أعلنت هيئة تحرير الشام، التي تسيطر على الجزء الأكبر من آخر معقل للمعارضة في محافظة إدلب، الأحد تمسّكها بخيار "الجهاد والقتال" محذرة من "مراوغة المحتل" الروسي وذلك قبل ساعات من الموعد النهائي لانسحاب الجهاديين من منطقة عازلة ما يهدد بنسف الاتفاق الروسي التركي.

وأعلنت الهيئة في بيان "لن نحيد عن خيار الجهاد والقتال سبيلا لتحقيق أهداف ثورتنا"، محذّرة من "مراوغة المحتل الروسي او الثقة بنواياه ومحاولاته الحثيثة لاضعاف الثورة (....) وهذا ما لا نقبل به مهما كانت الظروف والنتائج".

وأورد بيان الهيئة أن السلاح هو "صمام أمان لثورة الشام، وشوكة تحمي أهل السنة وتدافع عن حقوقهم، وتحرر أرضهم"، وأنها لن تتخلى عنه أو تسلمه.

وليل السبت الأحد سُجّل قصف بقذائف الهاون بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان من المنطقة العازلة حول إدلب على مناطق سيطرة النظام السوري في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي.

ويأتي ذلك بعد أيام من الإعلان عن سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة العازلة، تنفيذا للاتفاق التركي الروسي الذي تم التوصل إليه في سوتشي في 17 أيلول/سبتمبر لتجنيب محافظة إدلب هجوما واسع النطاق للنظام السوري.

وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن "إنه أول خرق واضح للاتفاق منذ نزع السلاح الثقيل"، معتبرا أن هاتين المنطقتين يجب "أن تكونا خاليتين من السلاح الثقيل ومن ضمنها قذائف الهاون".

وكان عبد الرحمن أعلن في 10 تشرين الأول/أكتوبر أنه "لم يتم رصد أي سلاح ثقيل في كامل المنطقة المنزوعة السلاح" المرتقبة في إدلب ومحافظات حلب وحماة واللاذقية. وكانت تركيا والفصائل المعارضة أكدت هذه المعلومات.

لكن عبد الرحمن أشار مساء السبت إلى أن الفصائل المسلحة "أطلقت عدة قذائف على معسكر للنظام في منطقة جورين في ريف حماة أدت الى مقتل جنديين سوريين، كما قصفت أيضاً أحياء في منطقة حلب من مواقعها في الريف الغربي، الذي يقع في المنطقة العازلة".

وتعذّر على عبد الرحمن تأكيد ما إذا كان الجهاديون هم من أطلقوا القذائف أم الفصائل المعارضة.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وغيرها من الفصائل الجهادية على أكثر من ثلثي المنطقة العازلة المرتقبة، وعلى نحو 60 بالمئة من محافظة إدلب.

وتنتشر فصائل ينضوي معظمها في إطار "الجبهة الوطنية للتحرير" في بقية المناطق، بينما وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي.

وأفادت صحيفة الوطن السورية الموالية للنظام بأن "خطوط التماس في ريف حلب الغربي تشهد إطلاق القذائف والصواريخ من السلاح الثقيل الذي يفترض أنه جرى سحبه من المنطقة، على الأحياء الامنة".

إلى ذلك نقلت الصحيفة عن مصدر ميداني قوله إن الجيش "وجه تحذيرات للإرهابيين في الريف الأخير وفي محافظة إدلب بالانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح قبل انقضاء المهلة المحددة وفق اتفاق سوتشي، وبأنه سيرد بحزم على أي استفزاز".

ومساء الأحد طاول قصف من قبل قوات النظام مناطق في بلدة الزيارة في القطاع الشمالي الغربي من ريف محافظة حماة ما أدى لأضرار مادية، بحسب المرصد.

وينص الاتفاق على استكمال سحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة بحلول العاشر من تشرين الاول/اكتوبر، الأمر الذي أعلنت الفصائل المسلحة إتمامه، كما يتضمن انسحاب مسلحي هيئة تحرير الشام الجهادية من المناطق العازلة بحلول الخامس عشر من الشهر الحالي. والأحد أكد المرصد أنه لم يرصد "أي انسحابات معلنة" للجهاديين من المنطقة حتى الآن.