صَدَّعَتْ مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر رؤوسَنَا  بضرورة  إجراء مفاوضات بين البوليساريو والمغرب ، وأن المغرب يتهرب من المفاوضات ، وحينما جاءتهم  دعوة ممثل الأمين العام في نزاع الصحراء لا جتماع جينيف  يومي 5- 6  دجنبر 2018  وقعوا في حيص بيص لأن الدعوة ملغومة في نظرهم  لأن الحضور إليها  سيكون  جميع الحاضرين على مائدة مستديرة ، وهنا أُسْقِطَ  في يد  حكام الجزائر الذين يُعْتَبَرُونَ  من حثالة  مخلفات  الحرب الباردة  الذين لم يدخلوا بعد في القرن الواحد والعشرين  أي  لا يزالون  يفكرون بعقلية الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي .....

أولا : المافيا الحاكمة في الجزائر تخاف أن تتحول مائدة جينيف من المستديرة إلى المستطيلة  :

من المعلوم أنه حتى كتابة هذه السطور لم تعلن المافيا الحاكمة في الجزائر عن حضورها للمائدة المستديرة في جنيف التي دعا إليها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء  أربعة أطراف هي البوليساريو والمغرب كطرفين أساسيين والجزائر وموريتانيا كملاحظين للانعقاد بجنيف  يومي 5 و 6 دجنبر 2018 ، والتي وافق المغرب على حضورها قبل البوليساريو أي وافق المغرب يوم 2 أكتوبر 2018 وانتظر البوليساريو الضوء الأخضر من أسياده  مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر ليعلن البوليساريو موافقته بعد المغرب بيوم واحد أي يوم  3 أكتوبر 2018 ، وقيل إن المبعوث الأممي قد حدد  تاريخ 20 أكتوبر 2018 كآخر أجل  لإعلان  الموافقة على حضور هذه المائدة المستديرة ، وكما قيل أيضا بأن صيغة هذه الاستدعاءات  جاءت موحدة لجميع الأطراف  الأربعة ، ولعل شكل المائدة المستديرة التي اقترحها  المبعوث الأممي للصحراء  السيد كوهلر فيها ما فيها من الرسائل  للجهات الأربع المعنية ، لعله  يريد أن يحرك مياه النزاع الراكدة  من الأعماق في تلك المنطقة منذ 2012 وعلى جميع  الجهات  والمستويات حتى لا يغفل  جهة دون أخرى ، وهي إشارة منه بأن الأمر يهم المنطقة  المغاربية بكاملها  وليس المشكل بين  دولة المغرب مع الجماعة  التي تنازعه من أجل الانفصال عنه ، ولم يغفل كوهلر الجزائر الرسمية  ومخابراتها العسكرية المُوَرَّطة  في افتعال هذا النزاع  الذي لا تريد  المافيا الحاكمة في الجزائر حلا له  أبدا ...

 وقد اختار كوهلر المائدة المستديرة  متعمدا ، لأن  وجود الجزائر في هذه  المائدة المستديرة  يعني أن الجميع مسؤول بنفس القدر وبنفس الدرجة ، أي لا يحق لعنصر حاضر في هذه الدائرة أن يتنصل من مسؤوليته ، بمعنى أنه  في هذه الدائرة قد يكون هو البداية  وقد يكون هو النهاية مثل الدائرة التي لا نعرف هندسيا بدايتها ونهايتها ، ففي هذه الدائرة  ستكون المافيا الحاكمة في الجزائر على قدم المساواة في التورط  مع  البوليساريو التي تُنكرها  الجزائر وتُنكر أي علاقة عضوية  بها ولا بقضيتها ( إنه مرض السكيزوفرينيا  العُصابي أي انفصام في شخصية المافيا الحاكمة  في الجزائر : فهي تأوي الانفصاليين المغاربة في مخيمات تندوف وتسلحهم وتمول جميع  تحركاتهم في أرجاء العالم  وتمول ما يسمى بحكومة  جمهورية الوهم بجيشها المسلح  وبموظفيها ، باختصار  إنها دويلة داخل دولة الجزائر قائمة بمصاريف  الخزينة الجزائرية ، ومع ذلك فإن مافيا حكام الجزائر يتنكرون لهذا  المخلوق الغرائبي الذي صنعته  الجزائر وتعمل جاهدة من أجل أن يبقى حيا ، كل هذا  والشعب الجزائري  صامتٌ لأنه  يخاف  من المخابرات ومن  تكرار  مجازر بنطلحة والرايس والرمكة وحد شكالة وغيرها من مجازر العشرية السوداء الشهيرة في التاريخ البشري  خاصة وأن أويحيى رئيس حكومة المافيا هدد  مؤخرا ولأكثر من مرة  بإعادة  العشرية  بل وقد تكون هذه المرة عشرينية  أي مدة الذبح فيها قد تستغرق 20 سنة ) ، لذلك فإن كوهلر قد وَرَّطَ  المافيا الحاكمة في الجزائر إلا إذا  فطنوا " للفخ "  وتخلوا عن الحضور وهذا محتمل جدا ....   لكن المؤكد  أنه إذا  حضرت مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر  إلى هذه المائدة المستديرة فستصبح مائدة مستطيلة بقوة الظروف والملابسات التاريخية والجيوسياسية التي يحملها على ظهورهم  طرفان فقط  في هذا النزاع  وهما  حكام الجزائر والمغرب ، ومن يقول غير ذلك فقد افترى على الله كذبا ....ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ؟؟؟

