مقدمة لابد منها: قررتُ في هذا الموضوع أن أحسم  أمرا  ضروريا  جدا وهو: إلى أي حَدٍّنحن أحرار الجزائر وحرائرها  لانزال متشبتين بحلم أجدادنا  وهو حلم وحدة المنطقة المغاربية الحقيقية  بشعوبها الخمس  ليس  غير ؟ وليس الوحدة  التي تنشرها أبواق الديماغوجية  و أبواق البروباغاندا  المبنية على تزييف تاريخ  المنطقة  المغاربية ، بل يمكن طرح  المشكل بصيغة أخرى مثلا : هل  لنا مشروع أو محاولات جادة يقوم بها كل  أحرار شعوب المنطقة المغاربية  بدولها  الخمس لا غير للوقوف  بحزم  وجدية  ضد تيارات  التفرقة  الموجهة لكل بلد معزول وحده بين حدود وضعها المستعمر رغما عنا  كشعوب في غيابنا  ورغما عنا ؟لأنه  من حسن حظنا  أن أجدادنا  نقلوا لنا عن طريق آبائنا وكذلك ما نقله  المؤرخون ذوي الضمائر الحية النزهاء الذين يخافون الله  وهم  في وحدتهم  خاشعون  بين يدي خالقهم ، أقول بين يدينا ما نقلته  الكتب التاريخية ذات المصداقية  وهي التي – كلما اطلعنا عليها بلغتنا العربية – نجدها  تقدم  بين يدينا وطنا  كبيرا جدا عاش  فيه شعبٌ واحدٌ طيلة  12  قرنا  جمعه  روابط  واحدة  هي الدين واللغة والعادات والتقاليد  رغم  اختلاف مشاربهم وأعراقهم ، عاشوا قرونا  في انسجام  فسيفسائي  طيلة  12  قرنا  زادهم  اختلاف  مشاربهم وأعراقهم ، زادهم ذلك انصهارا  في  بوثقة  ثقافية واحدة  لُحْمَتُهَا  الدينُ  الواحد واللغة الواحدة  مع احترام خصوصية  كل  جماعة  تدين بدين الإسلام  وتقرأ  القرآن الكريم  الذي هو دستور الجميع . قلنا من حسن حظنا أن تاريخنا ليست ما كتبه الجامعيون  الشياتة  العملاء الذين صنعوا تاريخا مع المستعمر ، تاريخا مزيفا يخدم مصالح  الاستعمار ولا يزال يخدمه إلى الآن ... فحينما وجدتُ  كثيرا من السهام  موجهة  لقلب الأمة المغاربية  لإقبارها  خاصة وأن  الاستعمار الجديد  وجد  عددا  كبيرا من الشياتة  والخونة الانفصاليين  يساعدونه على  تنفيذ ذلك بنشر  تاريخ  مزور  ومشوه  كله أكاذيب  وجدتُ  نفسي مضطرا لتخصيص  موضوع عن  هذا الوباء الذي  تغلغل في أوصال  شعوب  المنطقة  المغاربية  حتى أصبح  تداول كثير من الأكاذيب التاريخية على أنها  حقائق ، أكاذيب لا تنطلي إلا على  الجهلاء  بالتاريخ  الحقيقي للمنطقة  المغاربية والمغفلين  والبلداء وخاصة  أنصاف  المثقفين الذين يحللون  معلومات  أساسها  باطل ، وما بني على باطل فهو باطل ... ولا يمكن أن أمر على هذه المقدمة دون تذكير قرائي  الأعزاء  بأنني  كثيرا ما تعرضت  ضمن  بعض مقالاتي  لهذه المعضلة  لكنني  كنت  واثقا  من فطنة  القراء لذلك لم أكن أقف عليها  طويلا ...وأتمنى من الله التوفيق .

أولا :انتشار ظاهرة التشكيك في جذور وحدتنا كأمة واحدة في المنطقة المغاربية بدولها الخمس فقط:

بادئ ذي بدء  لابد أن أدقق أمراً مُهما ألا وهو أنني سوف أستعمل  كلمة  ( الدولة )  في المنطقة  المغاربية  بين قوسين باعتبار إيماني الوحيد واعتقادي الراسخ  هو في وجود كيان مغاربي واحد من البطنان الليبية إلى نهر السنيغال عبر مدينة طنجة ... لذلك  كلما  جاءت كلمة ( دولة ) فهي مجرد استعمال  مجازي  لتجاوزا  ظروف الكتابة التي تمسك بخيطٍ  ذهبي رفيع من أجل  بناء  فكرةٍ  لن تنجلي إلا بعد بناءٍ  متراصٍّ ومتكامل  لمجموعة من الأفكار... 

ثانيا : وطننا  المغاربي هو من البُطْنَان وهي آخر نقطة شرقَ محافظة برقة بليبيا إلى طنجة المغربية ومنها إلى نهر السنيغال بموريتانيا:

