كشف تقرير أعده موقع "برو بوبليكا" الأميركي، عن مدى تأثير الملياردير اليهودي الأميركي، شيلدون إديلسون، على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعن مدى نفوذه في مواقع صنع القرار في الولايات المتحدة.

وأوضح التقرير أن إديلسون تبرع بعشرات الملايين من الدولارات خلال الحملة الانتخابية لترامب والحزب الجمهوري. وفي المقابل بات الملياردير يتمتع بحرية الوصول إلى الرئيس ترامب الذي يستغل منصبه في مساعدته بالترويج لمشاريع إديلسون التجارية.

وبحسب التقرير، فإن دونالد ترامب سعى لدى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وطلب منه السماح لإديلسون بإقامة كازينو في اليابان، وأوضح التقرير أن ترامب أثار هذه المسألة مع آبي في شباط/ فبراير 2017، بعد وقت قصير من العشاء الذي عقده الرئيس الأميركي وكبار المستشارين مع إديلسون في البيت الآبيض. حيث أوضح لترامب أنه مهتم بتوسيع أعمالها في الأسواق اليابانية منذ فترة طويلة.

ويركز التحقيق الصحافي الذي نشره الموقع الأميركي غير الربحي مساء اليوم، الأربعاء، على الأحداث التي وقعت بين كانون الأول/ ديسمبر 2016 وشباط/ فبراير 2017، أي منذ الإعلان عن النتائج النهائية بفوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة حتى تسلمه لمنصبه وانتقاله إلى البيت الآبيض.

وأكد التقرير أن ترامب اجتمع برئيس الوزراء الياباني خلال هذه الفترة مرتين على الأقل، وبالتزامن مع هذه الاجتماعات، أقر الحزب الحاكم في اليابان قانونًا يسمح لأول مرة بإنشاء مجمعات كازينو في البلاد. ووفقا للقانون الذي أثار جدلا واسعا في اليابان، فإن الحكومة ستمنح تراخيص لثلاث شركات فقط لتشغيل مجمعات للقمار (كازينوهات). من المتوقع أن يصل إجمالي أرباح الشركات الثلاث إلى مليارات الدولارات.

ولفت التقرير إلى أن ترامب طلب من آبي، خلال زيارته للولايات المتحدة في شباط/ فبراير عام 2017، منح أحد التراخيص الثلاثة (التي أقرت في القانون الياباني)، لشركة "لاس فيغاس ساندس" المملوكة لشركة إديلسون.

ونقل الموقع الأميركي عن مصدر مطلع على تفاصيل المحادثة بين ترامب وآبي، أن الرئيس الأميركي طرح الموضوع فجأة وبشكل غير متوقع وبدون أي مقدمات. أشار المصدر إلى أن ذلك تم بعد أيام من استضافة ترامب لإديلسون في البيت الأبيض، ووفقًا للتقرير، فإن رئيس الوزراء الياباني لم يلزم نفسه أمام ترامب بالموافقة على منح تقرير لإديلسون، لكنه أكد له إنه يفهم طلبه وأنه سيبحث الأمر.

وأشار التقرير إلى أنه في كانون الأول/ ديسمبر 2016، أي بعد شهر تقريبا من فوز ترامب بالانتخابات، زاره آبي في برجه في نيويورك. حيث كان رئيس الوزراء الياباني أول زعيم في العالم يجتمع مع ترامب خلال الفترة الانتقالية بين فوزه في الانتخابات وتولى تنصيبه.

وأكد التقرير أنه وبصورة استثنائية، عقد الاجتماع دون أي تدخل من وزارة الخارجية الأميركية، على النقيض من البروتوكول المستخدم في الاجتماعات بين القادة الدوليين والرئيس الأميركي المنتخب خلال فترة انتقالية. وبعد وقت قصير من هذا الاجتماع، اكتسبت التشريعات المتعلقة بإنشاء مجمعات القمار في اليابان زخما واسعا في البرلمان الياباني.

وأوضح التقرير أنه منذ تلك اللحظة (اجتماع آبي بترامب في برج الأخير)، بدأ إديلسون بالتعبير عن ثقته دون حرج خلال محادثاته مع كبار المديرين التنفيذيين والمستثمرين في شركته بأن "لاس فيغاس ساندس" قادرة على دخول السوق اليابانية وأنها على وشك القيام بذلك.

يذكر أنه إديلسون، الذي تجمعه علاقة قوية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أعلن في أيار/ مايو 2015 عندعه لحملة ترامب الانتخابية وبدأ في تحويل ملايين الدولارات ونقل مبالغ كبيرة إلى حسابات الحملة الانتخابية.

وكشف نتنياهو النقاب عن اتصالات الهاتفية بإديلسون، الذ يملك كذلك صحيفة "يسرائيل هيوم" الداعمة لنتنياهو، وتفاخر بعلاقاته واتصالاته بالملياردير إديلسون وصحيفته، وكتب في آب/ أغسطس العام الماضي، عبر صفحته على "فيسبوك" أنه أجرى 160 مكالمة هاتفية مع إديلسون بين الأعوام 2012 و2015، قائلا إن "إيدلسون صديقي المقرب منذ 30 عاما، وأعرب عن سروري بالحديث إليه والتواصل معه بين الحين والآخر، وبين الأعوام 2012 إلى 2015 كنت أتحدث وأتواصل معه أسبوعيا".

وعرض الملياردير اليهودي الأميركي، تمويل نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، بعد إعلان الإدارة الأميركية نيتها فعل ذلك في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، وفقًا لما أوردته وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، في شباط/ فبراير الماضي، أي قبيل نقل السفارة بثلاثة أشهر.