وأول مؤشر على تهميش وجود شيء اسمه البوليساريو وما يَجُـرُّ وراءه من أساطير وتخاريف صنعتها له الجزائر طيلة 43  سنة هو أنه : أولا  هذا الإبداع  الجديد الذي جاء به كوهلر وهو جمع الدول الثلاثة ( الجزائر المغرب وموريتانيا ) بالإضافة إلى الجماعة  الانفصالية على مائدة مستديرة  وقد تم  تدقيق معنى  الاجتماع  على مائدة مستديرة  سابقا ، ثانيا  رغم أن البوليساريو كان طيلة 6 سنوات أي منذ 2012  وهو يصدع رؤوسنا  بمطالبة مجلس الأمن  بالضغط على المغرب  ليتفاوض معه ، لكن المغرب كان يعرف  أن  ممثل الأمين العام كريستوفرروس كان  جزائريا حتى النخاع ، وهذا الأخير بدل أن  يعمل على تقريب وجهات النظر و أن يستمر حيث انتهى سلفه بيتر فان فالسوم  الذي دق آخر مسمار في نعش  حلم  دويلة إسرائيل الجديدة في المنطقة المغاربية ( جمهورية الوهم الصحراوية ) حيث قال باستحالة إجراء استفتاء  في الصحراء المغربية وقال للبوليساريو في وجههم صراحة : عليكم أن تتخلوا عن المطالبة  بالاستقلال لأنه مطلب غير واقعي بل ومستحيل ، ثالثا  وثالث مؤشر على انعدام وجود للبوليساريو في السيناريو الذي أبدعه  كوهلر هو أن ما يسمى بالبوليساريو سكت هذه المرة عن التهريج  المستمر طيلة 6 سنوات وانتظر  الضوء الأخضر من أسياده بقصر المرادية وثكنة بنعكنون الذين انتظروا هم بدورهم موقف المغرب قبل أن يعطوا الضوء الأخضر  لبيادقهم  البوليساريو لإعلان موافقتهم  للحضور بعد  التأكد من  موافقة المغرب  هو الأول ، فأين  التنطع  والقفزات البهلوانية  طيلة 6 سنوات من المطالبة بالتفاوض مع المغرب ؟ أم أن مناورة  كوهلر  بإبداع  صيغة المائدة المستديرة  قد  أفحمت الجزائر وصنيعتها  البوليساريو  ومسحت كل  مناوراتهم التي كانوا قد أعدُّوها  لكن كوهلر حطم  كل تصوراتهم  لاستنساخ  صور مهازل المفاوضات كما كانت تجري في السابق  ...