كثيرا ما يشكك الشياتة الجزائريونمن صغيرهم إلى كبيرهم في إيمان الشعب الجزائري بالوحدة  المغاربية من البُطْنَان وهي آخر نقطة شرقَ محافظة برقة بليبيا إلى طنجة المغربية ومنها إلى نهر السنيغال بموريتانيا وما بين هذه النقط الثلاث  يعيش شعبٌ واحدٌ  فرَّق حُدُودَهُ المستعمر بِمِشْرَطِ الطبيب الجَرَّاحِ فاستخرج من هذه  المنطقة المغاربية خمس (دُوَلٍ )  لكنه  لم  يستطع أن يستخرج منها  خمسة  شعوبٍ ، أما الدول  التي صنعها  المستعمر بِمِشْرَطِهِ فهي ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا ، لكن ما يُثلج الصدر هو الرَّدُّ  العنيف الذي طالما يتلقونه  الشياتة  الجزائريون من أحرار  الجزائر وحرائرها بأننا  مغاربيون وحدويون رغم كيد الكائدين ومؤامرات بيادق الاستعمار التي تركها  مزروعة  في المنطقة المغاربية بدولها الخمس ( أستعمل تعبير الدول الخمس  ويعلم الله  مدى تألمي لذلك ) منهم  هؤلاء الشياتة  الجزائريون  المفضوحونوالمكروهون ، نعم  نعيدها ونكررها بدولها الخمس فقط  لا غير ، وما على الخونة من أذناب الاستعمار المنتشرين  في كل الدول المغاربية الخمس إلا أن يَـنْسَوْا أننا  سنزيد  تقسيم المُقَسَّمِأصلاً بل عليهم أن يُطَمْئِنُوا أسيادهم الاستعماريين الذين يدفعونهم إلى الاستمرار في تقسيمنا  وتفتيتنا  إلى دويلات أخرى ، عليهم أن يُخْبِرُوهُمْبأننا  سنعمل على تحطيم خرافاتهم  طال الزمان أم قصر ، بل حتى هذه الحدود التي  ورثناها  عنهم وقسَّمُوا بها  منطقتنا المغاربية إلى خمس دول ، فليعلموا  علم اليقين أن هذه الحدود ستزول حتماً ذات يوم  شاء من شاء وكره من كره رغم مؤامراتهم الدنيئة  وتواطؤهم مع الاستعمار القديم والجديد على تمزيق هذه  المنطقة المغاربية  .... ومن أكبر الاختبارات التي  مرت منها  عصابة بومدين  التي  اغتصبت  السلطة  وانقلبت على  الحكومة  المدنية  برئاسة فرحات عباس عام 1961 ووضعت هذه  السلطة في  يد العسكر  إلى  اليوم  ، أقول إن أكبر الاختبارات  التي مرت منها  هذه العصابة  الحاكمة في الجزائر هي أنها  جعلت من  الحدود  التي  تركها الاستعمار أقدس  مقدساتها ، حدود  مقدسةعندهم  لن  يمسها  إلا  هالك بسلاح  العسكر الجزائري ، لقد تمسكت عصابة بومدين  بتقديس  حدود المستعمر وجعلت منها  ذكرى  مقدسة  يستميتون من أجلها  ومن أجل  تكريسها  حتى ولو  سالت  من أجلها  دماء الشعب الجزائري  بغزارة  لأن رسم هذه  الحدود  هو  من  رائحة  الاستعمار الفرنسي المحبوب ، إذن  رسبت  سلطة عسكر بومدين في أول  اختبار  مع جيرانها  ألا وهو سقوط  بومدين في التمسك بتقديس  حدود  الحبيب  الفرنسي  المبجل ..وقد غاب  عن  البومديانيين  الأجلاف  الذين اغتصبوا  الثورة  والثروة  والسلطة  المدنية  في الجزائر ،  غاب عنهم  أن  شعوب  المنطقة  المغاربية  فوق  الحدود  التي  تركها  المستعمر  قنبلة  موقوتة  ستنزعها  الشعوب بوعيها  المستنير ذات  يوم  سيقبر فيه  جبابرة  حكام الجزائر  .... إن  حتمية  الوحدة التاريخية  ستمشي – بعد مشيئة الله –بإرادة شعب واحد هو الشعب المغاربي الحُر الأبي الذي كان هو العمل والفعل  الواقعي في فكر أجدادنا وأرواحهم  وضمائرهم  ومكونات هَوِيَتِهِمْ الواحدة المُوَحَّدة، ستمشي  إرادتنا – نحن أحرار الجزائر وأحرار كل المنطقة المغاربية - ستمشي  إرادتنانحو  بناء وطن واحد هو الوطن المغاربي  كما كان قبل  12  قرنا  رغم  كيد  حفدة الاستعمار  أينما كانوا ، وهو الحلم الذي كان يؤمن  به أجدادنا أيام كانت  تُوَحِّدُهُمْمِحَنُ  المستعمرِالتي مَرَّ منها  الشعب الواحد في  المنطقة  المغاربية مع دول الاستعمار الثلاث : إيطاليا وفرنسا وإسبانيا ... وكان أجددنا  قبل ثلاثة قرون  لايتصورون  منطقة مغاربية  متفرقة  إلى هذا الحد ، فما بالك  لو  علموا  أن بعض  حفدتهم  سيصبحون  عملاء  للاستعمار  لتنفيذ  مزيد  من  التقسيم ... يا حسرة يا حسرة  لو  يقوم  أجدادنا  من قبورهم  ليعيدوا  تربية  عملاء  الاستعمار القديم  والجديد ....

ثالثا : ليس حُلُماً  بل كانواقعا  بقوة  التاريخ والجغرافيا واللغة والدين :

