اقتحم أزيد من 300 مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء، اليوم الأحد، السياج الحدودي الفاصل بين مناطق تابعة للنفوذ الترابي لعمالة الناظور وأخرى تابعة لمدينة مليلية المحتلة الخاضعة للسيادة الإسبانية، وهو ما أدى إلى وفاة أحد المرشحين للهجرة السرية خلال محاولته القفز فوق السياج الحدودي.

وقالت حكومة مليلية المحتلة، في تصريحات للصحافة الإسبانية، إن "الشخص الذي توفي هو واحد من مئات المهاجرين الذين قاموا بعملية الاقتحام"، مشيرة إلى أن "وفاته كانت نتيجة إصابته بجروح خلال محاولته الهروب من السلطات الأمنية بالمنطقة".

وذكرت المصادر ذاتها أن "محاولة الهجرة الجماعية خلفت أيضا إصابة ثلاثة مهاجرين آخرين بجروح لدى عبورهم الحدود"، وأورت أنه "على الرغم من تفعيل بروتوكول تدخل فرق الصليب الأحمر فور وقوع الحادث، إلا أن أحدهم توفي، في انتظار تشريح الجثة".

وتعد محاولة الاقتحام هذه ثاني أكبر عملية اقتحام جماعية خلال العام الجاري، بعد الاقتحام الذي نفذه أكثر من 300 مهاجر قبل أشهر عن طريق سياج مليلية ذاته.

وأوردت وسائل إعلام إسبانية أن الحادث يأتي بعد يوم واحد من تسليم الحكومة الإسبانية للمغرب أزيد من 24 مهاجرا سريا من جنوب الصحراء الكبرى، كانوا قد وصولوا أول أمس الجمعة إلى "أرخبيل تشافاريناس"، الواقع قبالة الساحل المغربي، على متن قارب صغير؛ وذلك تطبيقا لاتفاقية إعادة المهاجرين الموقعة بين البلدين سنة 1992.

تنامي موجة "الحريك" بشكل غير مسبوق دفع وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، إلى عقد اجتماع مع نظيره الإسباني بالعاصمة مدريد، أمس السبت؛ حيث أكد المسؤول الحكومي أن "المغرب مستمر في بذل مجهودات كبيرة من أجل مواجهة المنظمات الإجرامية المتاجرة بالبشر، خاصة تلك النشيطة داخل التراب الوطني"، مشيرا إلى أن هذه الشبكات عانت في الأشهر الأخيرة ضغطا قويا بفضل العمل الجاد الذي تقوم به عناصر الأمن المغربية ونظيرتها الإسبانية.

وتعهدت الحكومة المغربية، خلال هذا اللقاء، بإيجاد حل لمشكلة الأطفال المغاربة القاصرين غير المصحوبين، المعروفين اختصارا بتسمية "MENA"، إذ قال وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت إن الرباط تلتزم بمعالجة هذا الملف في إطار حماية المصالح العليا للقاصرين واحترام حقوقهم الأساسية.

وأكد فرناندو غراندي مارلاسكا، وزير الداخلية الإسباني، أن اللقاء كان مناسبة لمعالجة إشكالية الهجرة غير النظامية التي تهم البلدين، مشيرا إلى أن الاجتماع لم يكن استثنائيا، لاسيما أن المغرب شريك إستراتيجي متميز ليس فقط مع إسبانيا، وإنما أيضا مع جميع دول الاتحاد الأوروبي.