أما  المجرمون الحاكمون في الجزائر فلا زالوا لم  يعلنوا عن  موافقتهم لحضور هذه المائدة " الفخ "  المستديرة  بجنيف  خوفا  من أن تدور عليهم الدائرة  ويعترفوا من حيث لا يحتسبون بأنهم  متورطون  حتى  النخاع في افتعال هذا النزاع .... وهم لا يزالون مترددين  بين الحضور وعدم الحضور ، والسبب كما قلنا هو " فخ المائدة  المستديرة "  فإذا فكروا في  الحضور لهذه المائدة المستديرة  فهم الآن يطبخون في المطبخ الذي تشرف عليه " الشيف " أمال نسرين لعمامرة  وهي بنت رمطان لعمامرة  التي تغشل منصب مستشارة في الأمن العسكري الجزائري وهي المكلفة بملف انفصال الصحراء عن المغرب  التي أقسمت برأس والدها  رمطان لعمامرة  أن تطل الجزائر ذات يوم على المحيط الأطلسي من خلال الصحراء الغربية التي ستصبح جزائرية  ، لماذا  بنت  لعمامرة ؟ لأنها نالت درجة دكتوراة من جامعة كامبريدج البريطانية موضوعها البوليساريو وحتمية الانفصال عن المغرب ، ضدا في الشعوب  الطامعة  في الوحدة العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج ....وسوف لن نستغرب – لو قررت المافيا الحاكمة في الجزائر - أن تترأس  بنت لعمامرة وفد الجزائر في هذه المائدة المستطيلة  أو أن تكون ضمن الوفد الجزائري لمواجهة موقف  بلادها  المفضوح و( المُبَهْدَلِ ) أصلا أمام العالم ، هذا في حالة ما إذا  أشارت عليهم  بنت لعمامرة  بحضور " فخ  المائدة المستديرة " ... ولا شك أن مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر لا تزال سجينة  الحرب الباردة ، لذلك إذا حضروا هذا اللقاء في جينيف  فهم يستعدون  لهذا اللقاء بعقلية السبعينيات من القرن الماضي ، وبما أنهم  أبعد  بملايين السنوات الضوئية عن عالم القرن الواحد والعشرين فعليهم أن  يستعدوا  لصفعات المنتظم الدولي  الذي يشتغل بعقلية القرن الواحد والعشرين وليس بعقلية  القرن الماضي ، سيكون بينهم وبين المنتظم الدولي ما يعرف بحديث الصم  .

ثانيا : لماذا مائدة  مستطيلة عوض مائد مستديرة :

يعرف العالم  كله تطور هذا الملف منذ المسيرة الخضراء عام 1975 وكيف انقلب بومدين على المغرب مفاجئا العالم ، وكيف خاض بومدين  حروبا  مع المغرب لا نعلم عنها نحن الجزائريين إلا ما نفخ فيه  بومدين في خطبه  عبر تلفزيون  الجزائر في ذلك الوقت وإلى الآن ، تلك الخطب  التي تدور كلها  على أسطوانة  خيالية يقول فيها بومدين ( اعطينا للمراركة طريحة ) ، أما  الذي انكشف  من حقائق تلك الحروب  فهو قليل جدا مثل ما ذكره  الرئيس الأسبق حسني مبارك في حديثه  مع أحد الصحافيين  والتي  ظهرت فيما بعد بكثير و الذي فضح فيها  هزيمة بومدين  الشنعاء التي سوقتها لنا وسائل إعلامه أنها كانت  " طريحة " للمراركة "  أيضا وكما هي عادة  بومدين وجماعته ، لكن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك فضح بومدين فضيحة يندى لها الجبين ، لأنه أولا نحن كجزائر رسمية نردد بأننا  ما دخلنا  قط  في أرض هي ليست أرضنا ولن ندخل أرضا هي ليست أرضنا ( مع العلم أننا دخلنا أراضي ليبية مؤخرا  بالطبل والمزمار)  وقلنا للعالم إننا لا نطالب بأي أرض  ثم  يأتي التاريخ الذي لا يرحم أحدا ويعترف الرئيس الأسبق لدولة مصر الشقيقة  محمد حسني مبارك ، يعترف ذات يوم  بأنه كان له الفضل كوسيط  مبعوث من طرف الرئيس المرحوم  أنور السادات ، يعترف بأنه كان له الفضل  في فك الحصار عن 2200  ما بين جنود وضباط  جزائريين بالإضافة إلى 106 قطعة من المعدات  العسكرية الثقيلة ، كان هذا الكم الهائل من العسكر والعتاد  قد  حاصرهم  الجيش المغربي في وسط الصحراء المغربية الذين لولا  تدخل مصر  لماتوا  عطشا  في وسط الصحراء ، ولمن شك من الشياتة  الجزائريين المنافقين  في كلامي  فإن الفيديو لا يزال  رهن إشارتهم للتأكد من كلامي ،  فرئيسهم  بومدين وضع نفسه في ورطة  مُذِلَّةٍ  ، فهو يقول للعالم : أنا لست معنيا  بالصحراء الغربية ثم  يكتشف العالم أن مئات من العسكر الجزائري  بمعداتهم  تحاصرهم  الجيوش المغربية في قلب الصحراء المغربية  مهددون بالموت عطشا  لولا تدخل مصر حيث فتح لهم المرحوم الحسن الثاني ثغرة صغيرة  ليفروا منها  ويعودون إلى بلادهم دون أن يستغل ذلك ملك المغرب دعائيا وقد كان هو شرط  بومدين.