في الجزائر ونحن في 2018 يؤلمني كثيرا أن أكتشف جَهْلَ شبابنا  الجزائري اليوم بالواقع  الفكري والديني والثقافي  عموما الذي كان سائدا  لدى الشعب  الواحد  في المنطقة المغاربية قبل انتشار الاستعمار في  هذه المنطقة ، فهؤلاء  الشباب  بل حتى الكثير من الكهول  الجزائريين يتخبطون اليوم في جهلٍ مُطْبِقٍبمعرفة تاريخ منطقتنا المغاربية قبل مرحلة  الحملة الاستعمارية التي أخرجت دول أوروبا  للبحث عن المواد الأولية  بعد الثورة الفلاحية  عندهم والتي ساهمت في قيام  الثورة الصناعية  في عموم أوروبا ابتداءا من القرن 18 ، قلتُ خرجتْ دول أوروبا  للبحث عن المواد الأولية  فقصدَتْ  مناطق خارج أوروبا  تستعمرها  وتمتصُّ  خيراتِها من المواد الأولية التي كانت  في حاجة إليها ، وكان من ضحايا هذه  الخرجة الأوروبية  الاستعمارية  منطقتنا المغاربية  التي كانت منطقة واحدة  وشعبا واحدا  فَرَّقها الاستعمار ليسود ولايزال أذنابه  وبيادقه الى اليوم  يفتخرون  بأنهم  مُمْسِكُونَبأدوات  التزوير والبهتان والباطل التي  وَفَّرَهَا  لهم المستعمر من أجل تفريق شعوب  هذه المنطقة ، لأن  المستعمر  لم  يدخل  المنطقة المغاربية بقوة السلاح فقط   بل  مهد لدخولها  بالتشكيك في الُّلحمة التي  كانت  تجمعنا  ألا وهي الدين  واللغة  والتاريخ  المشترك ،  وكانت  بداية  المستعمر   بالعمل الدنيء  الذي قام به  ما  يسمى  (  المستشرقون ) الذين تسللوا  للمنطقة قبل  السلاح  الثقيل ، لأن السلاح حينما  دخل  وجد  النفوس  قد  اهتزت  واضطربت  ودخلها  الشك في كل شيء ، والمؤلم أيضا أن مناهج التعليم في دول المنطقة المغاربية  الخمس لا تزال تساهم في نشر هذا الجهل  بحقيقة  منطقتنا  المغاربية  قبل دخول  المستعمر ، حيث لا تتمثل في دروس  مناهجها التعليمية المقررة  أهدافاً  للتوعية  بحقيقة  تاريخ منطقتنا المغاربية  بل تَـتَعَمَّدُ  بعضُها زَرْعَ  بعضَ  المعارف التاريخية  المُزَوَّرة والمشوهة  والتي  تدفع في اتجاه  نفخ  الذات القُطْرِيَةِ ( والقُطْرُ هو الدولة التي وضع حدودها  المستعمر وعزلها عن جيرانها من بقية إخوانها في الدم والعرق والهوية ، وهو مصطلح انتشر في زمن جمال عبد الناصر وحزب البعث في المشرق العربي ما بين سنوات الخمسينيات وأواخر السبعينيات من القرن العشرين، ولن نخوض في هذا الموضوع لأنه  سيشوش على موضوعنا الذي نحن بصدده اليوم) أقول  دفعَ المُستعمِرِ كُلَّ قُطْرٍ نحو الانكفاء على الذات  القطرية الوطنية  المحددة في بلادٍ حُدُودُهَا  صنعها  مقص المستعمرين لتقسيم  الوطن الكبير لإنتاج  خرائط استعمارية  شوهت  هويتنا  ومزقت كياننا أثناء نزاع  المستعمرين الأوروبيين فيما بينهم على أراضي المنطقة المغاربية ولا أقول أراضي دول المنطقة المغاربية لان وطننا أثناء نزاعِهم  ذاك كان من البُطْنَان الى نهر السينغال مرورا  بطنجة...وقراءةٌ  رصينةٌلتاريخ تكالب الدول الاستعمارية على إفريقيا عموما تُظْهِرُ لنا كيف كانت منطقتنا  المغاربية  كنزا  مُفضّلاً  لدى  المستعمرين لأن لها امتياز القرب لأوروبا ولذلك كان الصراع على أراضينا بين دول الاستعمار شَرِساً ولا أبالغ إن قلتُ إنه لا يزال مستمرا  لحد الساعة ، وما أكثر ما نجهله  عن ذلك الصراع  وكيف تم  تقسيم  أراضينا  بين  الدول الأوروبية الاستعمارية ...

رابعا : وحدتنا المغاربية  بين الادعاءات الكاذبة والسلوكات الفعلية التي تعمل على المزيد من تمزيق دول المنطقة المغاربيةالخمس :

لقد ظهرت نوايا حُكام المنطقة المغاربية بعد الخروج الصُّوري  للاستعمار من المنطقة  المغاربية ، ومع مرور الوقت واختيار كل دولة من الدول الخمس خياراتها الكبرى  السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ظهرت توجهات الخطوط العريضة لكل ( دولة ) بين قوسين ، سواءاً  نحو الدعوة للوحدة  ولو نفاقا ، أو التحريض  علانية على  المزيد من تعميق  التفرقة بين دول  المنطقة المغاربية الخمس ، أو الاشتغال فعليا وعمليا للعمل على زيادة  تقطيع  أجزاء من  الدول  المغاربية  وفصل  الكثير من  مناطقها عنها  والإصرار على بَلْـقَـنَـتِهَا ، وهي الدول  التي  صنعها  الاستعمار أصلا  ومزقها  إلى خمسة  أجزاء  أقبرتْ حُلْمَ الأجداد....وسنركز على الحكام الذين يميلون منهم الى تحقيق حلم الأجداد ، حلمِ الوحدة  المغاربية  الحتمية ، وكذلك العكس أي الذين ساروا يميلون إلى الاستمرار في تنفيذ  مخططات الاستعمار البغيض الذي جعل من أهم  أهداف استراتيجيته التي سينوب عنه  في تحقيقها هؤلاء الحكام  بعد رحيله : ألا وهي الاستمرار في  تقسيم ما  بدأ  في تقسيمه أثناء استعماره  لهذه المنطقة منذ قرون ، بل الإمعان في تجزيء  المُجَزَّإ والإصرار على بلقنة  المنطقة المغاربية  من طرف بعض  حكامها  :

