.

وقالت الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية، سعيدة قراش، عقب إعلان التعديل الحكومي إن رئيس الجمهورية "غير موافق على التمشي الذي انتهجه رئيس الحكومة بخصوص هذا التحوير".