كل هذا التاريخ سيحضر في المائدة المستديرة لكن وكعادة  حكام الجزائر فإنهم  سيقلبون هذه المائدة المستديرة إلى مائدة مستطيلة  تجمعهم مع المغرب فقط و سيخوضون  في تفاصيل التفاصيل لإغلاق الحدود مع المغرب  وأن المغرب هو البادئ ، والبادئ أظلم وأن حرب الرمال كانت غدرا  للثورة الفتية في إفريقيا والعالم وأن الجزائر هي قاطرة  إفريقيا بل هي يابان إفريقيا ، وبأن اقتصاد الجزائر أقوى من اقتصاد السويد والدانمارك والنرويج وبأنهم قد تواضعوا  حينما قبلوا  الجلوس مع المغرب  دولة البطالة والجوع ووووووو كل هذا  سيكون هو الحديث المهيمن على هذه المائدة المستطيلة  من الطرف الجزائري  المريض في هذه المائدة التي كان من المفروض أن تكون مستديرة  تعمل على تطوير المواقف حسب  المستجدات التي تفرض الواقعية وروح  التوافق ، وهي الصفات التي تفتقدها الدبلوماسية الجزائرية  المبنية على الصدامية  والروح العدوانية التي تُعْمِي البصيرة ..

لكن كوهلر لا شك سيحاول أن يصفعهم  ليستفيقوا  من تاريخ  مضى وأكل عليه الدهر وشرب ، وسيسألهم : هل لديكم  مشروع رؤيا  لحل معضلة الصحراء ؟ وجوابهم معروف منذ 43 سنة وهو :" التمسك في كل المفاوضات بأسطوانة : تصفية الاستعمار من  الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في افريقيا، من خلال تمكين شعبها من ممارسة حقه  الغير قابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال." ... إذن لا جديد فوق الطاولة سيأتي من المافيا الحاكمة في الجزائر ، لأن عقلية  الحمار الذي يدور في ناعورة  ثابتة  لجلب الماء من البئر عاش ولا يزال يعيش تحت لسعات سياط  أسياده  طيلة  56 سنة لن يستطيع إبداع  فكرة أو أن يدفع  بالنزاع  نحو الحل بل  سيزيد من تعقيد الوضعية  بالتهور والنزق  والحركات البهلوانية  وبالعقلية العدوانية التي يكون دافعها دائما  شحنات انفعالية  عتيقة  وقديمة  تسد مسام المخ  ولن تترك للفكر المبدع  طريقا  للظهور ... كل ما تتقنه مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر هو  حفظ مجموعة من الأسطوانات البالية  ترددها في المحافل المحلية والدولية ... لذلك فإما أن يحضر  حكام الجزائر مائدة مستطيلة أو لن  يحضروا  أبدا  مائدة مستديرة ، وإن حضروها مستديرة  فسيقلبون  شكلها إلى مائدة مستطيلة لأنهم جبناء يخشون  المستقبل لأن المستقبل في " أمخاخهم " مظلم  حالك السواد لا شكل له ولا لون ولا طعم ، مستقبل مجهول اختلطت فيه  مشاكل الشعب الجزائري التنموية مع انهيار أسعار الغاز والنفط و مع العهدة الخامسة  للمشلول على كرسي البلاد  ومع شردمة البوليساريو التي ندموا على  التورط  معها  ولا يستطيعون  الرجوع لأنهم  ببلادتهم  لم يفكروا يوما في  وضخ  خط الرجعة  قط ، لأن الذكي هو الذي يضع دائما خطا للرجعة لأنه  يستشرف المستقبل بعقلانية  ، أما حكام الجزائر  فلا عقل لهم  ،فهم لا يعرفون شيئا اسمه خط الرجعة لأنهم  كوحيد  القرن ( الخرتيت ) لا يرى إلا أمامه  ويدكه  دكا  ويسير حتى ولو كانت نهاية الطريق هي الهاوية  والحضيض ، وكذلك يفعل حكام الجزائر في كل المجالات  وإلا  لما  ضيعوا تريلْيُونات الملايير من الدولارات طيلة 56 سنة والبلاد  لاتزال متخلفة عن الصومال ، والسبب هو أنهم  مجرد دواب هائمة  تدك الأرض وتدك معها  الحرث والنسل وهكذا ...