1) ليبيا  والجزائر : بعد انقلابهعلى الملك ادريس السنوسي عام 1969 تخبط  القذافي  في اخيتاراته السياسية والاقتصادية  والاجتماعية التي كان طابعها العام هو الفوضى والجهل بتدبير شؤون الدولة   سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ...فمن ( الاشتراكية العُروبية ) الى شراء ذمم بعض الدول العربية  والإفريقية  للوحدة معها  بِطُرُقٍ تَعَسُّفِيَةٍ، وكذلك شراء ذمم كثير من خونة  أوطانهم  لتفتيتها  وتمزيقها  كما حاول مع المغرب ، وبعد فشل  القذافي في تطبيق وحدته التعسفية  اتجه نحو ملوك أدغال إفريقيا حتىأصبح قبيل مقتله ملكا لملوك ٌ قبائل أدغال إفريقيا يرتدي جلود حيواناتها  بين باهضة الثمن  ورخيصها ، ولما مات ترك ليبيا عبارة عن قرية  كبيرة  وشديدة الثراء ، لكنها  مشتتة و متفرقة إلى جماعات توزعوا بين عملاء للجزائرالمُصِرَّةِ  على  تأبيد عدم  استقرار  ليبيا  بل واحتلال بعض أراضيها  تحت ذريعة  مطاردة الإرهابيين ، وبين  ليبيين وحدويين وطنيين  لكنهم يجدون  صعوبة  في  الالتئام  فيما بينهم  ، وقد وجد  حكام  الجزائر في الفوضى التي تعيشها ليبيا ليوم  هَوىً  شيطانيا في نفوسهم  الشريرة ، فكلما اقترب  الفرقاء الليبيون  من بعضهم البعض ووجدوا  عوامل مشتركة  بينهم لحل معضلتهم  تحت راية الأمم المتحدة  إلا وتحركتْ الآلة الجهنمية  لحكام الجزائر لتعيد  إشعال نيران  الفتنة  بين هؤلاء الفرقاء  حتى حارت  الأمم المتحدة  في أمر  ما  يجري في ليبيا  .ومن ذلك نستنتج أن قذافي ليبيا  الذي كان متغطرسا و يعتقد أنه كان المركز الأساسي للمنطقة المغاربية ويجب أن تركع له كل شعوبها  فشل  ومات  لكنه نجح في توسيع  الهوة بينه  وبين بعض دول المنطقة المغاربية مثل تونس والمغرب ، أما الجزائر فقد كان  القذافي يشكفي نوايا عسكر الجزائر الذين يتفقون معه في عداوته  مع  المغرب وتونس ،  وهم  كذلك كانوا  يَحْذَرُونَهُ ويتحينون الفرصة  لطعنه من الخلف غدرا ، هذه كانت  توجسات  القذافي من حكام الجزائر وقد  صدق حدسه لأنهم  أظهروا  علانية  بعد مقتله أنهم كانوا  فعلا  كما  تصورهم قبل موته  ، وعلى العموم كانت  مياه مصالح القذافي وحكام الجزائر  تَصُبُّ جميعها في مطاحن الاستعمار الخبيث في كل ما كان يزيد منتوسيع الهوة بين دول المنطقة المغاربية على الرغم من ادعاء القذافي و حكام الجزائر في أسطواناتهم المكرورة  والمملة أن وحدة ( المغرب العربي )  هدف  استراتيجي  لديهما معا ، لكن كلا الطرفين ( القذاقي وحكام الجزائر الذين عاصروه ) كانا  يتصوران  هذه  الوحدة كما كان  يتصورها  عبد الناصر ( الذي كان يعتبر نفسه مركز الكون العربي )  فبالنسبة للقذافي هي وحدة  قطبها  الرئيسي هو ليبيا القذافي  ، وهي  الجزائر بالنسبة لمافيا  حكام الجزائر ..وعليه تكون ليبيا القذافي  وكل حكام الجزائر الذين عاصروه  يظهرون من خلال سلوكهم  أنهم  يميلون  جميعا إلى  عقيدة تنفيذ  مخطط  التفرقة  بين شعوب المنطقة المغاربية  الذي تركه المستعمر  واجتهد حكام الجزائر والقذافي في تنفيذه بغباء منقطع النظير  رغم  خطب  الجهالة الجهلاء والضلالة العمياء التي كانت تصدر من ألسنتهم  وكلها  طلاسم  وتناقضات  تخفي الجهل  الذي يخدم  أهداف الاستعمار دون شعور ألا وهو وسواس الوحدة المغلف  بالهيمة ....

