أضحى الاسترزاق لدى العديد من الجمعيات تحت غطاء حب الوطن ،مهنة رائجة على نطاق واسع،ومهمة يسيرة للربح السريع وخدمة أجندة خفية.

ويلازم هذه الظاهرة الخطيرة،عمل لا يقل خطورة عن الاسترزاق الجمعوي بالوطنية،ويتعلق الأمر بأقلام مأجورة،مهمتها تغليط الرأي العام بتمرير خطاب يغطي على النسيج الجمعوي المسترزق،يسعى لتلميع صور جمعيات،بدأت ممارساتها القذرة في الانكشاف،بعد أن حاولت التستر على أنشطتها لمدة طويلة.

ويتم الاسترزاق بطرق ملتوية لا يشعر بها المواطن العادي الذي لا يعرف سبل التمويل ولا طرق التدبير والتسيير لدى هذه الجمعيات،التي يهيمن على مكاتبها أشخاص،يديرونها بطرق ديكتاتورية ويتحكمون فيها برؤية أحادية الجانب لا تعرف رأيا مخالفا ولا اقتراحا موازيا،إذ يتحكم هؤلاء في كل صغيرة وكبيرة من خلال بسط نفوذهم على الجمعيات التي يديرون شؤونها من موقع الرئاسة،وأما باقي الأعضاء عند هؤلاء فإما مجرد "بيادق" أو أسماء بحبر على الورق.

وتسترزق هذه الجمعيات تارة باسم الأعياد الوطنية الرسمية وخلال الأيام العالمية،وفي بعض الأحيان باسم عيد ديني وفي أحايين أخرى باسم المرأة والطفولة،ولا تتردد في قضم المنح والموارد عبر اللافتات وعند اقتناء لوازم الأنشطة والحفلات،وفي مختلف المعدات التي تعمل على ديباجتها في التقارير المرفوعة إلى الجهات"المانحة.

وأما الأقلام المأجورة،والتي يتخفى بعضها وراء جمعيات، فهي لا تترك نقطة سوداء لدى المسترزقين إلا وسعت إلى وضع " الجير " عليها بغية تبييضها، حتى لا تظهر للعيان،واستعمال لغة المدح وتضخيم الأمور الصغيرة،وذلك بانتقاء صور معينة للتدليل بها على ما يسمى بالنجاح وتحقيق الأهداف.

إن ما يجري بوطننا الحبيب من استرزاق فضيع وتمييع خطير للعمل الجمعوي،من خلال أنشطة بذيئة وغير تربوية لا يتجاوز صداها على الجهة أو العمالة،يحيلنا على ظاهرة خطيرة جدا تستهدف المجتمع،وتشكل خطرا على مستقبل التنمية في مفهومه الشامل،خاصة إذا علمنا بأن هذا العمل يكرس لأسلوب معين يتم توسيع دائرته،قصد التحكم في معظم شرائح المجتمع،ولعل التركيز على الطفل والفتاة والمرأة والهوية، كفيل بأن يعطينا صورة واضحة عن مرامي هذه الجمعيات الإسترزاقية ويوضح مدى الهدف الخبيث للأقلام المأجورة،لذا وجب

الحذر وفضح كل مسترزق أو مسترزقة باسم العمل الجمعوي،وقطع الطريق علـى كل قلم مأجور هدفه طمس الحقيقة ونشر معلومات زائفة.



 دغوغي عمر