عود على بدء :

المغرب له موقف واضح ، أما موريتانيا فقد زار  وزير خارجيتها اسماعيل ولد الشيخ أحمد المغرب زيارة دامت يومي الخميس 20 والجمعة 21 شتبنر 2018  لكنه صمت صمت القبور عن قضية الصحراء وترك إعلان موقف بلاده من قضية الصحراء إلى يوم  29 شتنبر 2018  حيث قال في الجمعية العمومية للأمم المتحدة " إن بلاده تتابع عن كثب قضية الصحراء الغربية “لإيجاد تسوية ترضي الأطراف المعنية وتسهم في ترسيخ الاندماج والتكامل الاقتصادي لدول اتحاد المغرب العربي”. ...أما البوليساريو فهم  صوت سيدتهم المافيا الحاكمة في الجزائر أي الاستفتاء الذي يجب أن يؤدي إلى الاستقلال وإلا ....وإلا المجهول ولا شيء غير المجهول ...

إذا كنتُ أنا العبد الضعيف يرى أن مواقف الدولتين الأساسيتين في قضية الصحراء المغربية ( الجزائر والمغرب ) أرى الفرق  بينهما  هو ما بين السماء  والأرض ، فحينما تنازل المغرب عن إدماج  محافظتي  الساقية الحمراء ووادي الذهب في السيادة العامة للوطن الأم واقترح على الجزائر – إن كانت تريد فعلا حلا لهذا المشكل – اقترح بدافع من أصدقائه في الشرق والغرب والعرب والعجم  تنازلا صعبا  واقترح  منح  حكم ذاتي موسع للإقليمين أو المحافظتين المذكورتين تحت السيادة  المغربية ، فقد قوبل هذا المقترح من طرف مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر وعموم أماكن تواجد البوليساريو الذي لا يأتمر إلا بأوامرها ، قلت قوبل هذا المقترح في البداية بالصدمة ، ثم دخلت العصابة الحاكمة في الجزائر مطابخ عدة وطبخت سموما عديدة  لتفتيت مقترح المغرب وصورته لساكنة مخيمات العار بتندوف بأنه مناورة مغربية  ستنقلب عليهم بالويل والتبور وعظائم الأمور ...فماذا  ننتظر من مافيا الكوكايين المسطولين أو المزطولين أبد الدهر ، والذين يستخفون بأرواح البشر ، ألم  يذبحوا  جزائريين  بلغ عددهم  ربع مليون جزائري بالإضافة لما يقارب 50 ألف  مفقود ؟؟؟

إذن لا أمل مع عصابة  مافيا الكوكايين  الحاكمة في الجزائر لحل كل مشاكل الشعب الجزائري ومنها هذا  التخلص من هذا الكائن الطفيلي ( البوليساريو ) الذي يمتص دماء الشعب الجزائري طيلة 43 سنة..