2) ليبيا القذافي وتونس والجزائر: سلط الله على التونسيين مُجْرِمَيْنِ ديكتاتورِيَيْنِ فاشستِيَيْنِ هما بومدين والقذافي ، أما بورقيبة  فقد قضى عمره  وهو يخدم مصالح بلاده  حسب مؤهلاتها  الاقتصادية  المتواضعة ، وجاهلٌ من ينكر أن تونس رغم قلة مواردها  قد حققت أفضل نسبة  للتنمية  في المنطقة المغاربية ، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل  جاحد ، ( وهو السؤال يثير حنق وغضب أحرار وحرائر الجزائر : كيف لدولة كتونس بدون مؤهلات نفطية وغازية  يعيش شعبها  أفضل من معيشتنا  ؟ ) حيث انغلقت  تونس على ذاتها سواءا في زمن بورقيبة أو زمن بن علي لأن اختيارها  السياسي كان ديمقراطية  الحزب الوحيد  المغلف  بالتعددية  الصورية ، لان هذا الحزب الوحيد الذي حكم  تونس  بعد الاستقلال  كان قائما  في زمن الاستعمار ، أما الجانب الاقتصادي فقد كان دهاء بورقيبة ومن جاء بعده  قد استغل  بلاهة  الجزائريين وغباءهم  واعتمادهم على اقتصاد الريع  فَحَلَبُونَا حَلْباًوبسوء نية  لدرجة  أن التونسيين خاضوا معارك طاحنة  مع المغرب لاستقطاب السياح الجزائريين  والاستحواذ عليهم وحدهم ، حيث كان  الجزائريون  يتدفقون بالملايين ويتركون  في تونس كل نهاية صيف  ملايين الدولارات أو ملايين الاورووات ، وبخصوص خدمة المستعمر في استمرار تقسيم  البلدان المغاربية  فقد كانتتونس سواءا  في زمن بورقيبة أو بن علي يراوغون الجميع  ومرة مرة  يُلَوِّحُونَ  بملف الحدود مع  الجزائر بخصوص النقطة 233  التي يعتبرها التونسيون  بأنها  أراض تونسية  بينما  تمسكت الجزائر بها  بقوة  بل يبحث حكام الجزائر عَمَّا هو أكثر من هذه النقطة  للتوسع في الأراضي التونسية ... وأحيانا  كانت تونس تثير  ملف النزاع حول الجرف القاري مع ليبيا ، وهكذا  يظهر للجميع أن الاستعمار قد ترك  قنابل موقوتة  بين كل دول المنطقة المغاربية  الخمس ، إلا أن تونس كانت تميل إلى  مهادنة  جبابرة  الجزائر وليبيا ، ويكفي التونسيين ضَمَانُ استمرار تدفق أموال الجزائريين كل صيف لخزينتها  لتضيفها لمداخيلها الأخرى من الفوسفاط والفلاحة لأن ذلك أضمنُ لها من صراعٍمع  المافيا  الجاهلة والمتغطرسة الحاكمة في الجزائر والجاهل  المتنطع  القذافي اللّذَيْنِ  تحالفا على الإخلاص  المطلق  لمبدإ  استمرار  ودوام  الاضطراب  في المنطقة المغاربية  ولن  يتركا  المنطقة  تنعم  بالراحة  والاطمئنان أبدا ... وبخصوص  الصراع  بين  تونس والمغرب  على  جيوب  الجزائريين  فكم  عشنا من صراعات خفية  دارت   بين سماسرة السياحة  هنا في الجزائر لاستقطاب الجزائريين نحو المغرب لكن كانت  الغَـلَبَةُ  دائما  لسماسرة تونس في جلب ملايين الجزائريين إلى  الشواطئ  التونسية  يساعدها في ذلك  قرب المسافة  بين تونس والجزائر وبُعْدُها بين الجزائر والمغرب خاصة  بعد إغلاق الحدود البرية  الجزائرية المغربية ،  هذا بالإضافة  إلى الأثمان الباهظة لفنادق المغرب السياحية  المصنفة  لأنها كانت  رفيعة المستوى  وكانت  السياسة السياحة في المغرب تراهن على السائح  الأروستقراطي الغني ، بينما كانت البنية  السياحية التي تعرضها  تونس على الجزائريين في متناول ( الزوالي  الجزائري ) ومتوسطي الدخل ...ولا يمكن أن نغفل الموقف الضبابي الغامض للتونسيين من النزاع  بين الجزائر والمغرب في قضية الصحراء حيث كان التونسيون  يتهربون  من التصريح الواضح بموقفهم  من هذه القضية المُحْرِجَة لهم مع الجزائريين بالخصوص لذلك  فهم  يبتعدون  قدر الإمكان  من هذا الملف  الحساس  ، أما المغرب  فالتونسيون يستفيدون منه  حتى وهم يطلقون تصاريح ضد مصالحه العاليا بين الفينة والأخرى ومنها  قضية الصحراء المغربية  وكان المغرب  يغط الطرف  عن  تلك التصاريح  خاصة وأن  المغرب  يعلم جيدا  أن تونس  لا  حول  لها ولا قوة  وليس لها  أي  تأثير  في أي شيء  ما دامت  منشغلة  بضمان  لقمة العيش  للشعب ...وفيما يخص قضية هموم  الوحدة لا تفوتنا  القصة الطريفة التي وقعت للقذافي مع بورقيبة حيث أنه  في 12 يناير 1974 وقَّعَ بورقيبة و القذافي على "بيان جربة" لتوحيد البلدين تحت راية جمهورية  تسمى بـ "الجمهورية العربية الإسلامية" ، وأول اتصال أجراه بورقيبة  كان مع  الهوراي بومدين مُقترحا عليه الالتحاق بركب الوحدة التونسية الليبية، إلا أن بومدين أجابه بقولته الـنَّـزِقَة  المشهورة " : لا أمتطي القطار و هو يسير". بل تزيد بعض الروايات بأن  بومدين هدَّدَ بورقيبة  باحتلال تونس في 24  ساعة  إذا  استمرت علاقته الوحدوية مع القذافي مما اضطر  بورقيبة للتنصل من هذه  الوحدة  في  48  ساعة  ،  الوحدة  التي  جلبت له  صداع الراس ، وهكذا  يكون المشروع الوحدوي التونسي الليبي  الذي لم يعمر سوى 48 ساعة من  أكبر  الدلائل  الفعلية  الصارخة  التي  تؤكد  أن الترويج  للوحدة  في  كلام  غالبية حكام  المنطقة المغاربية هو مجرد  ادعاءات كاذبة ، وأن السلوكات الفعلية التي تعمل  جديا  على المزيد من تمزيق دول المنطقة المغاربية الخمسهي الحقائق  التي يمارسها  بعض رؤساء  دول  هذه المنطقة  علانية  بل  وينفقون عليها من أموال  الشعب  مئات الملايير  ( الجزائر والبوليساريو نموذجا ) ، وقد خلفت هذه  المحاولة الوحدوية بين تونس وليبيا  علاقات متوترة   بين تونس من جهة  وليبيا والجزائر من جهة أخرى ....أما الاستنتاج  الأقوى  منطقيا  والأمتن  صلابة  فهو : من هذه المهزلة الوحدوية التونسية الليبية  كانت  مجرد زوبعة في فنجان لأنها تموقعت في الطريق السَـيَّار لخُدَّام فرنسا الحاكمين  في الجزائر ، والويل لمن يقف في  الطريق السيار المافيوزي الجزائري الفرنسي الذي  من  أهم أهدفه الاستراتيجية  محاربة  كل تقارب  بين دول المنطقة المغاربية الخمس بل بالعكس  يجب على  حكام الجزائر أن  لاتقف  جهودهم عند محاربة  أي تقارب  بين الدول المغاربية  الخمس بل  يجب الاستمرار في تمزيق  هذه الدول الخمس نفسها  والمزيد في  بلقنتها  وإلا  فإن  خدام فرنسا القاطنين  في الجزائر والتي منحتهم  الدولة الفرنسية  امتياز  الأخذ بزمام السلطة في الجزائر تحت الوصاية  الفرنسية  لم  يقوموا  بالمهمة  المنوطة بهم  على أحسن وجه ، وهذه هي حقيقة  الوضع القائم في الجزائر إلى اليوم  ونحن في عام 2018 ، ولذلك كنتُ أطرح  دائما علامة استفهام كبيرة  حول : من يحكم الجزائر ؟  بالتأكيد ليسوا  هؤلاء الكراكيز التي  يمشي بعضها  على  رجليه مضبوعا  وبعضها محمول  على  كروسة !!!!!

