هاد الشي اللي جا على فمّ أوزير ألماني سابق سميــيــّـتو "يورجان تــْـريتين"، واش ما كاين حتى شي ممثل مغربي فى ألمانيا إردّ عليه؟ ضروري نعرفوا أن المسؤول على السفارة المغربية خصــّـو إكون كايتقن لغة بلاد الإستقبال، كايعرف تاريخها، حضارتها، مجتمعها، عندو دراية "بفنون القول"، بالسياسة المحلية، بشعائرها، حتفالاتها، كايعرف يتواصل مع صحاب القرار، مع المجتمع المدني اللي قوي، عندو تأثير "لا يستهان" على السياسات العمومية فى ألمانيا، ضروري إكون كفء، قادّ يلقي محاضرات فى الجامعات، فى المدارس، فى قاعات غرف التجارة أو الصناعة، يلقي كلمات، إشارك فى نقاش مع عامة الناس، مع أساتذة جامعيين، طلبة، شخصيات محلية بارزة، أرباب شركات ألمانية عابرة الحدود، شركات متوسطة ولا ّ صغيرة، باش يجلب ستثمارات مهمة، هاكدا غادي نقوموا بتلميع صورة المغرب فى الخارج، نحميوه.

الإحتكاك بقضايا هاد الشعب ضروري إيلا بغينا نعزّزوا موقفنا فى هاد البلاد أوْ لوخرى، ضروري نقوموا بديبلوماسية ستباقية، نربطوا علاقات، نفتحوا قنوات تواصل حتى مع اللي رافضين مقترح المغرب، حاقدين عليه، لأن الديبلوماسية فن التواصل، التودد، كسب عقل أو قلب اللي باغي تخاطب، أو ما غاديش يمكن لينا نحققوا هاد الهدف بلغة غير اللغة اللي مدّاولة فى هاد البلاد ولا ّ لوخرى، لحد الآن يلا ّه عبدالرحيم شوقي، سفير مغربي سابق اللي كان كايتوفر على هاد البروفايل، أو عرف فى وقـت وجيز كيفاش يجلب شركات ألمانية عملاقة، يربط علاقة ودّ مع كثير من صناع القرار، لأنه بكل بساطة كان كايتقن، إجيد اللغة المحلية، مفتاح الفرج أو النتيجة الملموسة.

إيلا كانت عندنا شي مقارعة مهمة، مناظرة ما غاديش ندفعوا شي حدّ إقوم بهاد الدور اللي كبر منـّـو بكثير، فوق طاقتو، مؤهلاتو، ولاكن عندنا مع الأسف ما كاين غير كوّر أو عطي ألــّـعور، أخيرا تكـلــّـم رئيس الحكومة المغربية بالنڭـليزية، بلا حيا لا حشمة، بقى كايرطن، يعجن، يخـبز، يدبز فيها حتى عـذّبها أو عذّب اللي كايسمعو، فاش عاد كـمــّـلها بدا كايفرنس، يعني: "إيوا، كيف جيتكوم؟" زيد عليه واحد الأخت اللي تكــلــّـمات أخيرا على المرأة، الطفولة أو شي حوايج خرين بالفرانساوية فى إطار لقاء مع سفيرة الإتحاد الأوروبي، مشــخرة القـرن، ولاكن "في وطننا الحبيب" كولــّـشي وارد، ممكن، شعار هادوا كولــّـهم هو: العبقري ما عمـّـرو كايغلط، غير كايحل بيبان على كـتيشافات جديدة، وحدين خرين غادي إقولوا: على حماقات جديدة.

ضروري إكونوا المسؤولين على السفارات المغربية كايتكلــّـموا لغة بلد الإستقبال، هاكدا غادي إفيدونا، إقوموا بترويج المنتوج المغربي، ثقافتو، حضارتو، تاريخو، قتصادو أو إثيروا الفضول قصد جلب ستثمارات مباشرة، ما يبقاوْش عايشين فى عزلة، لأن جلهم كايجي غـْـريب أو يمشي غريب، غير باش إتـــّـأقلم، يربط علاقات مع صناع القرار خصـّو عام حتى ألـْـعامين، إطالع شي ما تيسـّـر، إتــّـعرّف على البلاد عام حتى الجوج، زيد عليها عام آخور باش إكون متمـكـــّـن من الأدوات، القنوات الديبلوماسية، يلا ّه سخــّـن بلاصتو شي شوية من بعد ربع ولا ّ خمس سنين، كايعيـيـّـط عليه المركز، الديبلوماسية الناجحة ماشي تكون "صاحب موهبة شفـوية فـوق العادة"، لا! ولاكن تكون فى المستوى المطلوب، إكون أداؤك عالي أو النتائج ديما ملموسة، فى صالح المغرب بامتياز.