ملاحظة خاصة : أحرار الجزائر سيتكلمون ، رغم الشياتة الجزائريين كبارا وصغارا ورغم  كيد الكائدين ، وسيكتبون وسَيُرَدِّدُونَ أن المافيا الحاكمة  في الجزائر اغتصبتْ الثورة الجزائرية واغتصبت الثروة الجزائرية  طيلة 56 سنة  ولا تزال  ، واغتالت هذه المافيا الحاكمة رجال الثورة الحقيقيين سواء أثناء أوبعد ما يسمى الثورة الجزائرية  التي تم اغتصابها وَخَنْقُهَا عام 1962 ... العديد من أحرار الجزائر رفعوا  وسيرفعون صوتهم عاليا بأنهم  اكتشفوا  غدر ( الجماعة ) المعروفة  بوصمة العار في جبين الجزائر أي الثلاثي ( بنبلة وبومدين وبوتفليقة ) وقد تَفَطَّنَ الشعبُ  للأوهام التي باعوها للشعب  وعاشها الشعب في زمن هذا الثلاثي الشرير ولايزال ( أي 56 سنة من القهر والغدر والاحتقار والظلم ) ... أحرار الجزائر كانت وستكون قضيتهم  الوحيدة هي كشف غدر وألاعيب واحتيالات وصناعة الأوهام التي  باعوها  للشعب  الجزائري ولا يزالون على أنها إنجازات في صالح الشعب الجزائري  والتي بدأ تنفيدها  منذ 5 جويلية 1962 ، وسيواصلون إحراج  المافيا الحاكمة في الجزائر بالسؤال عن  ملايير الملايير من الدولارات  وأين  ذهبت ؟... ويشكر أحرار الجزائر اللهَ  بأن كشفتْ الظروفُ والزمانُ  هذه الحقائق دون أن ينسوا   سيرورة العالم نحو أهدافٍ أعمى اللهُ  عنها بصيرةَ المافيا الحاكمة في الجزائر ( جيشا  وشياتة مدنيين) ولأن  المافيا الحاكمة في الجزائر لا تعرف  شيئا عن الأهداف التي تتواخاها  دول العالم  العصري فقد  افتضح أمرهم  وتشوهوا  أمام  العالم  لأنهم تائهون  كالعميان  في غرفة مظلمة ، وهذا هو ما ساعد أحرار  الجزائر أن يكتشفوا أن العالم  الجديد يسير في واد ومافيا  حكام الجزائر تسير في واد آخر ، بل المافيا الحاكمة لا تزال تعيش زمن الحزب الوحيد والرئيس الأوحد الذي لن يموت ( أستغفر الله ) أي زمن القمع والاغتيال والذبج المجاني وتصفية الحسابات بدم بارد  ضد كل من قال كلمة حق ... كذبوا وسوف يكذبون حينما يقولون بأن الجزائر تعيش في أمن وأمان ، والحقيقة أن في الجزائر نمط  حياة الراعي والماشية ، حياة القطيع وصاحب القطيع ، فالقطيع هو الشعب وصاحب القطيع هو العسكر  وشياتوه  المدنيون فيما  يظهر للعالم لكن يعلم الله  وحده من وراء هذا العسكر لأنه ليس هو الحاكم الفعلي ولا حتى كراكيز الرئاسة  والحكومة ، لأن نظام الحكم في الجزائر لغزٌ بدأت معالمه مع  استفتاء تقرير المصير عام 1962  الذي كان نتيجة  لتنفيذ اتفاقية  إيفيان المجهولة البنوذ التي لا يعرف عنها أحد شيئا ، ولأن كثيرا من الأشياء في الجزائر تسير في الاتجاه المعاكس ضد المنطق البشري وما أكثرها وعلى رأسها أنهم يقولون بأن هناك دستورا  في الجزائر ، وهناك رئيس فَـقَـدَ الأهلية  لا  يجب أن يبقى على رأس الدولة  بموجب البند 102 من الدستور ، ومع ذلك لم يطبق الدستور البنذ 102 أمام استحالة ممارسة  رئيس الدولة  لمهامه  فلماذا لم يتم  تطبيق الدستور لو لم يكن هناك  لغز منذ 1962  وهو تاريخ  خنق  الثورة الجزائرية المجيدة بالتآمر مع  الجنرال دوغول  ؟؟؟ ، والأدهى والأمر أن  كرسي الرئاسة  الفارغ  سيتم  ترشيحه  مرة أخرى وهو فارغ  لعهدة خامسة !!! ألا نقول – نحن أحرار الجزائر – بأن في الأمر لغزا  ؟... وأحرار الجزائر لن يَكِلُّوا ولن يَمَلُّوا أن يفضحوا المستفيدين من هذا الوضع من الشياتة كيفما كانوا  عسكر أومدنيين....

ومن الألغاز المفضوحة  التي تورطت فيها  المافيا الحاكمة في الجزائر وهي قضية  الصحراء التي لا تزال تسجيلات الجامعة العربية تحمل خطاب  بومدين  وهو يعترف على نفسه بأن الجزائر ليست لها  أية أطماع في الصحراء الغربية وهي ستكون في صف الدولتين اللتين تناضلان من أجل إخراج  الاستعمار الاسباني منها وهما موريتانيا والمغرب ، لكن صفة الغدر التي تلازم  الثلاثي الشرير(بنبلة بومدين بوتفليقة)  ومن يدفعهم ظلت  قائمة  في سلوكهم  وسَيُبْعَثُونَ يوم القيامة وهم كما قال ربُّ العزة في كتابه العزيز  (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا { طه 111} صدق الله العظيم ... والعياذ بالله ممن حمل يوم القيامة ظُلْماً لأنه لن يرى وجه  ربنا العظيم سبحانه وتعالى ،فهل ينتظر الشياتة خيرا من قومٍ حملوا ظلما على أكتافهم سيلقون به رب العالمين ؟

سمير كرم خاص للجزائر تايمز