3) الجزائر والمغرب وموريتانيا : وهنا  لا بد من التأكيد مرة أخرى أنني لا أقصد الشعب الجزائري الأصلي الذي حددنا هويته في المقدمة أي الشعب المنتمي للامة المغاربية قاطبة فذلك هو الشعب الجزائري....

أما  بخصوص  علاقة الجزائر مع المغرب فأرجو أن يتفهم  القراء الكرام  عدم إطنابي في الحديث عن العداوة الجزائرية المغربية التي يعرف  تفاصيلها القاصي والداني ، وسأختصرها في نقط  محددة  ستكون كالتالي :

* العداوة  المتأصلة  والعريقة بين حكام الجزائر والدولة المغربية ، وقد سمعنا - والله أعلم - أن كل جزائري  يرغب في الالتحاق بالعصابة الحاكمة في الجزائر تَـفْرِضُ عليه  هذه العصابة الحاكمة في الجزائر ( ما يسمى بِقَسَمِ العداوة للمغرب ، أي  عليه واجب أداء  اليمين بما يسمى يمين  العداوة الدائمة للمغرب كشرط ضروري للعضوية في العصابة الحاكمة في الجزائر ) ... ولن أنسى شجاعة  المجاهد الجزائري الحر السيناتور السابق جمال الدين حبيبي  رحمه الله  وهو يُعَرِّي  عن حقائق تتعلق بثورة التحرير الجزائرية  التي  اغتصبها بومدين ، والتي كانت قبل الآن من المُسَلَّمَاتِ التي لا نقاش فيها، بسبب عدم رغبة المسؤولين الحاليين في العودة إلى الوراء، حيث يكشف  المرحوم  جمال الدين حبيبي  أن هجوم المغرب على الجزائر سنة 1963 لم يكن إلا ادِّعَاءاً وكذبا من الرئيس الأسبق أحمد بن بلة من أجل وقف الصراع  الداخلي على السلطة، واختلاق  عدو خارجي  لتبرير  تصفية الحسابات  بين  الجزائريين  فيما بينهم وخاصة  مع أولئك  الذين لا يزالون  يطمحون  في  دولة  جزائرية مدنية وليست عسكرية كما أرادها  بومدين منذ انقلابه على فرحات عباس عام 1961 أي قبل الاستقلال المفترى عليه  ،  من أجل  ذلك  أعطيت الأوامر  للجيش  خاصة  فرقة  المنطقة  الغربية  باحتلال  العاصمة الجزائر  وإطلاق  الصرخة  المعلومة  "  لمراركة  حكرونا " وهي  مبرر لافتعال  حرب  مع  عَدُوٍّ  خارجي  وهو المغرب  تلك المعروفة بحرب الرمال ،  ومن  تم بدأت  قصة العداوة  الجزائرية الأبدية  لكل ما هو مغربي ،  وزاد المرحوم  جمال الدين حبيبي  ذلك الخبر القنبلة :  وهو" أن مليون ونصف المليون شهيد الذي  يبتز به  حكام الجزائر خزينة البلاد  ليس سوى  أكذوبة لنهب أمواال الشعب الجزائري ".... بهذه الصورة التراجيدية  بدأت مافيا الكوكايين  الحاكمة في الجزائر علاقتها  مع  كل  جيرانها ، علاقة مبنية على  احتقار كل  الجيران  لأنهم  أقل  منا  كجزائريين  مساحة  وثروة  ، وأننا  دولة  لها مبادئ  ثورية  سَـنُحَـرِّرُ بها  كل  إفريقيا  من العبودية ، وأننا  سنصبح في القريب العاجل  يابان إفريقيا  بغازنا  ونفطنا  وبصناعاتنا  الثقيلة ، لذلك  فكل  حركة عسكرية  جزائرية  كانت  في شرق الجزائر أو جنوبها فهي لمزيد من  احتلال أراض  الغير إلى أن فاجأهم ملك المغرب المرحوم الحسن الثاني  بالمسيرة الخضراء التي  لم تخطر لمافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر لهم على بال ، ومن  هناك وهم  قد جعلوا من قضية الصحراء الغربية قضيتهم الوطنية الأولى  تجندت لها الجزائر بكل طاقاتها حيث  ينفقون عليها  آلاف الملايير على حساب  تنمية  فقاقير  الشعب الجزائري  طيلة  43 سنة  ولا يزالون ..إذن لا خير في عصابة تركها الاستعمار الفرنسي  لِـتَـنُوبَ  عنه  بكل إخلاصٍ من أجل استمرار سياسة فرنسا في تقطيع  دول  المنطقة المغاربية  وتَجْـزِيئِهَا وقد قامت  مافيا  الكوكايين  بتلك الخدمة  الاستعمارية  بدقة  وإخلاص  ولا تزال  تبحث  عن  أي شيء  يسيء  لشعوب  المنطقة المغاربية  .... واليوم  ونحن في سنة 2018  نشاهد  ضحية القرن الواحد والعشرين وهي موريتانيا  وقد دخلها  سرطانٌ  من نوعين الأول هو سرطان  عسكر الجزائر الذي يعيث فسادا  في أراضيها انطلاقا من  الشريط العازل  الذي استولى عليه  الجيش الجزائري عنوة  باسم البوليساريو  وهو  شريط عازل بين الجزائر وموريتانيا من جهة  والمغرب من جهة أخرى  وخصوصا مناطقه الجنوبية  أي محافظتي  الساقية الحمراء ووادي الذهب ، لكن جيش القايد صالح خرج من  الشريط  العازل  مذلولا  بقرار  من  مجلس الأمن ، لكن  الجيش الجزائري لا يزال  يتسلل  خفية  بين الفينة والأخرى  ولو  للتجسس لأن عقيدة  هذا الجيش  عقيدة فاسدة  ورثها عن الاستعمار الفرنسي  ولن  يهدأ  له بال  إلا  إذا  خاض  المياه  العكرة ..

