قرر الآلاف من المعتصمين من متقاعدي الجيش الجزائري اليوم الاثنين فض اعتصامهم بعد ستة ايام من المواجهات مع قوات الأمن التي منعتهم من الوصول إلى العاصمة الجزائرية.

وذكرت صحيفة الخبر المحلية نقلا عن مروان بصافة المنسق الوطني للعسكريين السابقين الغاضبين قوله إنه تقرر فض الاعتصام بسبب القوة المفرطة التي استخدمتها قوات الدرك الوطني خلال الأيام الماضية.

وقال بصافة إن قرار التراجع أتخذ بإجماع أعضاء المكتب الوطني وممثلي المكاتب الجهوية، مشيرا إلى "انسحاب ظرفي متبوع بإخلاء منطقة حوش المخفي قبل تعفن الوضع، بحسب المصدر ذاته.

وأضاف أن فض الاعتصام يأتي أيضا استجابة لنداءات جهات محلية دعت إلى ضرورة التهدئة وتجنيب أبناء المنطقة متاعب المواجهات الدامية بين المعتصمين وقوات الأمن.

ومنعت قوات الأمن الجزائرية الاثنين آلاف المتظاهرين من العسكريين السابقين من الوصول إلى العاصمة للمطالبة بزيادة رواتبهم وأغلقت جميع الطرق المؤدية إليها، بحسب وسائل إعلام.

وانتشر آلاف من رجال الشرطة والدرك منذ السبت في المحاور الكبرى المؤدية إلى العاصمة الجزائرية وكذلك في محطات القطار والحافلات لمنع المتظاهرين من الوصول إلى وسط المدينة.

وبحسب صحيفة "الخبر" فإن مفاوضات جرت ليل الأحد الاثنين بين ممثلي المتظاهرين وقيادة الدرك الوطني باءت بالفشل.

وقالت الصحيفة إن المفاوضات مع المعتصمين "فشلت في فض اعتصامهم الذي دخل يومه الخامس في ظل تمسك المعتصمين بموقفهم الرافض لمغادرة الموقع وإصرار قيادة الدرك على إقناعهم بإخلاء المكان بدون أي مواجهات".

وقرر المتظاهرون الاعتصام في منطقة تسمى "الحوش المخفي" في محافظة بومرداس شرق العاصمة، ما تسبب باشتباكهم مرارا مع قوات الدرك التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم بحسب شهادات ومشاهد فيديو لمتظاهرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وسجل اختناق مروري كبير بسبب حواجز نصبتها قوات الأمن على الطريق السريع الرابط بين شرق الجزائر وعاصمتها لمنع تسلل المتظاهرين عبر وسائل النقل.

كما أعلن موقع متخصص في رصد حالة الطرق في الجزائر إن المتظاهرين أغلقوا الطريق الرئيسي وتركوا معبرا واحدا فقط لمرور السيارات، بحسب الصور التي نشرها.

والمتظاهرون ثلاث فئات: متقاعدو الجيش الذين يطالبون بزيادة راتب التقاعد الذي لا يتعدى 27 ألف دينار (نحو 200 يورو) والمسرحون من الجيش الذين يطالبون بإعادتهم إلى الخدمة إذا سمحت لهم سنهم بذلك أو التقاعد ومصابو الجيش الذين جرحوا خلال الحرب الأهلية (1992-2002) ويطالبون بتكفل طبي أفضل في المستشفيات العسكرية، بحسب ما نشرت تنسيقيتهم على حسابها على فيسبوك.

ومنذ 2011 لم يكف العسكريون السابقون عن التظاهر، تارة أمام مقر وزارة الدفاع في أعالي العاصمة الجزائرية وتارة أخرى بإغلاق الطرق للفت الانتباه.