جميع الدول المتقدمة كاترسل سفراء ألــّـمغرب اللي كايتكــلــّـموا، كايجيدوا عل الأقل الفرانساوية، كاين البعض منهم كايتقن حتى اللغة العربية، البعض لاخور عندو كتابات، منشورات، دراسات على هاد البلاد أوْ لوخرى، حنا غالبا ما كايهضروا دياولنا غير الفرانساوية ولا ّ العربية، أو شوف تشوف، ضروري نرسلوا حتى حنا أحسن أو أجود ما عندنا، لا من تكوين، إتقان للغات الأجنبية، إصدار مؤلفات، دراسات إلخ، أو على ما كايضهر لييــّـا يمكن لولاد الجالية المغربية فى الخارج إلعبوا هاد الدّور، بحال مدرب المنتخب المغربي "هيرفي رونار"، إيلا بغى يهزم الخصم خـصـّـو إحصـّـن، إقوّي فرقتو بلعــّـابة عندهم قدرات هائلة، لا من الناحية البدنية، التقنية ولا من الناحية التاكتيكية، لأن الأمر بسيط: علاش كايضم أولاد الجالية المغربية ألــّـمنتخب الوطني؟ لأنه باغي يربح، أمـّـا الديبلوماسية المغربية كاتفضل تكون من اللول فى معسكر الخاسرين، بلا أي منازع، السفارات المغربية عندها ناسها، الموظفين ديالها، ما محتاجة لا ألــْـسفير ولا ّ ألــْـسفيرة، ما عادا إيلا شكــّـلوا قيمة مضافة، المهم ماشي شحال أو نتا غايب، شحال من وليمة شركتي مع صباعك، سقف حلقك، ولاكن فيناهوما النتائج الملموسة، المباراة الشيقة هي لمـّـا كاتحقق الأمنية، كاتهزم الخصم، كاترمي الكرة فى شبكـتو.

الديبلوماسية المغربية محتاجة ألـْـهاد البروفايلات، ألهاد الهدّافين اللي كبروا فى المهجر، لأنه غادي يمكن ليهم إباشروا عملهم من غـدّا، بلا ما إضييــّـعـوا الوقت فى الولائم، فى لقاءات صطحية فى صالونات الوقت الضائع.

باغيين ناس، شخصيات كايعرفوا إمــثـــّـلوا المغرب على أحسن وجه، ما بغينا موظفين، ولاكن ناس فكر، ثقافة، عندهم رؤية، تصور، بعد، عندهم مشروع، مولوعين بالمعرفة أو شنو كايدور من أخبار، من أحداث، أفكار، توجسات، أخطار فى بلد الإستقبال، عزيز عليهم يتعرّفوا على الصغيرة أو الكبيرة، ماشي شادّين عليهم البيرو لأنهم ما كايتقنوش لغة هاد الشعب أوْ لاخور.

علاش ضروري التركيز على الأداة؟ لأنه لازم نعرفوا متطلبات، رغبات، طقوس الناس اللي كانتعاملوا، كانتواصلوا معاهم بلا أيّ فيلتر، هاكدا غادي نبنيوْا جسر، علاقة ود مع اللي يمكن ليه إدافع على مصالح المغرب بالنيابة، لأن فى آخر المطاف كل واحد ما كايشوف غير مصلحتو الخاصة، غالبا ما كاتـتــّـخذ الديبلوماسية وسائل خرى، قنوات شبه رسمية عن طريق برلمانيين، صحفيين، ممثلين المجتمع المدني، مراكز أبحاث، مؤسسات سياسية إلخ، فى القرون الوسطى، فى أيــّـامات حروب الفتك أو التدمير، كانوا السفراء كايتختاروا فى أوروبا من العائلة الحاكمة اللي كاتزوّدهم بالشرعية الازمة باش يمكن ليهم يتفاوضوا مع هاد الحكومة أوْ لوخرى، على ما كانشوف خـصــّـنا نتخلا ّوا على هاد النموذج البدائي اللي كايميـيــّـع الجودة، كايضرب "عرضة الحائط" العدالة، الشفافية، التكافؤ فى الفرص، النزاهة أو المنافسة الشريفة.

الديبلوماسية "بنزين العلاقات الدولية"، يمكن لينا نعتابروها "فن الممكن" اللي ضروري نطعـّـموها بأسس، أهداف، أولويات أو سياسة ديبلوماسية ستباقية، قبل ما إحل فومـّـو هاد لوزير السابق لازم تربطنا صلة، علاقة ود مع حزبو ولا ّ نكلفوا اللي إنوب علينا، فى حالات خرى ضروري إكشر السفير ولا ّ السفيرة "عن أسنانه/أسنانها"، بشرط: إيلا كان كايتقن خطاب هاد الشعب أوْ لاخور،

الديبلوماسية الناجحة، ماشي هي إيلا ما سمعك حدّ، ولاكن إيلا عرفتي تفرض وجودك بخطاب عقلاني، متزن، رصين كايتماشى مع عقلية، طقوس بلد الإستقبال، أمـّـا مع الخطوط الحمرى ما عمـّر هاد السفير ولا ّ لاخور خاصـّـو يتساهل مع اللي تهجّم عليه، ضروري إكون خطابو واضح المعالم، دقيق، شفاف، عاري العاطفة، لأن الديبلوماسية بحال شي طرح ديال الشطرنج، خـصـّـك عل الأقل تعرف كيفاش تخروج ما غالب ما مغلوب.

 

مراد علمي