خاض المغرب كل الحروب من أجل  استكمال وحدته الترابية  للعودة  بالمملكة كما كانت  قبل  الحملة الاستعمارية  التي نشهت أراضيه من  الشمال والوسط و الجنوب : لقد كان شمال المغرب  عرضة  لاستعمارين  برتغالي وبعدها  استقر فيه  الاستعمارالإسباني ، وأصبحت  مدينة طنجة  المغربية بعد مؤتمر الجزيرة الخضراء  الأوروبي  عام 1906 حسب نتائج  هذا المؤتمر ، أصبحت منطقة دولية  يتناوب عليها  حكام كل من دول : بريطانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وبلجيكا وهولندا ... أما بقية شمال المغرب  فقد احتلته إسبانيا ، أما وسط المغرب فقد كان تحت الحماية الفرنسية  منذ 1912 إلى 1956 ، وقبل ذلك الوقت  كانت  مناطقه الجنوبية  ( أي  الساقية الحمراء ووادي الذهب ) منذ  بداية الهجمة الأوروبية  في القرن 18 على إفريقيا فقد كانت  الصحراء المغربية  من نصيب إسبانيا منذ مؤتمر برلين  الأوروبي عام 1884 لتقسيم  النفوذ الاوروبي في افريقيا ، ومع ذلك  لم يسكت الشعب المغربي عن احتلال الصحراء المغربية حيث  خاض معارك ضارية مع الجيش الاسباني التي كان المغاربة  يذيقون  الاسبانيين هزائم مريرة في  تلك المنطقة إلى أن اتحدت إسبانيا مع فرنسا في  ( معركة المِكْنَسَة la bataille de ecouvillon)  التي كانت في فبراير عام 1958 والتي  انهزم فيها جيش التحرير المغربي  ومع ذلك  ألحق  بالجيشين  الاسباني والفرنسي  خسائر فادحة  في الرجال والعتاد .

عود على بدء :

مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر طيلة 56  سنة سبقت المحافظين الجدد في أمريكا أصحاب نظرية الفوضى الخلاقة التي ظهرت عام 2001  والتي اتخذوها في وضع خارطة للشرق الأوسط الجديد ، وتقوم نظرية  الفوضى الخلاقة  على ضرورة  تدمير الدول العربية خاصة وتفكيكها وإعادة بنائها ، ويقال إن صاحب هذا المشرع هو الصهيوني برنارد لويس الذي فكر فيه منذ 1980 وهو صاحب أول مخطط مكتوب ومدعم بالخرائط .... بل يقول البعض إن  الذي استوحى هذا المخطط  من الماسونية وزاد في تنقيحه هو الأمريكي دان براون وتلقفته وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس واقترحته على بوش الإبن الذي اقتنع بهذه النظرية واكتسح العراق عام 2003 ، ومنذ ذلك الحين بدت معالم تفكيك مجتمع بلاد الرافدين بين الأكراد والعرب والكلدانيين والتركمان والسنة والشيعة وأقليات أخرى فبدت ملامح خارطة الشرق الأوسط الجديد تظهر جلية إلى أن أصبحت تفقأ العين في عام 2018 ... كل ذلك يؤكد أن حكام الجزائر متورطون حتى النخاع في تنفيذ هذا المخطط  الصهيوني الجهنمي الذي ظهرت نظريته عام 2001  بينما شرعت  المافيا الحاكمة في الجزائر في محاولة تنفيذهذا  المخطط  منذ 1975 بمحاولة تدمير المملكة المغربية و تفكيكها قبل 26 سنة من ظهور نظرية الفوضى المدمرة رسميا عام 2001 !!!!!...... إذن بلا شك أن حكام الجزائر أعداء لوحدة المنطقة المغاربية لأنهم يعملون ضد كل ما يوحد شعوبها ، وأصبح من المؤكد أنهم شرعوا في تنفيذ نظرية تفكيك دول المنطقة المغاربية عسكريا  قبل  جورج بوش الإبن  الذي بدأ  بتفكيك دول  المشرق العربي ....إذن الجزائر هي أول دولة عربية عَمِلَتْ وتَعْمَلُ ضد مشروع الوحدة  المغاربية  أولا وحلم  الوحدة العربية الذي كثيرا ما يتَبَجَّحَ حكامُها بالدفاع عنه كذبا وبهتانا ... وكم من مرة قلنا إن حكام الجزائر جسمٌ غريبٌ على المنطقة المغاربية والعالم العربي ، فقد انكشفت عورتهم قبل عورة بوش الإبن الذي شرع في تنفيذ مخطط الفوضى الهدامة في حرب أمريكا على العراق عام 2003 ...

وإذا كان جورج بوش الإبن مهووس بكونه المسيح المُخَلِّص للعالم فإن حكام الجزائر مهووسون بكونهم القوة الإقليمية في المنطقة المغاربية منذ افتعال حرب الرمال مع المغرب عام 1963  كما اعترف بذلك السيناتور الجزائري المناضل القح المرحوم جمال الدين حبيبي  الذي  فضح عصابة بومدين  العسكرية  كما سبق ذكره ....            وكما سبق الذكر عندما طرحنا  قضية وحدتنا المغاربية  بين الادعاءات الكاذبة والسلوكات الفعلية التي تعمل على المزيد من تمزيق دول المنطقة المغاربية الخمس ها نحن نجد  حكام الجزائر يعملون بجد واجتهاد  دبلوماسيا وينفقون الأموال  الطائلة  على  تنفيذ  وصايا  أسيادهم  على  الاستمرار  في المزيد من  تمزيق  شعوب المنطقة المغاربية ، بل نجد حكام الجزائر  يعطوننا  الدلائل تلو الأخرى  أن سلوكهم  الفعلي لم  يقف عند  محاربة المغرب  في  توحيد أقاليمه بل  نجدهم في شهر يوليوز 2002 يساندون  الجيش الإسباني الفاشستي حينما نزل بعض الجنود المغاربة على صخرة " ليلى " التي لا تبعد عن الشاطئ المغربي إلا ببضعة أمتار ؟ ألم تعترف الجزائر بكل فرح بتقسيم السودان ؟ ألا تقف اليوم متفرجة على تنفيذ مؤامرة الشرق الأوسط الجديد الذي يسهرعلى تطبيقها التحالف  الصهيوني الأمريكي الغربي ومعهم حكام الجزائر بأموالهم ودبلوماسيتهم الدنيئة التي لا تنشط إلا فيما يفرق شعوب المنطقة المغاربية والعرب والمسلمين أجمعين وتحول مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر دائما دون الحلول التي تدفع نحو التوحيد وحقن الدماء ؟ ألم تُـنْفِق مافيا  حكام الجزائر على قضية فصل الصحراء عن المغرب ملايير الدولارات طيلة 43 سنة  لخلق  دويلة في المنطقة المغاربية حسب مخطط  الفوضى الخلاقة ، وما تزال تعتبر نفسها القوة الإقليمية  القادرة بتحالفها مع الصهيونية  في شمال غرب إفريقيا  على تنفيذ المخطط الأشمل حسب  نظرية  الفوضى الخلاقة  التي سبقوا بها  أمريكا  والصهيونية العالمية  وبدأوا  هم  بتنفيذها  في المنطقة المغاربية منذ  عام 1975  ولا يزالون ؟؟؟...

وكما يعلم الجميع أن مافيا الجزائر تسعى لتكرار سيناريو الصحراء الغربيةبخلق قضية " صحراء شرقية "  في ليبيا كبؤرة صراع مُعقدة  على طريقة مشروع  خلق دويلة  في الصحراء المغربية...وهذا ليس غريبا على حكام الجزائر فقد سبقوا إسرائيل وأمريكا في تدمير الوحدة المغاربية منذ 1975 فربما يملكون تفاصيل سرية أخرى أكثر خطورة حول إعادة تكوين خارطة المنطقة المغاربية  الجديدة التي ربما  قد تذهب ضحيتها  الحلقة الأضعف  في المنطقة  وهي موريتانيا  المُغَفَّلَة ، بدليل السبق  الذي ناله  حكام الجزائر في الشروع في تنفيذ معالم الخريطة الجديدة منذ 1975 في جسم المملكة المغربية ، فهم صنيعة فرنسا الجنرال دوغول والصهيونية العالمية بدون شك ... حكام الجزائر لغز من أعقد الألغاز ... فيكفي أن ينظر المرء لما فعلوه بالشعب الجزائري برمته ليدرك أنهم  هم أعداؤه الحقيقيون ... سرقوا ثورته وكرامته وأرضه وعرضه وثروته  ..

يمكن القول بكثير من الاطمئنان إن الإستراتيجية الصهيونية الغربية العالمية تجاه العالم العربي والإسلامي ( شرقا وغربا )  منذ منتصف القرن التاسع عشر،والتي انطلقت من الإيمان بضرورة تقسيم العالم العربي والإسلامي ( شرقا وغربا )  إلى دويلات إثنية ودينية مختلفة، حتى يسهل التحكم في ثرواتها ، هذه الاستراتيجية  كانت قد بدأت تظهر معالمها ومنفذوها المخلصون لها  مع  المافيا الحاكمة في الجزائر  منذ  1975 أي قبل  26  سنة ... لقد غُرست إسرائيل في قلب منطقة الشرق الأوسط لتحقيق هذا الهدف ، كما غُرست مافيا الكوكايين المؤمنة بالجزائر الفرنسية  في  المنطقة المغاربية  لتحقيق نفس الهدف ...

في المنطقة المغاربية ظهر الحكام  الذين  ينفذون مخططات استراتيجية  وضعها  الاستعمار قبل مغادرة  المنطقة  المغاربية  وعلى رأسهم كابرانات  فرانسا  المخلصون لأمهم  فرنسا ، فهم  يعملون  ليل نهار  على  المزيد من  تشتيت  الشعوب  المغاربية  وإنفاق الأموال الطائلة على ذلك لأنهم  بالتأكيد  ليسوا  جزائريين ، بالتأكيد  ليسوا  جزائريين  ....

وسنبقى نحن أحرار الجزائر وحرائرها  شوكة في  حلوقهم  حتى  ينهض  الشعب الواحد في المنطقة  المغاربية  والذي لا يقل عدده عن 100  مليون  مغاربي أمازيغي عربي إفريقي أندلسي ....

فماذا  تطبخ مافيا الكوكايين  الحاكمة في الجزائر  للموريتانيين ؟...

ولا يسعنا إلا أن نقول لشعب المليون شاعر ما أثلج به  صدورنا  الشاعر محمد البوصيري في بردته :

من يعتصم بك يا خير الورى شرفا   الله حافـظه من كل منتقم

و من تكن برســـول الله نصرته    إن تلقه الأسد في آجامها تجم

أو كما  قال رب العزة : " وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُاللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ( الأعراف 30)  صدق الله العظيم .

وسيبقى أحرار الجزائر وحرائرها  كما  هم  أحرار  وحرائر  المنطقة المغاربية  جميعهم  مؤمنين بأننامغاربيون وحدويون من البُطْنَان في أقصى شرق محافظة برقة بليبيا إلى طنجة المغربية ومنها إلى نهر السنيغال بموريتانيا، مؤمنون  بوحدة  شعب المنطقة المغاربية ( بدولها الخمس )  حتى  تنفجر  مرارة  مافيا  الكوكايين الحاكمة  علينا  في الجزائر الحرة  إلى الأبد  رغم  مؤامرات  الجسم الغريب الحاكم  على الشعب الجزائري إلى  حين ......

 

سمير كرم  خاص للجزائر تايمز